عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
Question لماذا نصوم؟ ولماذا نصوم قبل تناول الأسرار، وقبل كل الأمور السماوية؟

كُتب : [ 12-06-2008 - 10:56 PM ]


لماذا نصوم؟ ولماذا نصوم قبل تناول الأسرار، وقبل كل الأمور السماوية؟

أعلموا أيها الإخوة إنِّ أساس الإفراز الثابت الذي لا يتغير بالمرة، أي أساس طلب الأمور السماوية، هو: "جحد الذات والكفر بالأهواء".
هذا هو صلب الإنسان لذاته ، والتخلِّي عن الحياة القديمة التي يحيا فيها الإنسان من أجل الأهواء وتحت سلطانها ، فتبعده تلك الأهواء عن طلب خالقه.
هكذا، بدون
جحد الذات كل يوم، وصلب الأهواء، يبطُل الصوم كممارسة كنسية، ويصبح مثل صوم الأمم واليهود ؛ لأن شريعة الصليب لا يعرفها الذين يعيشون بدون الإيمان بالإنجيل، بل يعيشون ضدها ؛ لأن شريعة الإنجيل الثابتة في جحد الذات بالعطاء، لاتظهر كممارسة في حياتهم، كما أنها ليست هي الأساس الثابت الذي يبنون عليه حياتهم.

أما بالنسبة لنا ، فإن أساس الحياة وأعمدتها هي الصليب والقيامة وعطية الروح القدس، والتي تبدأ بالإيمان بأنَّ الله أرسل ابنه الوحيد وبذله عنا (يو 3: 16 ) ، وعندما بذل الآب ابنه الوحيد، نلنا فيه أساس البذل كبداية لبذل الذات، وصار ابن الله هو النموذج الحي الذي يخلِّص النفس والجسد ، ويعلمنا السلوك الحي في كل أمور حياتنا .

إذا تذكرنا هذا الأساس الثابت، استطعنا أن نُميز الحياة الجديدة التي أخذناها منه. أما إذا أهملنا بداية حياتنا ، أي شريعة الصليب ، فإننا نفقد حتى الخير الطبيعي الذي تحثنا عليه صورة الله فينا ، والذي نراه كامناً في قلوبنا ، أو الذي تعلَّمناه من غيرنا من الناس. وإذا وجدناه وعاش فينا وعاش في داخلنا بقوة النور الطبيعي أي الضمير، ونال قوة المسيح ، تجلَّى فينا نور الله الآب بنعمة ابنه الوحيد وبقوة الروح القدس .


سلام لكل من يصوم من أجل جحد الذات ؛ لأنه بالصوم يطلب أن
يحمل صليب ربنا يسوع المسيح ، ويقتني بذلك ، الحياة الآتية من الله.

هذا هو سبب صومنا قبل القداسات ، واجتماعنا مع الرب لسماع كلمة الله الحية. لأننا بالاجتماع بالرب نعود به إلي الآب عودًة حقيقيًة ، نطلب فيها الحياة التي وهبت لنا منه ، أي الحياة الجديدة الآتية دائمًا، فنحيا به .

أما الذي يحيا حسب الطبيعة، وتتسلط عليه الأهواء – لا سيما – أهواء الجسد ، فهو يصوم مثل الأُمم. ومن يتصدق مثل اليهود ، أي يعطي أبناء جنسه ، فهو بذلك لا يقتني حياة ربنا يسوع المسيح ؛ لأنه لا يتعلم شريعة الإنجيل ، أي الصوم عن العداوة ورفض البغضة .


من رسائل القديس الأب صفرونيوس
صوم العقل عن كتاب تأملات في الصوم
صفحة 20 - 21 فقرة 6 و 7




التعديل الأخير تم بواسطة aymonded ; 12-30-2008 الساعة 03:45 PM
رد مع إقتباس
Sponsored Links