من هو المسكين
لاحظت فى هذه الحياه أن مصادر الغنى والقوه عند الناس ثلاثه :
المال .. والسلطان .. والجمال
فوجود واحده منها او اكثر يخُرج صاحبها عن دائره المسكنه فى نظر الناس
اما اذا توفرت الثلاثه فهذه تكون قمه الغنى عند الناس ..
ولكن .. ؟
اذا لم يتوافر ولا واحده من الثلاثه ( المال .. السلطان .. الجمال ) فى شخصا ما يعتبره الناس مسكيناً !!
فلا اعتبار لكيانه ولا احترام لحقوقه ؛و ان ظُلم او اغُتصب حقه فلا مجيب لصراخه !
فأصبح المسكين مسكيناً مضاعفاً !
ولكن ان نظرنا الى الامر فى ضوء كلمه الله ، سنكتشف بعداً آخر لا يراه المجتمع ولا يفهم فيه ، الا وهو البعد الروحى لهذا المسكين .
فقد يكون هناك شخصاً معدماً اذ انه لايملك اى شىء من النواحى الثلاثه التى تهب الغنى والقوه ،ولا يملك شيئاً البته ،
ولكن للاسف متشامخ الروح ، متكبر القلب ، يعتد بذاته ، ولا يعرف الهه ليتكل عليه ، بل يتكل على نفسه ، يبحث عن امجاد زائفه وهميه يتعلق بها وحتى ان كان واقعياً ويرفض الاوهام ، فهو مملوء بالحقد والحسد لكل من يمتلك شىء فهو يتمنى ان يملكه !
هذا الشخص وعلى الرغم من فقره المادى لا يعتبر مسكيناً ابداً فى نظر الله ، وليس له نصيب فى اله المساكين الذى نتحدث عنه .
وعلى الجانب الاخر قد يكون هناك شخص اخر توفرت فيه تلك العناصر الثلاثه التى تجعل الانسان غنيا فى نظر المجتمع .
الا انه يشعر فى اعماقه بأنه لا شىء بالمره ! وذلك لانه يرى نفسه انه لايستحق شيئاً بسبب خطاياه
يرى نفسه مفلس ادبياً اذ انه لا يمتلك براً يقدر به ان يقف امام الله بل حتى ممتلكاته الماديه ومواهبه الشخصيه يراها منح وهبات من يد الله ،وهو مجرد وكيل عليها فانك تجده متواضع الروح منكسر القلب لا يتفاخر ولا ينتفخ يفرح بصدق لاى شخص اعطاه الله شيئاً هو لا يملكه ، لا يتكل على ذاته اذ يعرف فسادها وعجزها ولذلك فهو دائم الاتكال على الهه اذ يعرف حكمته وصلاحه .
هذا هو المسكين الحقيقى من نظر الله ! المسكين بالروح وليس المسكين بالماده وهذا من له نصيب مع اله المساكين اله النجاه
والى اللقاء فى اله المساكين واهتماماته بهم