الموضوع: مظلوم
عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 2 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مظلوم

كُتب : [ 03-01-2011 - 09:16 AM ]


سلام لنفسك يا محبوب الله الحلو
أولاً : وبادء ذي بدء لازم نتفق على أن الله لا يسمح بالشر أو يدعمه أو يؤيده بأي حال من الأحوال أو باي شكل من الأشكال ، لأنه لا يتعامل مع الشر أو شبه شر ...
ثانياً : الشر نبعه عدو كل خير ، ويتقوى بإرادة الإنسان وحده الذي يفعل الشر لأجل مبادئ مختلفة ومثل ما أوضحت في كلماتك : [ المصلحة ] ، والتي تعلو عن الحق عند الإنسان الذي يحيا بعيداً عن الله محباً للمال الذي هو أصل لكل الشرور ، أن ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة ...
ثالثاً : العالم وضع في الشرير الذي أصبح رئيسة بسبب سقوط الإنسان وقبوله لغواية الشر والذي تبعه الفساد فأصبح العالم ليس له سلام ، لأنه مكتوب : [ لا سلام قال ربي للأشرار - الذين يتبعون رئيس الشر والفساد أي إبليس ] ، ويستحيل فيه يتم العدل أو يتحقق السلام ، لأن كل سلام فيه هو سلام مؤقت وزائل يتوقف حسب المصالح الشخصية والعامة ، والرب يسوع في الإنجيل وضح كل المشاكل التي ستواجه كل إنسان أمين يريد أن يعيش بالتقوى ، لأن يستحيل أن يعيش الإنسان بالتقوى وسط العالم والعالم يقبله ، كما هو مستحيل أن يعيش إنسان صادق وسط كذابين ، وكل واحد يكذب من أجل أن يحقق مصلحته الشخصية ، ونحن وسط هذا العالم لن نجد من يشفق على إنسان صادق أو أمين إلا لو كانت هناك مصلحة أو أنه بعيد عنه لا يبكت ضميرة بأعماله وبأمانته الخاصة ...

فلا تستعجب أو تندهش أو تستغرب هذا السلوك يا محبوب الله الحلو ، وطالما أنت أمين وصادق فلا تهتم أو يتزعزع إيمانك ، بل اتكل بكل قلبك على الله الخير الأعظم الذي سيؤيدك بروحه ليقويك ويشدد عزيمتك ، لأن النصره للرب في النهاية مهما طال زمان الشر والفساد ، وأخيراً اقول لك أن الله ليس مسئولاً عن شرور الإنسان وانعواج قلبه ، بل لكل إنسان حريته الخاصة في أن يحيا يا إما بالتقوى ويسير في طريق الاستقامة فيمجد اسم الله الحلو الذي يحبه ويشهد له بأعماله الصالحة ثمر الروح القدس فيه ، يا إما أن يسير في طريق الشر والفساد ويتبع مشورة قلبه المملوء من كل شر فينكر الله ويعبد الوثن أي الطمع في مال أو جاه أو مصلحة ما ليغتني ويعيش وسط العالم في انحلال ويظلم الآخرين بلا وعي لأنه مفتون بالعالم وتعظم المعيشة فيخسر ذاته والآخرين في سبيل طمعه تابعاً عدو الخير تاركاً وصية الله ...

وأختم بكلام المزمور لآساف النبي [مزمور 73] والذي يتحدث عن نفس ذات المضمون ويتسائل عن لماذا الأشرار ينجحون ويتميزون والأتقياء يُهملون ولا ينجحون في هذا العالم قائلاً :
  • إنما صالح الله لإسرائيل لأنقياء القلب.
  • أما انا فكادت تزل قدماي لولا قليل لزلقت خطواتي.
  • لأني غرت من المتكبرين إذ رأيت سلامة الأشرار.
  • لأنه ليست في موتهم شدائد و جسمهم سمين.
  • ليسوا في تعب الناس و مع البشر لا يصابون.
  • لذلك تقلدوا الكبرياء لبسوا كثوب ظلمهم.
  • جحظت عيونهم من الشحم جاوزوا تصورات القلب.
  • يستهزئون و يتكلمون بالشر ظلماً من العلاء (التعالي والكبرياء) يتكلمون.
  • جعلوا أفواههم في السماء و ألسنتهم تتمشى في الارض.
  • لذلك يرجع شعبه إلى هنا و كمياه مروية يمتصون منهم.
  • و قالوا كيف يعلم الله و هل عند العلي معرفة.
  • هوذا هؤلاء هم الأشرار و مستريحين الى الدهر يكثرون ثروة.
  • حقاً قد زكيت قلبي باطلاً و غسلت بالنقاوة يدي.
  • و كنت مصاباً اليوم كله و تأدبت كل صباح.
  • لو قلت أحدث هكذا لغدرت بجيل بنيك.
  • فلما قصدت معرفة هذا (سلامة الأشرار وقوة شوكتهم وضعف موقف الأمناء وظلمهم من الأشرار) إذا هو تعب في عيني.
  • حتى دخلت مقادس الله و انتبهت الى آخرتهم.
  • حقا في مزالق جعلتهم أسقطتهم إلى البوار.
  • كيف صاروا للخراب بغتة اضمحلوا فنوا من الدواهي.
  • كحلم عند التيقظ يا رب عند التيقظ تحتقر خيالهم.
  • لأنه تمرمر قلبي و انتخست في كليتي.
  • و أنا بليدٌ و لا أعرف صرت كبهيم عندك.
  • و لكني دائما معك أمسكت بيدي اليمنى.
  • برأيك تهديني و بعد إلى مجدٍ تأخذني.
  • من لي في السماء و معك لا أُريد شيئاً في الأرض.
  • قد فني لحمي و قلبي ، صخرة قلبي و نصيبي الله إلى الدهر.
  • لأنه هوذا البعداء عنك يبيدون تهلك كل من يزني عنك.
  • أما أنا فالاقتراب إلى الله حسن لي ، جعلت بالسيد الرب ملجأي لأُخبر بكل صنائعك

نعمة ربنا يسوع تفيض داخلك سلام ومسرة آمين