عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 7 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اسئلة محتاج رد مقنع جدا !!

كُتب : [ 12-24-2008 - 11:08 PM ]


آدم وحواء وعريهما :
قبل السقوط
" وكانا كلاهما عريانين آدم وامرأته وهما لا يخجلان " ( تك2: 25 )
وقال آدم عن امرأته :
" هذه عظم من عظمي ولحم من لحمي "
ولم يخجلا من عريهما ، لأنهم في حالة نقاء ومصالحة تامة بين الجسد والنفس ، نتيجة المساواة الجوهرية بينهما ، التي جعلتهما لا ينظران لبعضهما البعض كائنين مختلفين ، فكلاهما يرى الآخر معيناً نظيره ، لا يربطهما سوى الحضور الإلهي الذي يشبع كل رغباتهما ويملأ حياتهما بالفرح والحب والسلام .
ويقول القديس مار أفرام السرياني باختصار :
[ لقد كانا لا يخجلان ( من عريهما ) لأنهما مكتسيان بالمجد ]
( St. Ephraim, Commentary on Genesis 2, p. 316 )

بعد السقوط
" فانفتحت أعينهما وعَلِما أنهُما عُريانان . فخاطا أوراق تين وصَنَعا لأنفسهما مآزر " ( تك3: 7 )

مخالفة الوصية صارت بمثابة انفصام رباط الحب بين المحبوب والمحب ، وتخلي النعمة عن الإنسان ، لأن هذا الرباط هو الذي كان يدعم النعمة الحافظة للإنسان ...

وبتخلي النعمة فقد الإنسان بساطته الأولى وميله الموحد نحو الخير ، وانفتحت بصيرته على الشر ، وفتح باب الاختيار بينهما ، فانقسمت إرادته على ذاتها ، وصار في حالة نزاع داخلي – دائم ومستمر – ينازع ما بين الخير والشر ، أي طاعة الله ومخالفته !!!
ووقع تحت وطأة الفساد الطبيعي الذي كان فيه بطبيعة تكوينه من تراب الأرض ، وبدأ الصراع بين الروح والجسد فكلاهما يشتهي ضد الآخر ...

وحينما أطاع مشورة الشيطان ، تسلط عليه واستولى على إرادته واستعبده له ، وأصبح مستحيلاً على الإنسان مهما جاهد وحده أن يتقدم خطوة واحدة نحو الحياة الأبدية ومعرفة الله وشركته الحلوة ، نظراً لعجز النفس البشرية عن قيادة ذاتها نحو أمور أعلى من إمكانيتها وبدون معونة النعمة ...

وبالخطية أصبح الإنسان العاقل غير قادر أن ينفتح على الإلهيات بلا غيوم الشهوات كما كان – ومع ذلك – مازال له القدرة على الفهم والإدراك ، فخطية الإنسان لم تفقده إنسانيته ولم تجعل آدم غير عاقل ، ولكنها عطلَّت قدرته الأولى الكاملة في التعقُّل التي كانت عاملة فيه بنعمة الله ...

وصورة الله في الإنسان تشوهت وانطمست ، ولكن تبقى ملامحها ذات سلطان ، وهي عبارة عن طوق الإنسان واشتياقه إلى الله ، وسعيه المتواصل بكل قوته لاسترداد صورته الأولى !!!

يقول القديس إيرينيئوس :
[ أما آدم فلكونه فقد طبيعته الأصلية وذهنه النقي بشبه الأطفال ، وأتى إلى معرفة الخير والشر ، لذلك طوَّق نفسه وامرأته بلجام العفة مقاوماً نزوة الجسد الجامح ، خائفاً من الله ومتوقعاً مجيئه ، وكأنه يقول :
بما أنني قد فقدتُ بالعصيان ثوب القداسة الذي كان لي من الروح ، فهاأنذا أعترف بحاجتي إلى مثل هذا الغطاء الذي لا يهب الراحة ولكنه يلسع الجسد ويلهبه ]
( The Father of the Early Fathers, W.A. Jurgens, vol 1,p.93. )

رد مع إقتباس