عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
Busted Red علاج الرجوع لخطية معينة !!! والتأديب الصحيح لكل نفس !!!

كُتب : [ 05-28-2009 - 02:27 PM ]


علاج العودة للخطية ! وهل التأديب نافع لهذه الحالة
بقلم الأب صفرونيوس
للعودة لمقدة الموضوع أضغط
هنـــــــــــــــــــــــ ــا


+ كما ذكرنا من قبل ، العودة إلى خطية معينة هي ضعف في محبتنا لله ، والضعف لا يُعالج بالتأديب ، أي التأديب الذي يجعل كل من يقبله " حقيراً " في عيني نفسه ؛ لأن هذه هي أولى الدرجات الهابطة إلى بئر " صغر النفس " .

نحن نحتاج إلى محبة وحكمة المسيح الذي قيل عنه أنه لم يُطفئ " فتيلة مدخنة " .، ولم يكسر عوداً يكاد أن ينشط ، بل هو المعلم والمعزي الذي يترك ال 99 ويذهب إلى الواحد الضال .
من لا يعرف ذلك لا يجب أن يؤتمن على خدمة المحتاجين إلى التعليم ؛ لأننا لو قلنا " خدمة الخطاة " ، فهذا يشملني ويشملك ويشمل الدير كله ؛ لأننا جميعاً خطاة ، ولا يوجد خاطئ أكبر وخاطئ أصغر ، نحن جميعاً " عبيد بطالون " ، لأننا خوفاً من العقاب وطمعاً في الثواب نتوب ، وهو ما يجعل توبتنا ناقصة نار المحبة ، ولكن الله الصالح والرحيم لا يرفض هذه التوبة .


والتأديب ينفع الذين لهم أشواق عالية ، أمَّا الذين ضربهم اليأس والخوف وسقطوا في " صغر القلب " ، فهؤلاء يموتون روحياً وفي بطءٍ شديد ، إذا وضعنا عليهم تأديبات .

كذلك التأديب يُحرَّك متواضع القلب طالباً الخلاص من الله ، أمَّا الذي سقط عدة مرات ولم يتب ، فأن ضعف تواضعه يقوده إلى العصيان والتمرُّد .

ولا يجب أن نخلط بين التأديب والعقوبة
؛ لأن الأول ( أي التأديب ) هو دواء ينفع مع البعض . أما الثانية ( أي العقوبة ) فهي تجلب الأوجاع وتزيد من المرض .

والتأديب لا يكون من أجل مكسب للأب (( يقصد الأب الروحي )) . أو من أجل منفعة وقتيه ، ولا يقوم على المنع والنهي ، بل مَن لا يعرف التواضع ، يُلزم بخدمة تُعلّمه التواضع ، مثل الأب البطريرك الذي طلب الشفاء من الشهوة الجنسية ( التي تحاربه ) ، فكان تأديبه هو تنظيف قلالي الشيوخ ، وكان تأديب يوحنا القصير هو سقي عود شجرة يابس ، وكان تأديب مرقس هو الاهتمام بطاحونة الدير وإعداد الخبز ، وذلك حتى تنمو محبته للإخوة وتموت فيه لذة الهجوم على الذين يختلفون معه في الرأي .
وتأديب من يُسرع إلى سلاح الغضب ، هو الأعمال الجسدية مثل الزراعة وري الأرض وتوزيع المياه ( مياه الشرب ) على قلالي المتوحدين .


هذه كلها وأمثالها ليست عقوبات ، بل أعمال نافعة تُعطى للإخوة
– الذين يعانون من ضعفات معينة – مكانةً في الشركة كخدام نافعين ، وليس كأعضاء ميتة أو ضعيفة أو ناقصة .


لقد أدب الأب ديونيسيوس الأخ أرميا الذي يُحسن القراءة بأن يمر على قلالي الإخوة الذين لم يتعلموا القراءة الجيدة لكي يدربهم على حُسن القراءة باللفظ اليوناني ، وهو ما جعله ينمو معنا كخادم أمين . وعندما شكوت للأب دانيال كثرة انشغالي بالإخوة المبتدئين ، طلب مني أن انسخ له رسائل القديس انطونيوس ، وأن أُشرف على المطبخ . ولما جاء عندنا الأخ مينا الذي أُتهم بقتل طفلٍ في المدرسة ، ولم تثبُت عليه الجريمة ، أعطاه الأب ديونيسيوس خدمة تنظيف الكنيسة وترتيب الخدمات وتوزيع أنصبة الآباء المعتكفين ، وبعد ثلاثة سنوات عاد إلى خدمة تعليم الأطفال .


هذه نماذج من التأديبات التي عرفتها أو سمعت عنها ، وهي كلها من أجل تأكيد المحبة والاحتفاظ بخدمة الإخوة وعدم قتل كرامتهم ، لأننا عندما ننزع كرامة مَن يسقط ، إنما نلقي بهم في بئر " صغر القلب " ، وبذلك نُطوح بهم في لُجة الشك والعصيان وفقدان ( الهدف ) أي غاية الوجود ؛ لأننا في المسيح ننال كرامة البنوة ، ويعاملنا الآب السماوي كأبناء له ، ويعطي لنا الآب السماوي كرامة البنين ، لأن الآباء الرسل عندما سمعوا " لا أعود أسميكم بعد عبيد " ، كانوا قد نالوا كرامة البنين – من فم الابن الوحيد – ومع ذلك فقد جحد بطرس وأنكر بعد أن عاين المعجزات وتجلي الرب على جبل طابور ، وهرب الباقون ليلة القبض عليه في البستان ، ومع ذلك لم يعاتب الرب أياً منهم ، ولا وبخ حتى توما ، بل قال له – بحنان شديد – " لأنك رأيتني يا توما آمنت " ( يو20 : 29 ) ، وكأنه يذكره بما رآه من قبل بمعجزة إقامة لعازر وغيرها .



والآن جاء الرب في اليوم الثامن ( أي اليوم الجديد بعد السبت ) ، يوم قيامته ، وربما خصيصاً لأجل توما . لذلك ليكن لنا وداعة المسيح وحلمه ، وأن نعطي الدواء الذي يشفي لا السكين الذي يقطع ويبتُر ، ومع أن الدواء هو حسب حكمة وتقدير الأب الروحي ، إلا أن الأب الروحي خاضع لحكمة الإنجيل ، ويعمل حسب تعليم الرب محب الخطاة ، وكأب يضع أمام عينيه أن " المُعترف " هو " وريث " معه في نفس الملكوت ، ويقف معه على قدم المساواة كابن للآب ، وأخ للأخ البكر ربنا يسوع المسيح .


( عن رسالة الأب صفرونيوس إلى تلميذه ثيؤدوروس – عن كتاب التوبة وعمل الروح القدس في القلب فقرة 21 – ص 21 – 23 )



رد مع إقتباس
Sponsored Links