عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
سلسلة أسهروا (5) اليقظة وصية المسيح

كُتب : [ 09-15-2010 - 10:51 AM ]


سلسلة اسهروا - السهر الروحي
(5) اليقظة وصية المسيح
للرجوع للجزء السابق أضغط : هنـــــــــــا



2 - اليقظة وصية المسيح :
(أ) الوصية الأساسية التي يطلبها الرب ويوضحها لتلاميذه في ختام حديثه عن الأزمنة الأخيرة هي السهر الروحي : [ أسهروا وصلوا لأنكم لا تعلمون متى يكون الوقت ... اسهروا إذاً . لأنكم لا تعلمون متى يأتي رب البيت أمساء أم نصف الليل ، أم صياح الديك ، أم صباحاً ، لئلا يأتي بغتة فيجدكم نياماً ( أي في خمول وإهمال روحي ) وما أقوله لكم أقوله للجميع ( لا يوجد استثناء ) اسهروا ] (لو13: 33 – 37)

هنا يؤكد الرب شيئين ، الشيء الأول [ لا تعلمون متى يكون الوقت لا تعلمون متى يأتي رب البيت ] ، فهو يؤكد على عدم معرفة الوقت ولا الساعة وهي غير معلنة لمخلوق على وجه الأرض مهما كان قامته الروحية أو وضعه الرسولي أو الكنسي ، فأي محاولة أو اجتهاد عن معرفة الساعة أو تحديد وقت مجيء الرب هي تضيع وقت وبحث بلا طائل ، بل بلبلة ولغو كلام باطل ضد مشيئة الله التي أعلنها لنا في الكتاب المقدس ، فكل من يبحث عن الأزمنة والوقت فلا يتعب نفسه لأن الرب أغلق على هذا الأمر تماماً ولم ولن يعرفه أحد قط مهما ما بلغ من ذكاء عقلي وقدرة على المعرفة والبحث الدقيق ...


والشيء الثاني [ اسهروا ] وهنا يؤكد الرب على السهر المقترن بالصلاة القلبية المرتفعة إلى الله من الأعماق بالتفرس في الحبيب ومشاهدة نور وجهه لينطبع على القلب ويشع من النفس ، ويؤكد الرب يسوع من خلال كلماته أنه لا يوجد سهر بلا صلاة !!!

ومع السهر والصلاة ، هناك ترقب وتوقع لمجيئه على سحب المجد في أي لحظة أو وقت ، ربما الآن ونحن نقرأ هذه السطور ، ربما بعض لحظات ، ربما الغد أو أي وقت ما ، أو ربما نرحل نحن عن عالم الشقاء في أي لحظة أـو ساعة لا نعرفها أيضاً ، لأن من منا يعرف ساعة مماته وانتقاله من هذا العالم !!!

+ عموماً نحن لا نعرف متى يأتي رب المجد ، ومجيئه يمكن أن يكون في أي لحظة مباغتة ، وهذا يستدعي من التلميذ الأمين والابن المطيع لأباه ، والعبد الصالح الأمين للسهر والصلاة ،


وكيف تكون الصلاة :
الصلاة ليست تمتمة ببعض الكلمات المحفوظة أو المقروءة و التي تخرج من الفم بدون معرفة أو شعور أو مجرد طلب الاحتياجات المادية الأرضية أو المعجزات التي تخص الجسد ونسيان الحاجة الروحية وشركة الثالوث القدوس الإله الواحد الحي الذي نقف أمامه ، ونظن أننا بذلك نصلي ونعمل الواجب الذي علينا ، وبذلك نقضي أوقاتنا مع أنفسنا أو حتى مع الناس المتواجدين في الكنيسة أو أمام الأيقونة في البيت ولكن ليس مع الله في الصلاة فنخرج بلا ثمر !!!

+ فالصلاة الحقيقية هي رفع العقل والقلب معاً إلى الله، هي تأمل في الله، هي حديث جريء مُقدم من المخلوق للخالق العظيم ، هي حديث الخاطي المنكسر بضعفه أمام الله القوي شافي أوجاع النفس الداخلية، هي وقوف النفس خاشعة أمام الملك العظيم في نسيان كامل لكل ما هو حولها، هي وقفة المتسخ بملوثات الخطية بإيمان وثقة في رب الخلاص فيغتسل من خطاياه فيحمل نير يسوع الهين وحمله الخفيف ، فيقبل الصليب وينطلق في طريق الموت عن الذات ليبلغ قيامة يسوع ...

+ الصلاة هي حياة شركة مع الملائكة والقديسين في النور ، الذين أرضوا الله منذ بدء العالم، الصلاة هي إصلاح الحياة التي انحرفت، وهي القوة التي تدفع النفس بسهولة وتلقائية لعمل الرحمة، الصلاة مبددة الخوف من الموت، والصلاة رغبة مُلحَّة لا تهدأ نحو الخيرات السماوية لتتزين النفس بكل زينة الروح والتقوى لتكون صالحة لعرس الحمل لتجلس على مائدته المقدسة مع جميع القديسين ، هي استعاد القلب لملاقاة العريس وانتظار دائم لمجيئه سريعاً ، حتى أن من القلب يخرج هتاف مشترك مع جميع أحباء الله في الكنيسة : [ وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي آمين ]


يقول القديس مقاريوس الكبير : [ ينبغي أن نُصلي، ليس بحسب أي عادة جسدية ، ولا بعادة الصمت ، أو أحناء الركب. بل ينبغي أن يكون لنا عقل منتبه وبهدوء ورزانة ننتظر الله ونتوقعه، إلى أن يأتي إلينا ويفتقد النفس من خلال كل مخارجها ومسالكها وحواسها. وهكذا فإننا حينئذٍ نكون صامتين حينما ينبغي الصمت ونُصلي بصوت مرتفع حينما ينبغي ذلك، ونُصلي بصراخ ما دام العقل مشدوداً بقوة نحو الله . وكما أن الجسد حينما يقوم بأي عمل، فأنه يكون منشغلاً تماماً بهذا العمل وكل أعضاؤه يساعد بعضها البعض، كذلك فلتكن النفس مقدمة ومعطاة للرب تماماً بالصلاة والمحبة نحو الرب. ولا تتشتت وتُحمل بواسطة أفكارها، بل تسعى بكل طاقتها وتجمع نفسها مع كل أفكارها مصممة على انتظار المسيح ملازمة إياه ] (عظات القديس مقاريوس الكبير 33: 1)



رد مع إقتباس
Sponsored Links