عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 2 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ما الفرق بين محبة المال والتعامل مع المال

كُتب : [ 10-12-2010 - 09:58 AM ]


سلام لشخصك الحلو يا محبوب الله والقديسين
مكتوب : [ لتكن سيرتكم خالية من محبة المال ، كونوا مُكتفين بما عندكم لأنه قال لا أُهملك ولا أتركك ] (عبرانيين 13: 5) [ أما التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة ] (1تي6: 6)
[ فإن كان لنا قوت وكسوة فلنكتفِ بهما . وأمَّا الذين يريدون أن يكونوا أغنياء فيسقطون في تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومُضرة تُغرَّق الناس في العطب والهلاك . لأن محبة المال أصل لكل الشرور الذي إذ ابتغاه قوم ضلُّوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة ] (1تي6: 8 - 10)

عادة الحب = بذل / فحب المال حينما يملك على القلب الإنسان بيضحي بحياته وعمره بل بأصدقاءه وإخوته وأهله وبكل ما حوله لأجل أن يجمعه لأنه عادة بيكون مصحوباً بالطمع ، فالإنسان حينما يحب المال لا يكتفي ، فلا يرضى ولا يشبع وبالتالي لا يشكر وبالتالي لا سلام ، والأساس محبة الذات [ selfishness ] والتي يُسميها الكتاب المقدس (( الطمع )) كما جاءت هكذا : [ وأما الزنا وكل نجاسة أو طمع فلا يُسمَّ بينكم ... ] (أف5: 3) .
فمحبة المال هي طموح خاطئ = طمع النفس ، فمحبة المال والاتكال عليه هو أصل كل الشرور ، والذي يحصل منه كل خلاف ، مثل انقسام البيت الواحد وانقلاب الإخوة والأهل على بعض ، ومنه ينشأ الحسد والقتل والسرقة وعدم الأمانة ... الخ ... وكل شيء قبيح للحصول عليه !!!
وهذه هي مشكلة محبة المال ، ولا يتفق بالطبع خدمة المال مع خدمة الله ، لأن خدمة المال فيها حب ذات وحب امتلاك حتى ولو على حساب الآخرين وسحقهم ، أما محبة الله فهي العكس على خط مستقيم ، لذلك محبة المال هو منبع كل الشرور والمعوق الأساسي عن الحياة مع الله ، ولذلك حينما سأل الشاب الغني الرب يسوع عن ماذا يفعل ليرث الحياة الأبدية ، فحص الله القلب فوراً وعرف الداء ، وأعطى العلاج فوراً بالترك والتخلي [ طبعاً من القلب وليس الشكل ] فداء الشاب الغني والمشكلة هو أنه متكل على ماله وأملاكه ويحبهم وتتمركز حياته عليهم ، فقال الرب له أن يترك كل ماله ويعطي للفقراء فمضى حزيناً لأنه ذات أموال كثيرة [ لأنه متكل على أمواله الكثيرة = هي حياته ] !!! أو لأن المال والأملاك في قلبه يحبها ومستحيل يتخلى عنها ، حتى لو كان تمسكه بيها هايجعله يخسر حياته الأبدية والمسيرة الطاهرة مع الله القدوس الحي والمُحيي ، لذلك مضى حزيناً لأن الرب قال له أن يعطي كل ما له !!!

وطبعاً ليس كل من يغتني بالمال هكذا يكون ، بل حينما يُحسن استغلاله يُمكن أن يُستخدم للأعمال الصالحة ولخدمة الله مثل تلك النسوة اللواتي كن يخدمن الرب يسوع من أموالهن (لو8: 3) ، ومثل زكا لما أراد أن يعطي للفقراء ويرد المال الذي أخذه ، وهكذا يوجد أغنياء كثيرين أتقياء يحبون الله ويتقونه ويخدمونه بالصدق والحق ولا يتكلون على أموالهم ، فلو أتت أو ذهبت يشكرون كل حين ولا يحزنون من أجلها قط ...

والمسيح رب المجد نفسه أظهر مثل وكيل الظلم ، لكي ننتبه بأن نصنع بمال الظلم [ مال العالم وممتلكاته ] أصدقاء لنا في ملكوت السماوات ، فممكن أن يُستخدم المال في خدمة الله ، فأن كان لنا مال العالم الذي يُستخدم فيه وهو سبب للمشاكل عند الناس وسبب ضعفهم وعدم المحبة والطمع الذي يخرج منهم كل ما هو رديء ، فهو هو من يُستخدم لربح أمجاد سماوية لا تزول في تسخيره لأجل عمل الله : بكسر اللقمة مع الفقير ، وخدمة انتشار كلمة الله وغيرها من عمل الرحمة والمحبة العظمى حسب توجيه كل قلب بالروح ...

عموما الاتكال على المال وحبه هو نبع الخطورة ، لأن من خلاله لا يكتفي الإنسان بما عنده بل يطمع ويزداد شراسة وشوق لامتلاكه أكثر ، حتى أنه ينسى أبديته وحياته مع الله ويضحي بكل ما هو غالي وثمين من أجل الحصول عليه وتنمية الثروة حتى وأن لم يكن عنده الوقت لينفقها ...

أرجو أن أكون جاوبت على السؤال بإيجاز شديد جداً بدون تفاصيل طويلة

أقبل مني كل حب وتقدير ؛ النعمة معك


التعديل الأخير تم بواسطة aymonded ; 12-08-2010 الساعة 10:27 AM

رد مع إقتباس