الموضوع: brbara
عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 3 )
ظريف
ارثوذكسي بارع
رقم العضوية : 5556
تاريخ التسجيل : Nov 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,930
عدد النقاط : 12

ظريف غير متواجد حالياً

افتراضي رد: brbara

كُتب : [ 03-21-2008 - 10:40 AM ]


شهر كيهك وميلاد المسيح

الأب القمص فيلو ثاوس فرج
الشهور النوبية: في اليوم التاسع والعشرين من شهر كيهك القبطي لكل عام يأتي عيد ميلاد السيد المسيح.. ولقد تعامل الأقباط مع الشهور القبطية لانها شهور الزراعة.. كما تعامل اهل النوبة معها أيضاً واطلقوا عليها اسم الشهور النوبية. وتبدأ السنة القبطية بشهر توت وتنتهي بشهر مسري. وبعده يأتي الشهر الصغير.. ويهمنا هنا شهر كيهك الذي ترتفع فيه نسبة البرودة في الجو ويقصر فيه النهار حتى ان المثل يقول كياك كياك صباحك مساك تقوم من فطارك تلاقي عشاك. وهذا يعني انه لا توجد وجبة غداء بسبب قصر النهار .. ويبدأ شهر كيهك من «1 ديسمبر» .. وهو عند الفراعنة اسم للإله «كاها كا» العجل المقدس... وقد اهتم الاقباط بشهر كيهك باعتباره اعداداً واستعداداً لميلاد السيد المسيح. وهناك صلوات تقام في امسية كل سبت تسمى تسابيح السبعة واربعة. والسبعة هى تسابيح كل يوم من أيام الاسبوع والاربعة هى اربعة تسابيح يومية أى لليوم الواحد.. وفي تسابيح السبعة واربعة كلمات واناشيد وترانيم للقديسة مريم العذراء. ومن العادة ان الناس يتناولون طعام العشاء في الكنيسة ويستمرون في التسبيح حتى مطلع فجر الأحد.. وتسمى مريم العذراء بأسماء وصفات مثل بتول.. مصطفية.. مختارة.. بديعة.. وقد تحدد عيد الميلاد بالشهر القبطي وكان استعمال الشهور القبطية منذ حضارة مصر الفرعونية. وبدأ الاقباط التقويم الزراعي الذي بدأ من حادثة استشهاد عدد كبير من الشهداء في عهد الامبراطور دقلو باندس .. ويستعمل هذا التقويم في مصر والسودان، فهو جزء من حضارة وادي النيل.. ويستعمل ايضاً في الحبشة حتى الآن فعيد رأس السنة الحبشية هو نفسه عيد النيروز القبطي. وفي مصر كانت الشهور القبطية هى الشهور الرسمية التي كانت مستعملة في دواويين الحكومة والمصالح الوطنية والاجنبية. ولقد ظل معمولاً به حتي ابطله الخديوي اسماعيل مضطراً بعد كارثة الديون. وكان هذا في سنة 1875م حيث اضطرته البلاد التي استدان منها الى استعمال التاريخ الميلادي كي تتم جدولة الديون.. وكان التوقيت القبطي الى زمن قريب معمولا به في وزارة الزراعة ومصلحة المساحة والري والمدارس الزراعية. وفي السودان كانت الجرائد اليومية الى عهد قريب تكتب التاريخ القبطي بجوار الميلادي والهجري.. وفي عيد ميلاد السيد المسيح الذي تحتفل به الكنيسة القبطية في 29 كيهك والذي يقابل السابع من يناير، نكرر دعوتنا للجرائد اليومية.. والاذاعات السودانية ان يكون التوقيت القبطي جنباً الى جنب مع التوقيت الميلادي والهجري. ونسمع ونفرح مما نسمع في كل يوم ونقرأ تاريخ الشهور الزراعية.. ويعتبر الاختلاف بين الخامس والعشرين من ديسمبر والسابع من يناير اختلافاً سببه اختلاف التقويم وليست هناك اسباب لاهوتية وراء هذا الاختلاف، لان هناك فروقاً في التقاويم وهذا أمر ليس بالغريب.. فشهر رمضان مثلاً يأتي كل عام مختلفاً مع التقويم الميلادي لانه يرتبط بالتقويم القمري.
