عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
RG6 الكل تحت الألم ونفس ذات الضيق

كُتب : [ 01-17-2011 - 10:19 AM ]



روح الشهادة وفرح آلام الصليب
الكل تحت الآلام ونفس الضيقات



  • إلهي رحمته تتقدمني يُنقذ من الضيق نفسي ،
  • ينصرني باسمه ويرفعني فوق آلام جسدي ،
  • ينصفني في الضيق وأمام روح الشر يقويني بإشراق وجهه .
  • لتتحنن يا الله علينا و لتباركنا نحن شعبك ولتنر بوجهك علينا .
  • لكي يُعرف في الأرض طريقك و في كل الأمم خلاصك .
  • يحمدك الشعوب يا الله يحمدك الشعوب كلهم .
  • تفرح و تبتهج الأمم لأنك تُدين الشعوب بالاستقامة و أمم الأرض تهديهم .
  • لتنشر برك وعدلك في الأرض كلها وترد إليك أشرار الأرض وتهديهم .
  • خطية أفواههم هي كلام شفاههم بكبريائهم يتحركون و من اللعنة تتمرمر نفوسهم و من الكذب الذي يحدثون به ينشرون فساداً في الأرض .
  • تائهون بطمعهم في الأرض ، يغتنون بسلب الأرملة واليتيم ويبثون في الأرض فساد ، يهتمون للأكل لا يشبعون أو يُسرون ، في الغم والشر يبيتون .
  • افن شرهم يا رب ، بدد مشورة قلبهم الشرير ليعلموا أن الله متسلط في كل الأرض ، لا يُخفى عنه شيئاً .
  • بدل شرهم بخيرك ، أنخس قلوبهم وهبهم إحسان من صلاحك ساكباً في قلبهم روح توبة .
  • واجعل خيرك يفيض على المسكين والفقير والبائس والعريان والأرملة واليتيم والغريب والضيف
  • أعن كل من في ضيق ويحمل حزن وهم الأيام بقوة رؤية مجد حضورك الخاص بوجهك المُنير المشرق مجداً .
  • كثيرين لا ينتبهون لك في أزمنة الضيق ، يقولون أين الله
  • أما أنا فأُغني بقوتك و أُرنم برحمتك لأنك أنت ملجأ لي و حصناً منيعاً في يوم ضيقي .
  • يا قوتي لك أُرنم لأنك أنت يا الله ملجأي إله رحمتي
  • أعظم وأمجد صلاحك لأنك حولت آلام شهداءك لغنى مجد في ذبيحة ذاتك
  • فبدم شهدائك أيها المسيح إلهنا ، تتزين كنيستك في كل العالم
  • كما بالأرجوان وتيجان ذهب وفضة وكل حجارة كريمة
  • ومثل باكورة ثمار الطبيعة نحو بستاني الخليقة
  • فإن الأرض والمسكونة كلها تقدم لك أيها الحب المتجسد
  • الشهداء حاملين شخصك المتوشحين بصلاحك
  • يا رب المجد لك
______________


نحن لم نُخلق للحزن ، ولم يدعونا الله للكآبة أو الضيق ، فالله لم يخلق الآلام ولا الضيقات ولا المشقات أو الأمراض ، بل كل هذا أساس نبعه ومصدره الشر الذي دخل إلى العالم بحسد إبليس ، لأننا لم نسمع قط أن هذا صدر من الله الكلي الصلاح في الخلق أو تفوه به وقال ليكن ألم أو ضيق أو مرض ، بل كل ما يخرج من فم الله ويصنعه هو كامل في البهاء والمجد والجمال الذي لا يزول حتى لو تشوه بسبب السقوط !!!

والمسيح الرب الكلمة المتجسد ، بآلام صليبه المُحيي قضى على ناموس الخطية والموت ، ولم يرفع الآلام من العالم أو يزيلها من على أكتاف من آمنوا به !!! بل حول نفس ذات آلام العالم بكل ما فيها من معاناة ومشقات مرهقة ، إلى سر الأمجاد السماوية في روح قيامته من الأموات !!!

لذلك السبب الحقيقي للتململ من الألم ورفض الضيق ، لا يكمن في صعوبته على قدر انعدام الرؤية في المسيحيين والذين من المفترض أن يكون لهم إيمان حي يروا به ما لا يُري في داخل قلوبهم ويرفعهم لمستوى الشهادة والاعتراف بالرب حتى بذل الذات ، بل وسفك الدم ...


