هل أعاتب صديقاً لي إن أخطأ في حقي ؟ أم أحتمل إساءته و أصمت؟
الجواب على لسان قداسة البابا شنودة الثالث
يمكن أن أعاتبه إن كان من النوع الذي يقبل العتاب و إن كان العتاب يأتي بنتيجة طيبة
و ذلك لأنه ليس كل إنسان يقبل العتاب فهناك من تعاتبه فيثور و يحاول أن يبرر نفسه و يكثر الجدل و يعتبر أنك تتهمه و تظلمه و ينتهي العتاب بنتيجة أسوأ
أما الصديق واسع الصدر المحب الذي يقبل العتاب بصدر رحب و بموضوعية فيمكن أن تعاتبه و تصفي الموقف معه
و قد صرح السيد الرب بالعتاب فقال :
"إن أخطأ إليك أخوك فاذهب و عاتبه بينك و بينه وحدكما فإن سمع منك فقد ربحت أخاك "(متى18:15)
و هنا يضع السيد شرطاً أن يكون العتاب بينكم سراً لأن البعض لا يقبل أن يظهر مخطئاً أمام الآخرين بينما يقبل ذلك "بينك و بينه وحدكما"ومع كل ذلك فإن السيد يقول أن نتيجة العتاب غير مضمونة و ذلك بقوله " فإن سمع لك "
و هنا أقول نقطتين مهمتين في العتاب :
النقطة الأولى :
هي أن أسلوب العتاب فهناك من يعاتب بمحبة و قد يبدأ بذكر محاسن الصديق و مواقفه الطيبة قبل أن يذكر نقطة العتاب .... بهذا يكون أسلوبه مقبولاً... بينما هناك من يعاتب في عنف و بألفاظ جارحة و كأنما ينتقم لنفسه أثناء العتاب و يحط من شأن صديقه فلا يقبل ذلك منه و يرد عليه بالمثل و يشتعل الموقف
إذن إذا عاتبت عاتب بأسلوب رقيق مقبول
النقطة الثانية:
و هي سبب العتاب المفروض يكون ذلك لسبب يستحق العتاب و ليس على أمور بسيطة تدخل تحت عنوان " المحبة تحتمل كل شيء" (1كو13)لأنك إن كنت تعاتب على كل صغيرة و حتى على التفاهات بحساسية شديدة فإنك بهذا الأسلوب تفقد أصدقاءك ...!
لذلك كن واسع الصدر و لا تعاتب على الأمور الصغيرة
هذه أحتملها في صمت بل في محبة و بحسن نية و لا تفكر أن صديقك أراد أن يسيء إليك ربما كانت هفوة فكاهة بسبب نسيان
أما ما قاله السيد المسيح عن تطور الموقف و أن تشكو للكنيسة فلا شك أن هذا عن الأمور الخطيرة جداً ذات النتائج غير المحتملة
منقووووووول