عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
هل يحق لكل كاهن أن يحل أو يربط كيفما شاء - سلطان الحلّ والربط للخطايا في الكنيسة

كُتب : [ 10-18-2008 - 03:02 PM ]


كاهن يربط كيفما سلطان الحلّ celticcrosscxa9.jpg

سلطان الحلّ والربط للخطايا في الكنيسة

كثيراً ما نسمع من كهنة أو بعض الأساقفة كلمة : ( لا حل ولا بركة لك )
والسؤال المطروح من جميع الناس ، هل يحق للكاهن أو الأسقف أن يحلّ ويربط كيفما شاء ووقت ما شاء ، وحسب تقديره الخاص ، أو مزاجه الشخصي ، أو حسب قبوله لبعض ناس أو عدم ارتياحه للبعض الآخر ، كعطية نالها بوضع اليد أو الرسامة ، حسب التسلسل الرسولي !!! وهل يحق له أن لا يغفر لأحد قد أهانه ، أو بسبب خطاياه !!!

كلام خطير ، وسؤال ضروري ، ويتحتم علينا أن لا نضع رأينا الخاص ، أو تصورتنا الشخصية ، بل نضع رأي الكنيسة الجامعة الرسولية ، كنيسة الله الأرثوذكسية وفق التعليم السليم الذي سلمه جيل لجيل ومن زمان لزمان !!!

مقدمة لا بد منها :
+ منذ البدء والكنيسة تعطي الأهمية القصوى لممارسة سلطان مغفرة الخطايا وللطريقة التي تُمارس بها هذا السلطان ، لأن هذا السلطان كان ولا يزال في نظر الكنيسة مرتبطاً بجوهر الإيمان المسيحي ، معتمداً على سلطان المسيح له المجد شخصياً ، وهو القائم من الأموات ومعطي غفراناً أبدياً للجميع ، مُسلِّماً هذا السلطان للرسل وآباء الكنيسة من جيل لجيل ...

فرب المجد قام من الأموات وأبطل سلطان الموت المخفي في داخل الخطية ، وفعل الفساد الذي فيها ، ولنا أن نعلم علم اليقين ، أن السلوك بحسب وصايا الرب يسوع هو علامة المسيحي الحقيقي بعد المعمودية ، أو بعد تسلمه من والدية الإيمان ، أو وعيه على إيمان الكنيسة الحقيقي كما يسلمه معلميها الأتقياء من آباء روحانيين وكهنة وأساقفة ، حسب الدور المنوط بكل واحد فيهم ...

وبتعرفنا على الإيمان وثقتنا في غفران المسيح له المجد ، لا يعني على الإطلاق أن الخطية قد انتهت من العالم بطريقة سحرية ، أو من المؤمنين بمجرد معموديتهم ، بل المؤمنين قد أصبح لهم قوة الغفران الإلهي وعدم تسلط الخطية عليهم ، أن هم احترسوا منها ، ولا يصنعوا تدبيراً للجسد لأجل الشهوات ن بل يلزمنا أن نهرب من الفساد الذي في العالم بالشهوة ، فالهروب من الخطية هو علامة الإيمان الحي والعامل بالمحبة ...

وأن سقط الإنسان – لأي ظرف أو تحت أي بند ، حتى لو هو كان السبب – يقوم وينهض معترفاً بالخطية نادماً عليها متمسكاً بعمل الله ويرفع سلاح الإيمان مرة أخرى ويذكر من أين سقط ويتوب ويعمل الأعمال الأولى ، ويحيا بالمحبة .

الاعتراف بالخطية وأهميته :
لقد رأت الكنيسة المرشدة بالروح القدس ، في مطالبة المسيح له المجد بمغفرة الخطية ، أنها لا تعني التساهل مع الخطية ، أو التغاضي عنها .
بل إن استعداد غفران الخطية لابد أن يقابله لدى المخطئ الاعتراف بها والإقلاع عنها بجدية .
وهذا استلهمته الكنيسة من كلمة ربنا يسوع المسيح للمرأة الخاطئة : " أذهبي ولا تُخطئي أيضاً " ( يو5: 14 ، 8 : 11 ) ، وهي ملازمة ومرتبطة جداً بغفران المسيح له المجد للخطية " وأنا أيضاً لا أُدينك "

فالاستعداد للإقلاع عن الخطية ، بنية عدم الرجوع إليها بكل جدية ، هو الذي يجعل غفران الخطية خبرة حقيقية نتذوقها في حياتنا اليومية ، أي هو الذي يؤدي للنتيجة الحتمية : غفران الله للخطية ...
" إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين و عادل حتى يغفر لنا خطايانا و يطهرنا من كل إثم " (1يو 1 : 9)

مع ملاحظة أن اعترافنا وإقلاعنا عن الخطية ليس ثمناً للغفران ، لأن الغران من دم ابن الله المسفوك وقوة قيامته التي أبطل بها سلطان أوجاع الخطية وقوة الفساد !!!

ومن هنا أتت خدمة الأسقف أو القس ( 2تي4: 1 ؛ تيطس2: 15 ) للتحذير والوعظ للخاطئ لكي ما يُقلع عن الخطية ويتوب عنها ويلتمس مراحم الله ...

ولا يوجد في الكنيسة حدود لمغفرة الخطايا ، طالما أن قرار الغفران هو قرار الله ، وان سلطان المغفرة هو سلطان الله ، ومؤيداً ومٌثبتاً باختبار شركة الحياة المقدسة داخل الكنيسة .

____________________

[ سنكتفي الآن بهذه المقدمة الهامة جداً ، وسنستكمل حديثنا في موضوع آخر تحت عنوان :/ شرعية الحلّ والربط في الكنيسة
وسوف نعرض بعض كتابات الآباء الأعمدة في الكنيسة ونصوص بعض المخطوطات ]

أقبلوا مني كل تقدير بمحبة
النعمة معكم



رد مع إقتباس
Sponsored Links