ففي هذا العالم الساقط كلنا مدعوين أن نلتقي بشيء ما من الألم والضيق والمحنة والشدة أو خيبة الأمل أو فقدان من نحبهم ، أو نعاني من أمراض أو آلام متنوعة مختلفة والتي تتفاوت من شخص لآخر ، ونجد انه لا مفر من الألم مهما ما حولنا ؛ والسؤال المهم والحاسم هو : [ كيف نواجه هذه الآلام وننتصر !!! ]


أن تأثير الألم على بعض الناس هو تأثير مدمر تماماً ، لا يؤدي سوى إلى المرارة واليأس ويدفع للغضب ، بل وكثيراً ما يشتهي القصاص أحياناً من الذين يتسببون له هذا الألم أو الضيق ؛ وحينما يعيش الإنسان تحت هذا الضغط بلا رؤية إيمانية واضحة حتماً سيزداد انهياره بل وممكن أن ينكر الله لا بشفتيه على قدر أن قلبه غير قانع بهذا قط ، ويصرخ ويشتكي اين الله الذي تعلمنا عنه !!! اأو يقول الله لا يهتم أو يكترث !!! أو الله يعاقبني على خطاياي !!! أو ينتقم مني !!! الخ ... وسلسلة طويلة من الاتهامات التي لا تنتهي وكلها ضد الله محب البشر !!! وتؤكد على ضعف الإيمان وعدم رؤية الأمجاد في سر القيامة !!!

وبالطبع لا نقدر أن نقول أن الألم بهذه الطريقة هو بركة من الله ، ولكن بقوة رحمة الله في آلام الصليب يُحسب الألم ويتحول لفرح مجد بروح قيامة يسوع المسيح الحي ؛ فالموضوع كله – يا أحبائي – يتوقف على الموقف الداخلي للشخص المتألم أو القريبين منه !!!

فممكن أن نقابل الألم بغيظ وبتحدٍ وتمرد ، أو على النحو الأضعف نشتكي بمرارة ونتكلم ، أو نستسلم كسلبيين للوضع خانعين لأننا نعلم أننا لن نستطيع أو نقدر أن نصنع شيئاً ، لأنه ليس باليد حيلة !!! وهذه المواقف كفيلة أن تلاشينا روحياً ، والسلبية - بالطبع - ستجعل شخصيتنا تتآكل ونصير بلا شخصية ، نسير كيف ما اتفق ، ونحيا أمواتاً في الحياة منكمشين على أنفسنا ، وفي النهاية لا نبالي بشيء لأننا سنتبلد حتماً ونتجمد !!! والحياة تُصبح بلا طعم كلها مرار وعذاب لا ينتهي وننتظر يوم موتنا لنتخلص منها ونرتاح !!!


العالم كله تحت الألم ، ولا مناص من الهروب منه بأي شكل من الأشكال ، حتى لو الإنسان ملك العالم كله وله كل الحقوق !!! فأن هرب من آلام الناس لن يهرب من المرض أو شيخوخة الجسد ومشاكلها الكثيرة جداً !!!
لكن الذين يؤمنون فقط هم الذين يحيون في حالة سمو بالآلام ، لأن من آمن بالمسيح الرب يقبل الألم في المحبة ، وبسر حمل الصليب في نور مجد قيامة يسوع ، فيقدم ذاته بإرادته الحرة بصبر في الآلام التي يقبلها على نفسه من أصوام وأسهار وغيرها من الإماتة الطواعية التي يقدمها للرب بالحب ، وعند مواجهة الأمراض والآلام التي في الحياة يكون مستعداً لها بروح تقدمة ذاته وقبول الصليب بمسرة أولاد الله الذين يرون أن شدة ضيقاتهم الوقتية تُنشأ لهم ثقل مجد محفوظ لهم في السماوات ، والذي يتذوقونه منذ الآن ، فهم يتذوقونه في عزاء الروح القدس وإشراق نور وجه الله الذي يشع فيهم فرح من نوع خاص يجعل القلب يشتهي أن يتمم آلامه بالموت لينطلق ليكون مع المسيح فذلك أفضل جداً ...
[ إن كانت الشهادة تعني أن نحمل الصليب مع المسيح – نأخذ الصليب بفعل قبول إرادي – وفي حملنا له ، نوحد آلامنا مع آلام المسيح وآلام العالم كله – فعندئذٍ يكون هذا شيء ينبغي أن يقوم به كل مسيحي .
فالجميع هم حاملو الصليب ، الجميع بمعنى ما ، هم شهداء . فسواء دُعينا لنموت خارجياً لأجل المسيح في ساحة الاستشهاد ، أو في غرفة الغاز أو في معسكر السجن . فهذا يتوقف أساساً على عوامل خارجة عن سيطرتنا ، أي يتوقف على الوضع السياسي الذي نعيش تحت حكمة . ولكن ما يتوقف علينا مباشرة ، هو أن نحمل الصليب داخلياً ] (الأسقف كاليستوس وير – عن كتاب الشهداء بذار الكنيسة ص 24و 25)




التعديل الأخير تم بواسطة aymonded ; 01-17-2011 الساعة 01:12 PM
رد مع إقتباس
Sponsored Links