عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 5 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مشكلة التأمل وعدم فهم أصوله عند الناس !!! وهل كل تأمل يعتبر تأمل !!!

كُتب : [ 06-12-2011 - 03:33 PM ]


سلام لنفسك يا أختي الحلوة
بالطبع العهد القديم والجديد عهد واحد ، ولكن القديم هو ظل الجديد ، ويستحيل شرح عهد بدون آخر لأنهم مرتبطين جداً ولا انفصالية فيهما ، فهو صالح ومقبول جداً ربط العهدين ، أو بمعنى أدق شرح العهد القديم في نور العهد الجديد ...

أما بالنسبة للتأملات هناك ما هو الكثير مغلوط بالنسبة للتعليم حسب الكتاب المقدس ، لأن مثلاً يكتب البعض قائلاً أنه ينبغي أن يُطاع الله أكثر من الناس ويرفض أن يطيع والديه وبخاصة أن اهتموا بمذاكرته ويقلوا له ذاكر ومش تسعى للخدمة إلا لما تخلص مذاكرة والمسئولية اللي وراك ، فيرد يقول ليهم ينبغي أن يُطاع الله أكثر من الناس ويذهب شاغلاً وقته للخدمة ليلاً ونهاراً مهملاً مذاكرته جداً ، مُعلماً أنه ينبغي أن نقدم حياتنا لله مهما كانت التكلفة ، وهذا الكلام صحيح جداً ولكنه منقوص وغير دقيق إطلاقاً ، لأن المذاكره وزنة من الله للتعليم لكي ينال الإنسان شهادة ويستطيع ان يخدم بها الله ، ونسى المكتوب أن لكل شيء تحت السماء وقت ، فينبغي أن ينظر حياته ووقته ويطيع والديه في الرب لأن هذا حسن ومقبول أمام الله ، والموضوع كله في حقيقته هروب من الله بكلمة الله واستغلالها لفعل ما نريد ونقول انه تأمل مهملين المسئولية الموضوعه علينا ، والدليل حينما يذهب بعد انتهائه من مراحل المذاكره ويحصل على شهادة ، يذهب للعمل وينسى الله وأن اعطاه فيعطيه وقت ضعيف وربما لا يعطيه وقتاً من الأصل لأنه همه الوحيد أن يجمع المال ، ولأن طبعه غير أمين وتأمل فيما لا ينبغي أن يتأمل فيه فبذلك خسر حياته ...

وأيضاً يوجد تأملات أخرى كثيرة مثلما تأمل واحد في موضوع الصليب وأن السماء حصل فيها ظلمة وقال أن السماء أنزلت دمعة على الأرض وهي دمعة الآب ، وابتدأ يتأمل في حزن الآب على الابن ، فشوه التعليم الإلهي وصور على أن الآب له دمعه وحول الموضوع من خلاص الإنسان إلى موضوع عاطفي بشري بعيد كل البعد عن خلاصنا ، مركزاً على الآلام الموجعه والتي هي لأجل خلاصنا نحن البشر ، وحولها لموضوع عاطفي لحزن الإنسان وبكاءه على الآلام بدون ان يعتبرها الآلام المُحيية والشافية للنفس كما أظهرها الكتاب المقدس وعلمنا آباء الكنيسة القديسين وفي النهاية يُقال أن هذا تأمل !!!

ده غير المعجزات التي هي عكس الكتاب المقدس والإنسان يصورها على أنها معجزة من الله ويتأمل فيها ويركز على ما تقدمه من تعليم ، مثل ما يجي واحد لا يذاكر ويهمل المسئولية اللي عليه وينجح صدفة ويقول ان الله نجحه ويُعلم بهذا ويتأمل فيه ، وينسى أن الله أمين مستحيل أن يعطي إنسان ما لا يستحق ، إلا لو كان هناك ظروف قهرية ، يعني لو كان عمل اللي عليه ولكن كان وراه مسئولية أكبر مثل أسرته ، أو حصل له مرض أو حادث ... الخ ... فالله يتدخل ويمد يده ويجعله ينجح ويظهر أمانته ، لكن أن لم يكن أمين فهذه المعجزة هي من عدو كل خير لأنه قادر أن يغير شكله لملاك نور فيُعلم الإنسان الاتكال الكاذب على الله ويتأمل فيه وينسى نفسه ويصبح منهج حياته التواكل على الله فيفشل في النهاية ويلصق فشله بالله الذي لم يعطنا روح الفشل بل روح النصح والإرشاد ، ولأنه لا يسير بإرشاد الروح لذلك يتخبط غير عالم بما هو من الله وما هو من عدو كل خير ، وفي النهاية يؤكد على أن هذا من الله ويتأمل فيه ، بل يكتب تأمل على التواكل على الله وبدون أن يدري يُسلم تعاليم شريرة في النهاية تُفسد أذهان البسطاء وتضلهم في النهاية عن الطريق المستقيم ...

أو واحد يتأمل في سفر التكوين كما رأينا (في موضوع سفر التكوين وشرحناه) ويقول على كلمة [ كانت الأرض خربة وخالية ] ويبدأ يشرح أن كلمة خربة معناها أنها كانت سليمة وأن الشيطان لما سقط خربها ، ويؤكد على ذلك بعيداً عن المعنى المقصود في النص نفسه كما شرحنا ، ومن هنا يبدأ في تعليم أن للشيطان سلطان وقدرة على كل شيء أن يخربه ، فيخوف كل إنسان منه غير مؤكداً على قوة الله التي هي أقوى من عدو كل خير ، لأن عدو كل خير لا يقدر أن يشوه عمل الله أو يمسه ، فحتى الإنسان لا يمسه الشرير إلا بموافقته هو ، وبهذا التعليم المشوة يعطي الحجة لكل واحد أن يصنع خطيئته وكأنه بريء منها وليس له ذنب وليس له الحرية أن يبتعد طالباً قوة الله لتحل عليه ، ومن هنا نسمع ترنيمة تقول كحجة السقوط [ أنت تعلم أني بشر وحولي الشر قد انتشر ] وهذه حجة الإنسان كما كان آدم في رده على الله [ المراة التي جعلتها معي هي اعطتني من الشجرة فأكلت ] يعني بيرجع السبب لله كما نفعل اليوم حينما نتصور أن الله خلقنا ويعلم اننا سنسقط بحريتنا ومع ذلك خلقنا وأعطانا الحرية ، يعني في النهاية نقول أن الله هو السبب ، وهذا عكس الكتاب المقدس والتعليم الإلهي ، وهنا دائماً ما تكمن الخطورة في التأملات الغير منضبطة بالروح القدس حسب ما شرحنا عاليه في الموضوع الرئيسي !!!

عموماً من الصعوبة التامة أن أكتب التأملات التي فيها تشويه لعمل الله وعكس الكتاب المقدس نفسه لأني لن أنتهي من ذكر الأمثلة ، ولكن الموضوع كله يتلخص في مفهوم التأمل الصحيح بحسب نعمة الله لكل واحد ...

أقبلي مني كل تقدير لشخصك المحبوب في الرب

النعمة تملأ قلبك سلام ومسرة آمين

رد مع إقتباس