ميلاد المسيح: أتى السيد المسيح طفلاً في سكون الليل الرهيب.. رب الحركة والحياة جاءنا والبشر كلهم نيام.. شمس البر أشرق خلسة تحت جنح الظلام..رب الرعد والبرق جاءنا في سكون مهيب.. كلمة الله الناطقة افتقدنا في صمت رهيب... رب التاريخ لم تضبط ساعة ميلاده في سجل الأيام.. ابي ارضنا جاء موسى مرعداً... مبرقاً.. وارسل ايليا حاملاً لهيباً محرقاً.. وجاءنا اشعباء فكان في سماء الشعر محلقاً.. لكن مخلص البشرية جاءنا كالنسيم المنعش الهادى.. مثل الذي عاش على ارضنا لا يصيح ولا يسمع احد في الشوارع صمته.. ومثل الذي فارق ارضنا فلم يشهده الا بعض بني البشر.. ولد مسكيناً وعاش مسكيناً ومات في زمرة المساكين.. كان بعد طفلاً في مضجعه لكن حكمة المشرق سجدت عند قدميه.. ولد مسكيناً ولكن كنوز المجوس انفتحت بين يديه.. امسكت عين الارض عن ان ترى سني سناه فارسلت السماء احدى عيونها لتهدي اليه الرعاة والنجوم هى عيون السماء.. لم تدق لميلاده نواقيس على الأرض، لكن هتف له جمهور من جند السماء.. جاء ارضنا كالندى الهادئ في سكون الليل.. سكون ما ارهبه لانه هز عرش هيرودس الجبار.. عجيب هو هذا المخلّص الذي نحتفل بذكرى ميلاده فقد اجتمعت حول ميلاده شتات الغرائب.. عند مضجعه التقى الفقر بالغني وعانقت السذاجة الحكمة.. واجتمع اليوم بالأمم حين التأم حول المزود حكماء المجوس ورعاة الغنم.. كذلك هو في شخصه وفي ذاته عجيب.. فيه اجتمع جلال اللاهوت بكمال... عند بئر يعقوب افتقر الى جرعة ماء مع أنه اروى السامرية بنبع ماء الحياة.. على قبر لعازر بكى كما يبكي البشر وبكلمة من فمه أخذه من يد الموت أخذ عزيز مقتدر.. في يوم مهرجانه افتقر الى الدابة التي يمتطيها لكنه دخل اورشليم دخول الظافر المنتصر.. في بستان الدموع خر على وجهه وصلى ولكن امام بهاء وجهه سقط اعداؤه صاغرين.. بميلاد المسيح ولد الرجاء في العالم.. وفي المزود جاءنا الحب انساناً.. تعب العالم كله من قبله من الذبائح لضعفها.. ومن الفلسفة لخوائها.. ومن العلوم لفراغها.. وخابت آمال البشرية في الذبائح.. وفي الفلسفات.. وفي عظماء الرجال مثل افلاطون وارسطو... في صمت العصور المظلمة تجسد الكلمة.. وعندما بلغ اليأس من النفوس أشده أشرق نور المشرق من الغلاء.. وعندما فشلت حكمة اليونان اذا بكوكب الصبح قد لاح وشمس البر قد أشرق... جاء الينا فقيراً ليقدس الفقر وليفتح بالفقر باباً في قلوب الاغنياء لتدخل اليها الرحمة.. وعلى أرضنا جال يصنع خيراً.. وينزف دماً وبذلاً لم يمر بمريض الا وشفاه.. ولم يمر بعين مغمضة الا وادخل عليها النور. ولم يشهد قلباً كسيراً الا وادخل عليه الحبور.. ولتكن ذكرى ميلاد السيد المسيح نوراً للسودان وسلاماً في الطريق.. ومجداً لله في الأعالي.. ولتكن هذه الذكرى العظيمة نهاية للحرب والاحتراب وبداية لبناء السودان الجديد خيراً ونماءً وعطاءً.. ونحن في انتظار توقيع اتفاقية السلام مع ذكرى ميلاد السيد المسيح ملك السلام الذي سوف يدفع خطوات وكلمات وقرارات حوار السلام السوداني السوداني ويكلله بالنجاح والتوفيق. وكل عام وانتم بخير وسلام.

رد مع إقتباس