الموضوع: لذة الحب ...
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية وردة حزينة
وردة حزينة
ارثوذكسي ذهبي
وردة حزينة غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 8670
تاريخ التسجيل : Dec 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 10,782
عدد النقاط : 28
قوة التقييم : وردة حزينة is on a distinguished road
افتراضي لذة الحب ...

كُتب : [ 06-03-2008 - 01:00 PM ]


لذة الحب ...



الحب 4996484083d02b366.gi


قرأتُ في كتب التراث القديمة والتي اعتدتها منذ الصغر أن مجنوناً سأل أحد العلماء قائلاً له: متى تشعر بلذة النوم؟
فرد عليه قائلاً: عندما تستيقظ فقال المجنون: وكيف تشعر بلذة شئ فقدته؟؟ فقال العالم: عندما تكون نائماً فرد عليه المجنون: وهل يشعر النائم بشئ فقال العالم عندما يريد أن ينام فأسرع المجنون بالرد قائلاً: وكيف يشعر شخص بلذة شئ لم يحصل عليه؟؟

هي الحيرة المسيطرة على الوضع هنا
من وجهة نظر العلماء يقولون: أن الشعور بلذة النوم يأتي حينما يأخذ الإنسان قسطاً من النوم يكفي لإراحة بدنه وعقله وقدروا هذا الزمن بثماني ساعات, وعندها يشعر الإنسان بعد الإستيقاظ بالراحة والنشاط وهذا يجعل للنوم لذة في نظره

وسؤالي اليوم هو متى نشعر بلذة الحب؟؟
هل نشعر بها عندما نقع في الحب ؟
أم عندما يعذبنا الحب بكل تفاصيله المؤلمة؟
أم نشعر بها في حال حصولنا على من نحب؟
تختلف وجهات نظر الناس في هذه المسألة فمنهم من يقول: أن لذة الحب تكمن في عدم الوصول إلى من نحب وبقائه رمزاً خالداً في حياتنا وأن لذة الحب في عذابه, وكما قال الشاعر نزار قباني واصفاً الحب:

الحب ليس رواية شرقية بختامها يتزوج الأبطال
لكنه الإبحار دون سفينة وشعورنا أن الوصول محال
هو أن تظل على الأصابع رعشة وعلى الشفاه الحائرات سؤال

فهل ياترى هذا هو التعريف المناسب للحب؟ وهل تكمن لذة الحب في أن يظل بعيداً عنا؟
أكرر القول أن المسألة نسبية وأن لكل وجهة نظره, فمن الناس من يرى وجهة نظر نزار خاطئة ويرى لذة الحب في القرب ممن نحب والتفاني في الإخلاص له والمتعة بصحبته والنظر إلى عينيه . وهذا هو رأي الأغلبية .
إني أحترم كل الآراء وأكاد أقسم أن الآراء تحكمها الظروف والأقدار ولكن لوخُير أي إنسان لاختار البقاء بجانب من يحب.
أما من وجهة نظري أنا فإني أحب أولاً أن أقدم تعريفاً لهذا المصطلح- حب:
الحب في نظري : هو ذلك الشئ الذي يهبط علينا فجأة بدون تحديد زمن وصول, وبدون مقدمات, يأتي مخالفا لكل النصوص والقواعد , غير متقيد بأنظمة المطارات ولا الأحوال الجوية, مخالفاً لكل الأنظمة والقياسات التي نجتهد في وضعها ونخطط لها.
لا نستطيع أن نقول نحن كذا , لأن الإنسان مقيد بالقدر ولا يدري إلى أين سيوصله

لا يترك لنا الحب الخيار
لا يمهلنا لأخذ أنفاسنا, وإنما يتحكم في دخولها وخروجها منذ أن يحل علينا.
فهل يستطيع الإنسان الإنكار أنه يشعر بأنه ملك الدنيا في حال قربه ممن يحب؟
أنا شخصياً لا استطيع الإنكار وإنما أقول مثلما قال الفيتوري:
في حضرة من أهوى عبثت بي الأشواق
حدقت بلا وجه ورقصت بلا ساق
وزحمت براياتي وطبولي الآفاق
عشقي يفني عشقي وفنائي استغراق
مقتولك لكني سلطان العشاق




رد مع إقتباس
Sponsored Links