عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
الأساس في التوبة

كُتب : [ 07-26-2009 - 03:49 PM ]


أساس دعوة التوبة محبة الله


الله محباً للبشر ، يقدم دعوته للإنسان ليُقيم علاقة شركة راسخة على قاعدة الحب وأساسه ، فنجد أنه حينما سقط الإنسان من رتبته الأولى ومجده الأصلي ، أشفق وتحنن وأراد أن يُعيده إليه ويسترجع قوة حياة الشركة له ، والذي فقدها بالسقوط وابتعد عنه ، والله يصور محبته الشديدة للإنسان في صورة أقوى من طبيعة الأمومة التي دائماً ما تظهر عظم تحننها على أولادها وتعلقها بهم تعلق شديد وهي من أقوى العلاقات ارتباطاً بقوة :
" هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها ؟ حتى هؤلاء ينسين وأنا لا أنســــــاك " ( إش 49: 15 )

والله في هوشع يصف محبته العميقة للبشر الجانحين للارتداد عنه ، ويكشف عن عمق طبيعة شخصيته المُحبة جداً قائلاً : " كنت أجذبهم بحبال البشر ، برُبط المحبة ... وشعبي جانحون إلى الارتداد عني ... قد انقلب عليَّ قلبي . اضطرمت مراحمي جميعاً " ( هوشع 11 4و8 )

وقد ظهرت لنا محبة الله المتسعة في عمق أصالة معناها في العهد الجديد :
" ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا
" ( رو5: 8 )

" الذي أحبني وأسلم ذاته من أجلي " ( غلا 2: 20 )

ولنا أن نتيقن أن محبة الله ثابتة لا تتغير بل مستحيل أن تتغير أو تتبدل ، فلا يوجد فيه تغيير ولا ظل دوران .
ويقول العلامة ديوناسيوس الأريوباغي :
[ أليس حقاً أن المسيح يتقرب بودٍ شديد من الذين يحيدون عنه ، ويحاول معهم متوسلاً إليهم أن لا يستهينوا بحبه . وأن لم يُظهروا إلا النفور والتصامم عن سماع مناداته ، ألا يظل هو نفسه محامياً وشفيعاً عنهم ]



أرسل شخص ( كاهن ) رسالة للعلامة ديوناسيوس قائلاً: أنه طرد إنسان أرتد عن الإيمان مع الوثني الذي رده عن الإيمان وألقاهم خارج الكنيسة عندما رآهم فيها ، وأخذ يفتخر بهذا بصفته غيور على بيعة الله ، وقد رد على هذه الرسالة العلامة ديوناسيوس قائلاً :
[ يسوع في وقت آلامه ، كان يطلب من الآب الصفح عن أولئك الذين كانوا طغاة نحوه ، ولكنه عَنَّف تلاميذه الذين كانوا يرون أنه ينبغي أن يُعاقب بدون رحمة نفاق أولئك السامريين الذي رفضا أن يقبلوه " ( لو 9 : 53 – 56 ) . أما إذا كنت تكرر القول مرات عديدة في رسالتك لي ، أنك لم تطلب الانتقام لنفسك شخصياً ، بل لله ، قُل لي بالحق : أيُنتَقم بالشرّ عن من هو الخير الكُلي ذاته ؟ " أليس لنا رئيس كهنة قادر أن يترفق بضعفاتنا " ( عبرانيين 4 : 15 ) ، بل يتغاضى عن كل سيئاتنا ويرأف بنا ، وهو الذي جعل نفسه ضحية " كفارة لخطايانا " ( 1 يو 2:2 ) .

ربما يُمكنك أن تبرر نفسك بأن تُردد بعض الأمثلة من العهد القديم ( عن الذين غاروا غيرة للرب وانتقموا له ) مثل فينحاس ( عد 25 : 13 ) ، وإيليا ( 1مل 18 : 40 ) . ولكن بعضاً من التلاميذ الذين لم يكن لهم شيء من روح الوداعة واللطف وأرادوا أن يتمثلوا بالسابق ذكرهم ، لم يُرضي المسيح ، وهو مُعلمهم الإلهي ، أبداً بهذا ( لو 9: 54 ) . وهكذا كان مخلصنا يُعلَّم بلطف الذين يُعارضون التعليم الإلهي ، لأنه هكذا ينبغي : أن يُهذب الجُهال ، لا أن يُعاقبوا ؛ أن يؤخذ بيد الأعمى للسير به في الطريق السوي ، لا أن يُلكز أو يُلكم ]

ولنا أن نختم بما قيل في حزقيال : " هل مسرة أُسر بموت الشرير يقول السيد الرب إلا برجوعه عن طرقه فيحيا " ( حز 18 : 23 )



رد مع إقتباس
Sponsored Links