عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 2 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: يوحنا المعمدان جاب طقس المعمودية منين

كُتب : [ 11-01-2010 - 11:11 AM ]


سلام بمحبة من شخص ربنا يسوع لنفسك يا محبوبة الله الحلوة
، أعود وأُجيب على هذا السؤال - كما جاوبته لك من قبل في منتدى آخر ، ولكن أحببت أن أضع الإجابة هنا لهذا السؤال الرائع والذي نادراً ما يسأله أحد ، وغالباً من يُجيب ، يُجيب حسب تأملة أو بما يتصوره حسب رؤيته الشخصية ، لأنه فعلاً هو سؤال محتاج وعي وشمول في الإجابة وبدقة على ضوء العهد القديم وفي المفهوم اليهودي في ذلك الوقت ، وهو سؤال في منتهى الأهمية لأنه مربوط ربطاً مباشراً بالعهد القديم والتراث اليهودي كله ، لذلك نجد أن اليهود لم يستغربوا ما يفعله القديس يوحنا المعمدان والشعب أقبل إليه بل والفريسيين أنفسهم والصدوقيين ، دون أن يسألوه عن ماذا يصنع أو عن معنى المعمودية أو يثيروا جدلاً حولها ، بل ببساطة ودون سؤال اعتمدوا منه ، وذلك للأسباب التالية :

1 - الماء في العهد القديم ، كما في اعتقاد باقي الشعوب - يعتبر الوسيلة المفضلة للتطهير

2 - الاغتسال جزء هام وضروري في حياة اليهودي وفي كل طقوسه التكريسية واليومية ، فتظهر في تكريس الكهنة واللاويين قبل دخولهم الخدمة : [ و هذا ما تصنعه لهم لتقديسهم ليكهنوا لي خذ ثورا واحدا ابن بقر و كبشين صحيحين و خبز فطير و اقراص فطير ملتوتة بزيت و رقاق فطير مدهونة بزيت من دقيق حنطة تصنعها و تجعلها في سلة واحدة و تقدمها في السلة مع الثور و الكبشين و تقدم هرون و بنيه الى باب خيمة الاجتماع و تغسلهم بماء و تاخذ الثياب و تلبس هرون القميص و جبة الرداء و الرداء و الصدرة و تشده بزنار الرداء و تضع العمامة على راسه و تجعل الاكليل المقدس على العمامة و تاخذ دهن المسحة و تسكبه على رأسه و تمسحه ] ( خروج 29: 1 - 7 )
[ و كلم الرب موسى قائلاً : خذ اللاويين من بين بني اسرائيل و طهرهم و هكذا تفعل لهم لتطهيرهم انضح عليهم ماء الخطية و ليمروا موسى على كل بشرهم و يغسلوا ثيابهم فيتطهروا ثم ياخذوا ثورا ابن بقر و تقدمته دقيقا ملتوتا بزيت و ثورا اخر ابن بقر تاخذ لذبيحة خطية ] ( عدد 8: 5 - 22 )
وأيضاً هو واجب على رئيس الكهنة يوم الكفارة [ يلبس قميص كتان مقدسا و تكون سراويل كتان على جسده و يتنطق بمنطقة كتان و يتعمم بعمامة كتان انها ثياب مقدسة فيرحض جسده بماء و يلبسها ... و يرحض جسده بماء في مكان مقدس ثم يلبس ثيابه و يخرج و يعمل محرقته و محرقة الشعب و يكفر عن نفسه و عن الشعب ] ( لاويين 16: 4 ، 24 )
وهكذا توجد آيات ليس لها حصر عن الغسيل والتطهير بالماء ، ليس للكهنة واللاويين فقط بل لكل الشعب في مناسبات ومواقف مختلفة ، ولا ننسى أيضاً الاغتسال عند دخول الخيمة في المرحضة ... [ أنظر عدد 19: 11 - 12 ]

3 - كان عند الرابيين اليهود معموديات مختلفة ، فكل رابي يهودي كان له فكر في المعمودية بغرض التوبة ، فليست المعمودية غريبة عن اليهود عموماً ولا حتى في عصر القديس يوحنا المعمدان نفسه ...

*** والأهم من هذا كله أن الأنبياء أظهروا تعليم عن أيام تأتي للغسيل بمياه الله المُطهرة ، وكان شعب إسرائيل ينتظر مياه الله المطهرة المرتبطة بسكيب روحه ، لذلك حينما ابتدأ يُعمد القديس يوحنا المعمدان ركض إليه الشعب للاغتسال والتوبة ، لأنهم اعتبروه نبي عظيم تتحقق فيه نبوات الأنبياء وأنه ليس مثل باقي الرابيين اليهود ...
" لأني أسكب ماء على العطشان و سيولا على اليابسة أسكب روحي على نسلك و بركتي على ذريتك " ( إشعياء 44: 3 )
وحزقيال النبي أوضح الموضوع بشدة وهو ما كان في ذهن الشعب حينما كان القديس يوحنا المعمدان يُعمَّد لذلك أقبلوا بأعداد غفيرة على معمودية يوحنا :
[ و أرش عليكم ماء طاهرا فتطهرون من كل نجاستكم و من كل أصنامكم اطهركم وأعطيكم قلبا جديداً وأجعل روحاً جديدة في داخلكم و انزع قلب الحجر من لحمكم وأعطيكم قلب لحم. و أجعل روحي في داخلكم وأجعلكم تسلكون في فرائضي وتحفظون أحكامي و تعملون بها وتسكنون الأرض التي أعطيت آباءكم إياها و تكونون لي شعباً وأنا أكون لكم إلها. وأُخلصكم من كل نجاساتكم وأدعو الحنطة وأكثرها و لا أضع عليكم جوعاً وأُكثر ثمر الشجر وغلة الحقل لكي لا تنالوا بعد عار الجوع بين الأمم فتذكرون طرقكم الرديئة وأعمالكم غير الصالحة وتمقتون أنفسكم أمام وجوهكم من أجل آثامكم وعلى رجاساتكم ، لا من أجلكم أنا صانع يقول السيد الرب فليكن معلوما لكم فاخجلوا واخزوا من طرقكم يا بيت اسرائيل ] ( جزقيال 36 : 26 - 32 ]
[ في ذلك اليوم يكون ينبوع مفتوحاً لبيت داود و لسكان أورشليم للخطية وللنجاسة ويكون في ذلك اليوم يقول رب الجنود اني أقطع أسماء الأصنام من الأرض فلا تُذكر بعد وأُزيل الأنبياء ( الكذبة ) أيضاً والروح النجس من الأرض ] ( زكريا 13: 1 - 2 )

