عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
كنت أود أن أنسحب من المنتدى وابتعد عن الناس

كُتب : [ 04-18-2008 - 04:48 PM ]


الإنجيل هو فم المسيح ، هو في السماء ولكنه لم يكفّ قط عن أن يتكلم على الأرض
القديس أغسطينوس
" وأما نحن فنواظب على الصلاة وخدمة الكلمـــــــة " ( أع6: 4)

+ أخوتي الأحباء في الرب : أعضاء المنتدى
الذين أحبهم في المسيح يسوع ، محبة روحية غير متغيرة بل دائمة الازدياد ، إذ أن مصدرها هو الله الغير متغير الذي نحبه وتمتلئ قلوبنا من محبته بفيض روحه القدوس : " محبة إلهنا قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا " ( رو5: 5 )
" إن كنت أتكلم بالسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة ... وأن كانت لي نبوة وأعلم جميع الأسرار وكل علم وإن كان لي كل الإيمان حتى أنقل الجبال ، ولكن ليس لي محبة ... فلست شيئاً !! " (1كو13: 1و2 )

يا أحباء يسوع والكنيسة ؛ أنا لست مكثراً في الكلام كمن يحب الأحاديث الكثيرة ، ولا أنا مكثراً في الصمت كجاهل يحاول أن يضبط شفتيه في وقت يلزم فيه الكلام ...

فأكتب إليكم الآن وأنا في ملئ ضعفي – غير ناسي إمكانياتي الضعيفة جداً وخطاياي الكثيرة وأني أقل من أقل الكثيرين – ولكن مكتوب : " تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تُكمل " (2كو12: 9 )

وصدقوني ؛ أردت أن أسكت في كثير من الأحيان ، وأن أنسحب بهدوء من المنتدى وكل مكان طالباً الوحدة والبعد بكل طاقتي عن الناس وقلت :
أي نفع يُصيبني أن أُعكر صفو الناس ، أو ماذا يعود عليَّّ أن أكون حملاً ثقيلاً على أحد ، أو أي خير لي أن أهتم فيما للآخرين ؟
أي ثقل لي حينما أتكلم كاشفاً عن قوانين المسيح الحلوة والكنيسة والآباء التي قد تدين الكثيرين – وأنا أولهم – إذ ابتعدنا كثيراً – بعدم دراية ووعي – عن الحياة المقدسة التي تسلمناها جيلاً بعد جيل ؛ لا بحسب عواطفنا إنما حسب مقاصد الله وعمل الروح القدس المُلزم للكنيسة كلها وعلى مرّ الأجيال !!!

فإذا أردت أن أسكت والتزم السكون وأحتفظ بغنى المسيح الحلو الذي أخذته من معرفه وخبرة قوة حياة ، وتسلمت خبرة قديسين عاشوا في الأزمنة السالفة وأيضاً من الذين عاشوا وسطنا في هذا الزمان ، لا اقدر أو أستطيع السكات لأن الكلام يصير في ضلوعي كنار تأكلني ولا اهدأ إلى أن أكتب !!!

وحينما أريد أن أتكلم وأشرككم معي جميعاً ، لا أجد الفرصة أن أكتب كل شيء ، وأحن إلى حياة البعد وأن التزم الصمت أفضل ، إذ أني أريد أن أكتب خبرة القديسين وكلمات النعمة التي انسابت على شفتيهم لتتمتعوا بجمال حلاوة خبرتهم وقوة ملء النعمة من ربنا يسوع ؛ فأني أريد أن أريكم مجد حلاوة الخبرة مع ربنا يسوع حينما تمس نعمته المغيرة القلب فتجدد النفس وتشعل الكيان كله بمحبة فوقانية بلهيب الغيرة المقدسة على هيكل الله الذي هو نحن ...

