الموضوع: مظلوم
عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 4 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مظلوم

كُتب : [ 03-02-2011 - 02:42 PM ]


سلام لنفسك يا محبوبة الله الحلوة
الشر لا يوافق الله به أو يسمح به إطلاقاً ، إنما أن حدث بسبب عمل الإنسان الشرير وعدو كل خير ، فالله يحوله للخير لصالحنا إن تمسكنا به وطلبنا منه أن يعيننا ويقوي عزائمنا بالروح القدس ، أما كونه يسمح بشر هذا صعب للغاية لأنه لا يجرب أحد بالشرور كما هو مكتوب : [ طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة لأنه إذا تزكى ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه ، لا يقل أحد إذا جُرب إني أُجرب من قبل الله لأن الله غير مجرب بالشرور و هو لا يُجرب أحداً ] (يع 1 : 13) ، والله طلب منا في كل صلاة نُصليها قائلين [ لا تدخلنا في تجربة (بمعنى الحماية -أحمينا) لكن نجينا من الشرير ] ، فالموضوع مش سماح على قدر أنه ترك الحرية للإنسان والإنسان هو الذي يصنع الشر ، فالله لا يوافق على الشر فكيف يسمح به !!!!
هذا المفهوم غير دقيق ، ربما يسمح لنا بأن نُختبر مثلما ما أختبر إيمان إبراهيم ، ولكن يسمح بشر أو فساد هذا مستحيل حسب الكتاب المقدس ، ولكن أن حدث الشر يحجمه في حدود معينة لا يتخطاها ، لأن عدو الخير يصنع الشر ولكن لا يستطيع أن يمس دواخل الإنسان إلا لو استسلم له الإنسان بحريته وإرادته وحده ، فأن أراد إنسان مثلاً أن يقتل نفسه وينهي حياته فما هو دخل الله في هذا أو سماحه !!! فهل الله يسمح بانتحار الإنسان وقتله لأخيه أو بقيام حروب !!!

الله لا يسمح بشر أو شبه شر وهذا اللفظ أو المفهم لا يوجد في الكتاب المقدس إطلاقاً ويُفهم خطأ من سفر أيوب ، ولا يوجد حتى عند الآباء القديسين معلمي الكنيسة ، ولكنه لفظ وضع في مفهوم خاطئ غير مُميز ما بين أختبار النفس وشرور العالم ، والله لم يتفق مع الشيطان على تجربة أيوب ، ولنلاحظ أن أيوب عبد الرب ، والله حينما واجه الشيطان (الذي يحسد الإنسان وبخاصة لو كان تقي) لأجل أيوب لكي لايمس نفسه اي يوصل لحد أن يقتله ، ولكن الله لم يتفق مع الشيطان على أيوب إطلاقاً أو على تجربته ، إنما الشيطان حسده والله حجم عمل الشيطان في حدود معينه محدودة محولاً عمل الشرير في إطار صالح أيوب ليبصر ويعاين الله في النهاية كما حدث في آخر إصحاح ...

الشر ليس بسماح من الله ، ولكن مش معنى ذلك أن الشر ملطلق ، بل الله يحجم الشر في حدود لا يتخطاها ، وعدو الخير لا يقدر أن يمس أولاد الله إلا في حدود خاصة جداً وكلها تخص الجسد فقط لا غير ، وحياة اولاد الله تختلف عن حياة أولاد العالم ، فأولاد الله محفوظين في يده ، وكما هو مكتوب : [ نعلم ان كل من ولد من الله لا يخطئ بل المولود من الله يحفظ نفسه و الشرير لا يمسه ] (1يو 5 : 18) ، بمعنى أنه لا يستطع أن يمس داخله أو يقدر أن يفسد خطة الله في حياة إنسان إلا لو الإنسان رفض الله بحريته وإرادته وحده ، وبإذن يسوع نكتب بالتفصيل قريباً في هذا الموضوع تحت عنوان مشيئة الله وحرية الإنسان ، وما هي حدود الشر وما معنى سماح الله ، وهل الله يسمح بالشر أم يحجم ويحد الشر ، ويحول كل الأشياء للخير في النهاية ...

عموماً باختصار وتركيز : [ الله لا يسمح بشر أو شبه شر أو حتى يجرب به ، ولكن يحول كل شر للخير ولأجل الصالح في النهاية ]

فهل الله يقبل أن يضطهد أحد أولاده او يرفضهم ، ولكن لكون العالم وضع في الشرير لذلك يستحيل أن يقبل النور لأن طبعه مختلف عن طبع النور ، والله يريد أن الكل يخلصون ولمعرفة الحق يقبلون ، وبالطبع لو كل حاجة بسماح منه أنها تحدث ، إذن فعدم قبول الناس للنور بسماح منه ، إذن الخاطئ غير مسئول عن خطيتة لأنه سمح الله له بها ، وهذا مستحيل لئلا يكون العالم محصور فقط في التحكم الإلهي وكل واحد غير مسئول عن خطاياه التي تُرتكب في حق الآخرين ، مع أن من يقول هذه العبارة يقولها بقصد أن في النهاية كل شيء سيصب في خطة الله وهذا صحيح ...

والخلط يأتي من أن الله يحول كل الأشياء لخير الإنسان الذي آمن به ويحبه ، وأيضاً ليوجه الخاطي لخلاصه لعله يتوب ويعود إليه ، ولكن الله لا يسمح بارتكاب الشر ، بل الإنسان الشرير الذي لا يتبع وصية الحياة في الرب وحده يسير وفق هواه ليتمم الشر بعند قلبه الشرير والله بريء لم ولن يسمح بذلك قط ، بل هو يحيا عكس مشيئة الله وسماحه ، لأن الله لا يسمح إلا للخير والمحبة وكل ما هو من البرّ ...

أقبلي مني كل تقدير لشخصك المحبوب في الرب ، النعمة معك كل حين