عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
Smi45 مخافة الله وحياة التوبة الصحيحة (3)سبب ارتكابنا حماقات الخطية وكيف نتخلص منها نهائياً

كُتب : [ 12-11-2009 - 10:36 AM ]



التوبة التي لا تُبنى على المحبة التي أسسها خوف الله واحترامه وتقديره ومهابته كأب وسيد فهي توبة مريضة تُنشأ كبرياء في القلب حينما يقدر الإنسان بتدريب ذاته على أن يكف عن ارتكاب الخطية !!!

فكلام الوعظ الذي يُنادي على الخاطئ بقوله كف عن الخطية هو كلام مقلوب لا علاقة له بحقيقة جوهر التوبة ، لأن التوبة في عمقها هي تغيير الإنسان على صورة الله في البرّ والقداسة في النور ، ومن يقدر أن يُغير نفسه إلى صورة الله بقدرة إبطاله للخطية كفعل في حياته !!!

التوبة يا أحبائي ليس مجرد الكف عن الخطية ، لأن هذا المفروض أنه يكون ثمرتها وليس فعلها ، لأن فعل التوبة هو تغيير القلب بقوة الله ، كفعل نعمة ممنوح لنا في ربنا يسوع لنتغير لصورته بالروح القدس ، لأن ما فائدة أن نكف عن الخطية فقط ونقف عند هذا ، أي أن نكف عن الخطية ويكون لنا مجرد أخلاق وشكل القديسين ، لأن حياة التوبة ليست شكل إنما هي قوة تغيير في أعماق الإنسان من الداخل ليتغير عن شكله بتجديد ذهنه مختبراً إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة ، فالرب كخالق يخلقنا على صورته في البرّ وقداسة الحق في المسيح يسوع ...

" لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني و تجديد الروح القدس " (تي 3 : 5)
" لا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة " (رو 12 : 2)
" و نحن جميعا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح " (2كو 3 : 18)


والآن لنصغي لكلمات القديس يوحنا الرسول لنفهم هذه الآية الرائعة والتي يتعثر فيها الكثيرون : " نعلم أن كل مَن وُلِدَ من الله لا يُخطئ " ( 1يو 5: 18 )
إذن لنا أولاً أن نتحقق من فعل ولادتنا من الله في حياتنا ، وكلنا وُلدنا من الله بالمعمودية وإيماننا الراسخ ، ومن هنا صارت لنا مخافة الله كأب لنا راسخة في أعماق قلوبنا وملامحه فينا ...
فأن كانت مخافة الله تسكن القلب فعلاً ونقويها فينا بالتدقيق وفحص النفس المستمر على نور كلمة الله في الصلاة تتولد منها المحبة وتترسخ في النفس ، والخطية في هذه الحالة تصبح مرفوضة بالطبع ...


فإن أخطأ الإنسان ووجد أن هناك خطية تسكن قلبه ، يرفض نفسه ويتوقف عن الحركة لأنه لا يمكن أن يقبل الخطية ولا يُمكن أن يتعايش معها ، وذلك بسبب محبة الله التي تسكن قلبه بالمخافة أي بالتقوى !!!

إذن يا أحبائي الموضع عن جد خطير ومهم للغاية جداً ، لأن حينما نجد أن الخطية تملك فينا وتحركنا ونقبل التعايش معها أو حتى أن نتعامل معها ، نعلم فوراً أن المحبة في قلوبنا يا أما ضعيفة جداً وهزيلة أو مريضة جداً لأنها لم تُبنى على مخافة الله ومهابته كأب لي وسيد ، لأني له صرت ابناً في الابن الوحيد ، والمولود من الله لا يُخطأ ، بمعنى أنه لا يتعامل مع الخطية أو يرتاح لوجودها ويتفق معها : " بل البسوا الرب يسوع المسيح و لا تصنعوا تدبيرا للجسد لأجل الشهوات " (رو 13 : 14)

حياتنا في المسيح له المجد ليست نظريات ندرسها أو أقوال نسمعها أو عظات ننفعل بها ونحفظها ، أو مجرد خدمة نقدمها للناس ونفرح أننا نخدم الله ، بل هي قوة وفعل في حياتي ، هي قوة حب مبني على مخافة أب لنا ونحن له بنين ، ولأننا أولاد له كيف نقبل أن نتعايش مع أي خطية تحت أي مُسمى ولا نصرخ إليه أن يقدسنا لكي نكون هيكل مقدس له وحده فقط !!!

هلم نرجع لأصول الحياة مع الله بالنعمة ، ونقوم وننهض بروح الحب ومخافة الله ونرفع القلب بإصرار أن نحقق بنوتنا لله ، طالبين منه قوة النعمة المتدفقة ليُغيرنا إليه ، ونصبر له حتى يُغيرنا ومستمرين في اعترافنا الدائم أمامه عن كل صغيرة وكبيرة في حياتنا طالبين قوة التجديد كأولاد له بالصدق والحق ...




التعديل الأخير تم بواسطة aymonded ; 12-12-2009 الساعة 05:52 PM
رد مع إقتباس
Sponsored Links