[elphilasouf]

ولما كان الفهم الحقيقى للكنيسة ولعلمها لا يمكن أن يستقيم إلا إذا كان أساسه التعرف علي تدبير الله منذ البداية ، ومتابعة التدبير في مختلف مراحله ، ومعرفة يسوع المسيح ؛ لذلك كان من الضروري أن نتابع ذلك كله في المقدمة ، بالإضافة إلي ما صاحب ظهور المسيحية من تيارات فكرية تتصل بالتراث اليوناني .

هذا كان اهتمامي الرئيسي في المقدمة : أن أقدم النص ككتاب حي وثيق الصلة بالإيمان المسيحي والممارسة الكنسية .

وفي الحقيقة إن الدراسات الخاصة بالدسقولية والتراث المعاصر لهـــا والمرتبط بها تكاد تربو علي الحصر . وما زال هذا كله ينتظر الدارس الذي يقدمه ، خصوصا باللغة العربية – إنطلاقاً من عميق مستند إلي تاريخ الكنيسة والفهم السليم لمهمتها . بالإضافة إلي خبرتها في الحياة الاجتماعية التي تراكمت حصيلتها علي مدي الأجيال . ومن هنا فإنى أكثر الناس معرفة بما في هذا العمل الذي أقدمه من نقص . ولكن لو أنى أجلت نشره إلي أن تكتمل الدراسة ، فاني أشك في أن يصبح النشر ممكناً ، لهذا أقنعت نفسي بأن أكتفي بتقديم النص ككتاب حي – يقرأ ويدرس ليمكن الاستفادة بمضمونه في الحياة الكنسية العملية . وجعلت المقدمة مدخلا لقراءة "مضمون" الدسقولية . ولكني مقتنع بأن ما أقدمه هنا يعتبر نموذجاً – لأن مضمون الدسقولية أوسع من أن تستغرقه دراسة واحدة . وكل ناحية من نواحي هذا المضمون تحتاج إلي دراسة خاصة متعمقة .

إن اهتمامي بالدسقولية بدأ منذ سنوات طويلة – لا تزيد علي الأربعين عاماً(1) . وقد أتممت تحقيق النص وإعداده للنشر منذ ثلاثين عاماً .

ــــــــــــــــــــــــ

(1) كان معروفاً في الأوساط الكنسية أن "الدسقولية" تمثل أحد اهتماماتي الرئيسية .وقد سجل ذلك الأستاذ ابراهيم صبري معوض خريج الكلية الاكليريكية وكليتى التجارة والحقوق بجامعة عين شمس فى كتابه الذي نشر عام 1968 عن تاريخ مارمرقس بمناسبة ذكري مرور تسعة عشر قرناً علي تأسيس كنيسة الأسكندرية ، في الفصل الخاص بقوانين الكنيسة ص 304

(ن)