عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
روعة الفن رؤية لأبداع الله الحلو - الجزء الأول

كُتب : [ 07-12-2008 - 08:14 PM ]


روعة الفن وإبداع الله الحلو
الجزء الأول

أخوتي الأحباء في الرب

في البدء خلق الله المحبة ، الخليقة بإبداع فائق ، ووضع فيها ملامحه الخاصة ولمساته المبدعة ، حتى تصير لحن هادئ مقدس ، يُعَّبر عنه لمحبوبة الإنسان الذي أبدعه على صورته ومثاله !!!

لقد وضع الله الإنسان في جنة عدن ليصير فيها اللقاء المحبب جداً في جمال فني مبدع في هذه الجنة المخلوقة في جو جمالي خاص ليليق باللقاء الحلو بين الإنسان والله القدوس ...

الله المحب ، بكلمته وروحه أبدع الخليقة كلها في انسجام عجيب وتناسق مبدع حقيقي ، وأعطى الإنسان أن يكون متطبع بالطبع الإلهي ، أي يكون مثله ، أي يكون فيه ملامح الله نفسه ، فهو الوحيد الذي أُعطيَّ الصورة الإلهية ، ولذلك أعطانا الله جميعاً روحه القدوس أن يسكن فينا لأنه جعلنا هيكله الخاص : " أنتم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم " ( كما قال القديس بولس الرسول )

روح الله يسكن فينا ، لذلك نرى جمال الخليقة كلها بحس مرهف ونتحقق من بصمات الله في كل ما يُحيط بنا فنحبه ( أي الله ) ويزداد حبنا له ، ونردّ الحب بالحب بتسبيح صامت ، مُعبرين عنه بصور فنيه مختلفة ...

الروح القدس الذي عاد واستقرّ في الإنسان ن بصعود ربنا يسوع المسيح ، وألهمه اكتشاف الجمال في الخليقة في أروع جمالها الأصيل ، فاستطاع الإنسان بكل برؤية ثاقبة وحس عميق ، أن يرى الله بوضوح وفي منتهى البهاء لذلك القديس بولس الرسول الملهم بالروح القدس يقول :
" لأن أموره غير المنظورة تُرى منذ خلق العالم مُدركة بالمصنوعات ، قدرته السرمدية ولاهوته ... " ( رو1: 20 )

وهكذا صار الجمال والإبداع الفني لروح الله واسطة لمعرفة القدير ، فالجمال وحي وإلهام إذا أحسن الإنسان تقبُّله واستخدامه ، دخل في مجال الرؤيا الكاشفة لمجد الله وحكمته ، وصار لاهوتياً بجدارة ، أي إنسان ممتلئ من الله الحي وحضوره المحيي ...

أحب أن أختم الجزء الأول من الموضوع
بقصيدة شعرية للقديس غريغوريوس النزينزي :

[ + نحن نباركك يا أبا الأنوار ،
المسيح كلمة الله ، بهاء مجد الآب ،
نور من نور ، ومنبع النور ،
الروح النار ، نسمة الابن كما هو نسمة الآب .

+ أيها الثالوث القدوس ، النور غير المنقسم ،
أنت بدَّدت الظلمات ، لكي تخلق
عالماً مضيئاً ، منسَّقاً حسناً ،
يحمل شبهك .

+ أضأت الإنسان بالفهم والحكمة ،
وأنرته بختم صورتك ،
لكي بنورك يعاين النور ( مز36: 9 ) ،
ويصير هو بكليته نوراً .

+ أنت جعلت السماء تلمع ببريق أنوار لا حصر لها ،
ونسَّقتها نهاراً وليلاً .
لكي تعمل على تقسيم الزمن .
من دورٍ إلى دورٍ بكل هدوء .

+ فالليل يضع حداً للعمل للأجساد المتعبة ،
والنهار يُنهضنا للأعمال التي تحبَّها ،
فنتعلَّم أن نهزم الظلمة ، ونُسرع
نحو هذا النهار الذي لن يعقبه بعد ليل ]

Hymn XXXII. PG 37, 511 - 512



رد مع إقتباس
Sponsored Links