عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
2-يوجد بعض الاتهامات موجهه للكنيسة ( كتابة سير القديسين الحلقة الثانية )

كُتب : [ 08-28-2007 - 08:51 AM ]


يوجد بعض الاتهامات موجهه للكنيسة وتنقضها بشدة ، بسبب تقنين القديسين بواسطة الكنيسة إذ أنهم يقولون أن هذه عادة وثنية قديمة مستمدة من تأليه الأباطرة وعظماء الدولة الرومانية !!!
مع أن هناك فرق جوهري جداً ومستحيل أن يوجد خلط بين الاثنين أو المقارنة بينهما أو اقتباس الكنيسة من الوثنية أو الدولة الرومانية شيئاً !!

ودرجة الألوهية في هذه الدول وعند الكثير من الحضارات تُسبغ على معظم العائلة الإمبراطورية ، وطبعاً الهدف منها هو إظهار أصالة دمائهم الملكية وأن يهابهم الشعب ويصرف نظر عن كل أخطائهم لأنهم مؤلهين وليس لهم أية أخطاء وكلماتهم مصبوغة بصبغة آلهة ، عموماً وبدون تدخل في تفاصيل كثيرة دون داعي ، نقول أن تقنين القديسين في الكنيسة شيء آخر تماماً ...

الكنيسة تُعلن قداسة القديسين الذين تميزت حياتهم بممارسة الفضيلة في أعلى صورها وتخصيص أنفسهم لله بكل صدق المحبة وأمانة القلب ، ولكن بعد أن تكون قد تحققت من اشتهار قداستهم ...

إلا أن الفرق الأساسي ، أن الكنيسة ترى في القديسين أنهم لا يخرجون عن كونهم (( أحباء )) و(( خدام )) الله ، الذين تركوا من قلبهم وطرحوا عنهم محبة الشرور وفساد العالم ووهبوا أنفسهم لله ( حتى ولو كانوا محسوبين داخل العالم وليس البرية أو الرهبنة ) ، والذين كانت سيرة حياتهم شهادة حسنة لله ولعمله المقدس ، ولهم خبرة مع الله صادقة ومعرفة عميقة للحق والكنيسة لم تصنع منهم آلهة .
راجع :

Eusebius Emesenus, Serm. de S. rom. M.; Augstine, De civitate dei, XXII,X; Cyril Alexander Jul., Lib. Vl; De Exhortat. Martyr

إن الأساس الحقيقي لعملية تقنين وإعلان قداسة القديسين ، أولاً أساسة مفهوم الكنيسة الواحدة التي هي جسد المسيح الممتد عبر الأجيال كلها إذ أن القديسين شهود المسيح من لحمة وعظامه ...
والكنيسة تحيا مع القديسين كجسد واحد حقيقي وتعتمد على طلباتهم وصلواتهم من أجل الكنيسة كلها حتى تعبر ضيقة العالم بسلام ويجتمع كل أولاد الله ويحيوا شهوداً أيضاً له في كل جيل ...

الكنيسة كلها تُعلم أن يُعطى المجد لله وحده بكل إكرام وعبادة تامة بالحب والسجود بمهابة عظيمة ، أما تكريم القديسين لا يكون بسجود أو عبادة لهم بأي حال ، إنما تكريمهم يكون بسبب انتشار رائحة قداسة حياتهم وسيرتهم وقوة إيمانهم ومحبتهم ، ما يؤهلهم للحياة الأبدية والشركة مع المسيح في ميراث الوطن السماوي باعتبارهم أحباء الله في المسيح وخدامه المخلصين . وهذا ما يُعَبر عنه باسم " تمجيد الله في قديسيه "

فالعبادة ، قاصرة على تقديمها لله وحده ، أما التكريم ممنوح للقديسين ، بينما التمجيد الأول والفائق يعطى لشخص الله ثم العذراء القديسة مريم العذراء كل حين بسبب عظمة وضعها الفائق على القديسين والملائكة لدى المسيح ربنا نفسه ، إذ أنها أمه المكرمة أكثر من الشاروبيم والسيرافيم ، فهي مكرمة على كل وجه من جهة الجسد إذ أخذ منها الله جسده ومن جهة الروح أيضاً إذ وهبت له نفسها وحفظت كلامه في قلبها :
" صنعت مشيئة الآب وارتضت بطاعة وصمت ورضا أن تصير أماً بدون أن تهتم بكلام الناس عنها أو ماذا سيحدث ، وأيضاً " سمعت كلمة الله وعملت بها بحسب شهادة الرب نفسه :
( مت 12: 49 و 50 ؛ مر3: 35 ؛ لو 8: 21 )


( النعمة معكم جميعاً كل حين
وللحديث بقية )



رد مع إقتباس
Sponsored Links