أنا أعلم كيف أعيش بمقتضى ما تسلمت من وصية – رغم إخفاقي أحياناً كثيرة وأنا السبب في ذلك – ويكفيني أن أحفظ ما تسلمت من خبرة الآباء متعلماً تحت قدمي الكتاب المقدس في شركة القديسين الأطهار الذين أعانوني بصورة فاقت إمكانياتي المسكينة ، وعلى رأسهم أم كل معونة المحبوبة العذراء القديسة مريم شفيعتي المحبوبة أم المسيح التي أعشق أنشودتها الحلوة جداً حتى أنها صارت تجري في عروقي كدمي ...

أنا لست في حاجة أن يغريني أحد لحياة الهدوء والسلام والحرية والتعلم من فم الرب يسوع بواسطة الإنجيل وقوانين الآباء وكتاباتهم بالروح القدس ، والبعد عن الناس ، فلا يوجد – حقاً – ما هو أفضل من التأمل في الكنوز السماوية مبتعدين عن المشاكل وروح الخصومة وقلة التعليم الروحي السليم التي ابتلينا بها على كل المستويات ، هذه الحياة حلوة جداً صدقوني ...

أما الخدمة ومعرفة بُعد البعض عن حياة التقوى ، والاهتمام بالنفوس من توبيخ بمحبة وتشجيع وحمل أثقال الآخرين ومعرفة خطايا البعض وحمل ضيقاتهم وأتعابهم وآلامهم بالشركة والمشاركة ، مع ضعفي وهوان نفسي ، وأن يفني الإنسان حياته من أجل واحد ، فهو حمل ثقيل ومهمة شاقة وعمل مضني يُجلب أتعاب وأوجاع كثيرة وحزن وبكاء وشق ثياب!!!

حقيقي أردت كثيراً أن ابتعد ، لأني أشعر أني حمل ثقيل عليكم وعلى من حولكم ، ولكني لم استطع !!!

أردت كثيراً جداً أن لا أعرف شيئاً عن أحد ، ولا أجاوب أحد عن أي شيء مبتعداً عن كل مشاكل تحدث حولنا من اضطرابات وانقسامات في كل مكان حتى داخل الكنيسة ، وكنت أحرص منذ بداية اشتراكي وسطكم على أن لا أعرف أحد أو أتوغل في تعميق المعرفة ، ولكني فشلت بكل المقاييس !!!

اليوم استغيث بصلواتكم حتى يحملني ربنا يسوع ومعي حمل خدمتكم وضعف وهوان نفسي بكل خطاياها وأوجاعها وآلامها ومشقتها ، فأقدم خدمة صالحة مقدسة ملؤها محبة الله مصحوبة بروح القديسين وصلواتهم وشفاعة أم الكل العذراء القديسة كل حين مريم أمنا العظيمة .

أنا من أجلكم ، مستعد لكل شيء – مهما كان – وأن أحمل كل تعب ومشقة لأن الله هو من يحملنا جميعاً معاً ، أما من جهتكم ، عاضدوني بصلواتكم الحلوة المقدسة وحبكم العظيم ليسوع والكنيسة ، حتى نحيا معاً بحسب وصية الرسول : " نحمل بعضنا أثقال بعض وهكذا نتمم ناموس ( قانون ) المسيح " (غلا6: 2 )

وتأكدوا أن الرب يسوع حتماً وبكل تأكيد ، سيحملنا جميعاً ، حينما يجد قانونه فينا ووصيته المقدسة :
" بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضكم لبعض "
" يا إخوتي لا نحب بالكلام ولا اللسان بل بالعمل والحق "
( يو13: 35 ) ؛ ( 1يو3: 18 )

كنت أود أن أكتب الكثير والكثير وأن أشرح وأُفسر ما قد كتبت ولكن مكتوب : " أعطِ الحكيم فرصة فيزداد ( حكمة ) " ( أم3: 9 )

نعمة ربنا يسوع المسيح ابن الله الحي الذي صار جسداً وحلَّ فينا ، وارتفع على عود الصليب حاملاً كل البشرية فيه بكل هوانها وضعفها وخطاياها ، ماحياً الصك الذي كان علينا جميعاً عاملاً الصلح بدم صليبه وأعطانا حياة جديدة مقدسة بقيامته مبرراً إيانا ، تكون معكم جميعاً آمين



رد مع إقتباس
Sponsored Links