[aymonded]

من أسوأ ما يكون في عصرنا الحالي هو الصراع الجدلي بين الناس ، وبخاصة بين من له معرفة بالعلوم الكنسية واللاهوتية ، لأن أحيانا يُصيب الكبرياء القلب ولا يقبل أن يكون هناك معرفة تعلو على معرفته أو يظهر أنه يعلم بعض الأشياء بالخطأ بعيدة عن المرجعية الكنسية ، حتى أنه بلا دراية أو وعي يقاوم كتابات الآباء ويرفضها لأنها لا تتفق مع معرفته الشخصية أو رأيه الخاص ، والمناقشة مع هؤلاء تؤدي لزعزعة السلام الداخلي لأنهم لا يريدون أن يتعلموا بل يردون دائماً أن يكونوا مُعلّمين ومرشدين للآخرين !!!

فينبغي أن نبتعد عن الروح الجدلية في إطار الكبرياء والتسلط على الآخرين لكي نقنعهم بما عندنا من معرفة وندخل في نقاش عنيف لا يؤدي إلا لروح الخصومة ، لأن الألفاظ لم تُكتب لنتصارع عليها على قدر معرفة معناها لنلتزم بحياة التقوى ومحبة الله والالتزام بالإيمان الحي والعامل بالمحبة ، ولنصغي لكلمات الأب القديس صفرونيوس لكي نتعلَّم ، فهو يقول :


[ لأن الله محبة ، ولأن المحبة هي شريعة الله ، ولأن كل ما أُعلن في الأسفار المقدسة يجب أن يوضع على أساس إعلان المحبة أي يسوع المسيح ، فالمحبة لا تُجادل في معاني الكلمات ، بل تعرف غايتها . ولا تسعى إلى جدلٍ حول كلمة أو أكثر ، بل تسال عن الحكمة .ولا تحدد شيئاً يُزرع الخصام .

هي تحفظ سرّ الله في المسيح دون عناء ؛ لأنها مُقيدة بناموسٍ واحدٍ هو الصليب .

( المحبة ) هي تُجيب على أسئلة الشيطان نفسه دون عناء ، لا لكي تكسبه أو تحوله عن طريقه ، بل لكي تُقدَّم له درع التواضع الذي يجعله يهرب .

إذا ظهر الشيطان في شبه ملاك نور ، ترى فيه الكبرياء والافتخار ، وبذلك تهزأ به .

إذا طلب هرطوقي جواباً عن تجسد الرب أو الثالوث أو الصليب ، أجابت بكلمات الإيمان ، واستطاعت أن تُميز الذي يطلب المعرفة من الذي يُريد العراك ] ( رسالة الأب صفرونيوس لتلميذة ثيؤدوروس (تادرس) – التوبة وعمل الروح القدس في القلب – المئوية الثانية في التوبة – مترجمة عن المخطوطة القبطية – ص 60 فقرة 74 )

المصدر: †† ارثوذكس †† - من قسم: المرشد الروحى (كلمة الله التى تؤثر فيك)