عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 2 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي

كُتب : [ 10-23-2007 - 02:47 PM ]


نبذة تاريخية [1]


ظهرت المسيحية وانتشرت فيما بعد في محيط وثني مساهم في الحضارات الشرقية واليونانية والرومانية فاصطدمت مع الذهنية اليهودية. من جهة ومع المذاهب الدينية والفلسفة اليونانية من جهة أخرى.

فظهرت البدع للاهوت المسيح (الأبيونيون) والبدع التي تنكر طبيعته البشرية الحقيقية (الدوكيتيون) منذ العهد الرسولي.

وقد جاهد يوحنا الإنجيلي ضد ذلك، ثم القديس إغناطيوس الأنطاكي، ثم آباء القرن الثاني حتى ظهر آريوس في القرن الرابع حيث أخذت البدعة اتساعاً وأساليب غير معهودة. فأنكر آريوس لاهوت الابن وقال أن كلمة الله حل محل روح الناسوت. وبذلك يكون يسوع غير مساو للآب ولا لنا ؛ وتمسكت الكنيسة بعقيدتها في أن الله واحد في الجوهر وثالوثي الأقانيم أي الأشخاص .

قال البعض بما يشعر : بثنائية شخص يسوع. رد في العام 352 (بحسب رأي ليتزمان و 360 برأي غيره) أبوليناريوس أسقف اللاذقية ببدعته القائلة بأن يسوع إله تام اتحد بجسد ونفس حيوانية فصار كلمة الله قائماً مقام الروح [2]
فأسرع القديس العظيم أثناسيوس الرسولي بتوضيح تعليم الكنيسة عن التجسد وطبيعتي المسيح واتحادهم . فشجب تعليمه بواسطة مجمع الإسكندرية سنة 362، وتبرأ منه القديس باسيليوس الكبير ، وانبرى القديسان أغريغوريوس إلى الكفاح وتوضيح العقيدة، فكانت رسالتا غريغوريوس اللاهوتي إلى كليدونيوس نبراساً أنار الكنيسة حتى المجمع الرابع المسكوني (خلقدونية) إذ لعبت فيه دوراً بارزاً. وقد أطلق عبارته الشهيرة (ما لم يتخذه (الابن) لم يخلص).
ويعني بذلك أن المسيح اخذ طبيعة بشرية كاملة ذات نفس عاقلة: فالخطيئة من فعل النفس. ولذلك كان لا بد من مداواة النفس في التجسد.

فالجسد بدون نفس لا يخطأ. فكل إنقاص للطبيعة البشرية في المسيح يجعل الخلاص والتأله ناقصين واللقاء بين الإله والإنسان غير تام .

لذا أكد آباء الكنيسة على تمام الطبيعة البشرية في المسيح. فإن فقدت النفس أو العقل أو الإرادة – (أي المشيئة) كان لقاء الإنسان بالإله غير تام وباطل هو التجسد ...

فكان لا بد للإنسان بتمامه من أن يلاقي الإله بتمامه في وحدة منسجمة لكي تتم المصالحة بين الله والإنسان.

إن نقصت الطبيعة أو فقدت المشيئة أو الفعل، كان الإنسان في موقف غير كامل مع الله.

وكرد فعل على أبوليناريوس، أسرف ديودورس اسقف ترسيس (بسوريا) رئيس المدرسة الأنطاكية وثيوذورس اسقف موبسيسته (المصيصة) ونسطوريوس في مقاومة الأبولينارية فقالوا بالتأكيد على تمامية الطبيعة الإنسانية حتى جعلوها اقنوماً. ولما تجاسر نسطوريوس بطريرك القسطنطينية على حماية كاهنه الأنطاكي انستاسيوس الذي تهجم على تسمية سيدتنا مريم بوالدة الإله ابتدأت معركة لاهوتية جديدة انتهت بنصر القديس كيرلس السكندري (المجمع المسكوني الثالث عام 431) ومصالحته مع يوحنا البطريرك الأنطاكي عام 433.

ولكن المشكلة اندلعت من جديد حينما اخذ الراهب افتيشيوس (أوطيخا) يعلم بامتزاج الطبيعتين. وتطورت الأحداث ولعبت المسائل الشخصية دورها كما لعبت من قبل منذ بدعة آريوس. ( ومجمع خلقودنيا إلى الآن فيه لبس كثير ويحتاج بحث طويل ومضني للوصول إلى كمال أحداثة ، وقد تسبب المجمع لانقسام الكنيسة )

فتبنى ديسقورس بطريرك الإسكندرية أوطيخا واختلف مع القديس لاون بابا روميا وفلافيانوس بطريرك القسطنطينية. وتطورت الأمور بصورة سيئة حتى عام 451، فانعقد في تشرين الأول المجمع المسكوني الرابع. وحدد المجمع الرابع المذكور العقيدة نهائياً في الأقنوم والطبيعة ثم أكمل التحديد المجمع السادس المسكوني . وقام المجمع المسكوني السابع وثبت عقيدة تكريم الأيقونة كنتيجة حتميّة للتجسّد. لنقول أن الله الكلمة أخذ جسدًا بشريًا.



ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

[1] سر التدبير الإلهي ص100-1003 للأب الشماس اسبيرو جبور ( وقد اضفت بعض التعليقات بين الأقواس ونقلته باختصار )
[2] Nous باليونانية.

رد مع إقتباس