عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
4- التوبة ما بين الكبرياء والتواضع - التوبة هي طريق الحياة الجديدة

كُتب : [ 04-08-2008 - 10:32 PM ]


التوبة هي طريق الحياة الجديدة (4)

20- قال واحد من الشيوخ : " لن تتوب توبة حقيقية حتى تكف عن الإفراط في محبة ذاتك ، لأنك إن كنت تحب ذاتك أكثر من الله ، تعذر عليك أن تتوب ، لذلك جاء ابن الله وسكب حياته ذبيحة حية لله الآب لكي يفتح طريق الحياة للتائبين الذين يشتركون معه في بذل الصليب .

21- لا ينزع الكبرياء من القلب إلا ذاك الذي أخلى ذاته ومات على الصليب . وعندما صار في " صورة عبد " ثبت أول أساس للتوبة بترك الكبرياء وطرحها تماماً ...

22- لا تترك قلبك مثل الأرض الفضاء ، أو كحقل بلا حارس أو مالك ؛ لأن الإنسان إذ خُلق على صورة الله ، هو ظل للكلمة ابن الله ، يحب أن يتبعه بقوة النعمة الأولى ، أي عطية الخلق على صورة الله . أما إذا تبعه عن جهل ، وعن عدم إيمان ، فهو لن يصل إلى بلد السلام وميناء الخلاص ، أي الإيمان بالرب يسوع المسيح .

23- التواضع في القلب لا يزرع الخوف من الموت ، أو الخوف من نار جهنم ، أن الخوف له أُم خفية هي الكبرياء ، وهي دائماً تلد أولاداً هم النجاسة ، وتعظم المعيشة والتسلط ، فكيف يلد الخوف التواضع ، بينما أمه ( الكبرياء ) تحيل من القوة ، وترقد مع هذا الزوج لكي تلد دائماً أبناء للشيطان .

24- ابن الله يزرع التواضع بالتشبه به ، فقد ترك المجد وأخذ الهوان ، وقَبِلَ الضعف وهو القوي ، وداس الموت بقبوله ، فجرده جهاراً على الصليب من قوته . ولذلك هو يتودد إلى النفس ويضع بذرة الإيمان في القلب حتى تثمر التواضع الحقيقي .

25- قد تسألني ... عن التواضع الحقيقي والتواضع الكاذب ؟
أقول لك : أن الأول ( التواضع الحقيقي ) من يسوع رب الحياة ، والثاني ( التواضع الكاذب ) من الشيطان . وإذا نزعت قناع التواضع الكاذب تجد تحته محبة القوة والسيادة وقهر الآخرين ، والتظاهر بفضائل كاذبة مثل اللين في الحديث ، والمرح وضيافة الغرباء وكل ما يجلب الصيت الحسن . أما إذا اختلفت مع المطعون بالتواضع الكاذب ، تجده مثل الوحش ، ينقض عليك بلا رحمة ، ويدوسك دون أن يترك لك فرصة ، حتى للاعتذار .
وإذا اعتذرت لا يقبل عذرك ، ويشهر بك علناً لأن محبته للقوة هي ذات رذيلة الشيطان .


رسالة الأب صفرونيوس إلى تلميذه تادرس
عن المئوية الأولى في التوبة
20- 25 صفحة 8 - 9
مترجم عن المخطوطة القبطية



رد مع إقتباس
Sponsored Links