عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
أنا والحياة - الجزء الثاني - رؤية الله

كُتب : [ 06-18-2008 - 09:07 AM ]


أنا والحياة ( حلمنا الخاص ) رسالة خاصة للجميع
الجزء الثاني
رابط الجزء الأول - أضغط هنــــــــــــا
● رؤيــــــــــــة الله :

الله تحديداً هو أساس وسرّ كل شيء ، هو الأول والآخر ، السبب والغاية . ومعرفته هي معرفة سرّ الحياة ، والمعرفة هنا ليست معرفة المعلومة ، ولا إيمان فقط ، بل إيمان الرؤيا ...
يقول القديس أغسطينوس :
[ إني أبحث عن الله لا لكي أؤمن به فقط ، ولكن لكي أرى شيئاً منه ]

ولننتبه ، فكل من يُريد أن يقول أني قد رأيت الله ، فلا يقل أني رأيته في الخبز المادي أو المعجزات ( رغم من أنها تحث الإنسان على أن ينتبه لله ويحول نظره إليه ) ، بل رأيته في قلبي ، في أعماقي ، في وحدة المحبة ، بالاتصال الدائم ، أحيا معه كابن مع أبيه ، أناديه أبي بثقة البنوة ، أي أشعر في أعماقي وليس في عقلي ، أني ابن حقيقي محبوب عند الله ، والله محبوب عندي ولابد من أن نرى بوضوح ما قاله القديس ايرينيئوس :
[ الرجل ( والمرأة طبعاً ) الحي هو مجد الله ،
أما حياة الرجل فهي رؤية الله ]
وبالطبع كثيرين يعرفون عن الرب يسوع المسيح ، بالفحص والتدقيق وعمق المعرفة وجمع المعلومات الدقيقة عن حياته وكل كلماته بكل دقة ، ولكن قليل جداً الذين يعرفون شخص المسيح الكلمة نفسه ويقول القديس مقاريوس الكبير :
[ أولئك الذين يتحدثون بالأحاديث الروحية ، بدون أن يتذوقوا ما يتحدثون عنه ، فأنهم يشبهون إنساناً مسافراً في صحراء مقفرة تحت إشاعة الشمس المحرقة ، وبسبب عطشه فأنه يتخيل صورة ينبوع ماء جارٍ ( سراب) ويرى نفسه وهو يشرب منه ، بينما تكون شفتاه ولسانه كلها جافة مشتعلة من شدة العطش الذي يتملكه ؛ أو كمثل إنسان يتحدث عن العسل ويقول أنهُ حلو ، مع أنه لم يذقه قط ، ولذلك فأنه لا يعرف قوة حلاوته .

هكذا هي حال أولئك الذين يتحدثون عن الكمال والفرح والتحرر من الأهواء دون أن يكون فيهم العمل الفعال أو المعرفة الشخصية لهذه الأمور ن وليست الأشياء كلها كما يصفونها هم ( حتى لو كانت صحيحة ) ..

وإذا حسب أناس من هذا النوع ، أهلاً لأن يكتشف الحقيقة ، فإنه يقول في نفسه ، أني لم أجد الحقيقة كما كنت أظن ، فأني كنت أتحدث في اتجاه والروح يعمل في اتجاه آخر .

لأن المسيحية هي في الحقيقة طعام وشراب ، فكلما أكل الإنسان منها أزداد قلبه ولعاً بحلاوتها ، ولا يتوقف أو يكتفي بل يطلب المزيد ، ويستمر يأكل ويشرب بلا شيع أو امتلاء . ]
( عظة 17: 12 و13 )
يا أحبائي ؛ هناك دعوة مفتوحة للحياة الأبدية :
" أعطيته سلطاناً ( المسيح له المجد يخاطب الآب ) على كل جسد ليُعطي حياة أبدية لكل من أعطيته . وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع الذي أرسلته " ( يو17: 2 – 3 )

والآن لنا أن نوجه إحساسنا وكل قوة فينا إلى حيث يوجد ، ونغمض أعيننا الداخلية إذا اتجهتا إلى غير رب المجد يسوع مخلصنا وراعينا العظيم ، ولنفتحهما نحو كل ما يظهر فيه ربنا يسوع ...

لنا الآن أن نعرف ما هي الحياة الروحية التي تؤثر تأثير جوهري على النفس والجسد معاً ، وهي باختصار القول :
حياة الله بشخصه فينا ، لأنه أتى واتحد بنا بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ، وجعلنا واحداً معه بسرّ فائق الشرح بقوة اتحاد عجيب غريب معطينا جسده مأكل حق ودمه مشرب حق ، لنكون فيه وهو فينا ...

فلنا أن نتمسك بهذا جداً ولا نفوت علينا عمق هذه الوحدة الحلوة التي وهبها لنا بجسده ودمه الكريم ، فلنطلب من الله أن يفتح أعيننا لنعرفه كتلميذي عمواس الذين عرفاه عند كسر الخبز ، ونشترك في الإفخارستيا ، هذا السر العظيم فنبلغ قوة وعظمة حلاوة مجد حضوره وحلوله فينا لنكون واحداً معه كما قال هو نفسه في إنجيل يوحنا :

ليكون الجميع واحدا كما انك أنت أيها الآب فيّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضا واحدا فينا ليؤمن العالم انك أرسلتني. (يو17: 21)

متعنا الله بقوة حلاوة الشركة المقدسة معه
أقبلوا مني كل تقدير بمحبة
النعمة معكم

وللحديث بقية



رد مع إقتباس
Sponsored Links