4 - فَسَّرَ كل من العلامة اليهودي فيلون ويوسيفوس المؤرخ اليهودي ، التطهير بالماء كرمز لتطهير النفس والضمير ، كما أكد الفريسيون على عادات الاغتسالات من الأيدي والطقوس ، بمعنى أن كل شيء تقريباً يتطهر بالماء حسب فكرهكم وتعليمهم المنتشر في ذلك الوقت ، وقد حولوا موضوع الاغتسال لنظام معقد جداً من الطقوس ، وهذه التعاليم انتشرت قبل ظهور القديس يوحنا المعمدان ، والشعب الإسرائيلي كله تعلمها على يد الرابيين والفريسيين وأصحاب المدارس اليهودية المختلفة في الشرح والتفسير ...

5 - ولنا أن نعود للآية التي تشرح ظهور القديس يوحنا ونداءه للتوبة لنفهم الملابسات مع ربط الموضوع بما قلناه سابقاً : [ وفي ذلك الأيام جاء يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهود قائلاً : توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات ] ( مت 3: 1 و2 )
يوحنا كان عند اليهود والشعب له مكانة خاصة منذ مولده الإعجازي كما نعرف الأحداث المشهورة ، واختفى عنهم فترة طويلة وسنين عديدة لا أحد يعلم عنه فيها شيئاً وفي النهاية ظهر بشكل مهيب جداً ، فظهر بقوة روح إيليا حسب النبوات ، وقد خرج من البرية وظهر أمام شعب إسرائيل بمظهر الأنبياء النساك من لبس وطعام وحياة في برية صعبة غير مأهولة لسنين طويلة ، وهو يُعلَّم قائلاً توبوا ... [ ويوحنا هذا كان لُباسه من وبر الإبل ، وعلى حقويه منطقة من جلد . وكان طعامه جراداً وعسلاً برياً ] ( مت 3: 4 )
وكان في ذهن الشعب - في ذلك الوقت - كما يشرح الكثيرين من اليهود الغير معترفين بيوحنا المعمدان ، إذ قالوا أنه أضل الشعب وراءة وظنوا أنه إيليا المنتظر حسب ما هو مكتوب : [ ها أنا أُرسل إليكم إيليا النبي قبل مجيء يوم الرب ، اليوم العظيم والمخوف فيرد قلوب [ بالتوبة ] الآباء على الأبناء ، وقلب الأبناء على آبائهم لئلا آتٍ وأضرب الأرض بلعن ] ( ملا 4: 5 و6 )
وطبعاً بعد هذه الخلفية السريعة السابقة والحالية نفهم لماذا هذا الأقبال على القديس يوحنا المعمدان الذي أشار إليه القديس متى : [ حينئذٍ خَرَجَ إليه أورشليم وكل اليهودية ، وجميع الكُورة المُحيطة بالأردن
( نهر الأردن ) واعتمدوا منه في الأردن ، معترفين بخطاياهم ] ( مت 3: 5 و6 )

ولقد وضح القديس متى الرسول الأساس الذي عمد عليه القديس يوحنا المعمدان ، إذ قال : [ فإن هذا هو الذي قيل عنه بإشعياء النبي القائل : صوتٍ صارخ في البرية ، أَعدوا طريق الرب . أصنعه سُبُلَهُ مُستقيمة ] ( مت 3: 3 )
وهذا ما أشار إليه يوحنا للذين أتوا ليسألوه من أنت مما جعل كل الشعب يتمسك بمعموديته ويتأكد من صحتها : [ من أنت لنعطي جواباً للذين أرسلونا . ماذا تقول عن نفسك ؟ ، قال : أنا صوتٍ صارخ في البرية ، قوَّموا طريق الرب كما قال إشعياء النبي . وكان المرسلون من الفريسيين ، فسألوة وقالوا له فما بالك تُعمَّد إن كنت لست المسيح ولا إيليا ولا النبي ؟ أجابهم يوحنا قائلاً : أنا أُعمد بماء ولكن في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه هو الذي يأتي بعدي الذي صار قدامي ... ] ( يو 1: 22 - 27 )


+ عموماً هذا موجز لشرح الإجابة على السؤال ، لأن لو دخلنا في التفاصيل أعتقد أننا سنظل ندرس في الموضوع سنة كاملة لأن أمامي تلال ضخمة في الشرح ، وفيها الشرح اليهودي للرابيين والفريسيين عن أهمية الماء في التطهير وغسل الخطايا من الضمير ...


التعديل الأخير تم بواسطة aymonded ; 07-26-2011 الساعة 11:25 PM

رد مع إقتباس