الموضوع: قضية شائكة (1)
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
قضية شائكة (1)

كُتب : [ 06-28-2007 - 06:47 PM ]


العفة والحب والجسد (1)


قضية العفة شائكة بالنسبة للمشاكل والصعوبات التي تطرحها علينا، وبالنظر إلى التيارات الفكرية والاجتماعية التي تحاول في مجتمعنا أن تتعرض لعفة مستترة أساسها الكبت والحرمان والتربية غير السوية وعدم القدرة على فهم المشاعر وضبط العلاقات ...

فالعفة – لازالت – تُفسرّ تفسيرات مشوهة جداً ، أو فهم خطأ للحرية الشخصية، فنراها تظهر بمظهر التزمت والرجعية، وترتبط بمفاهيم اجتماعية بائدة، وهذا يساعد على وجود جو مُثير للغرائز التي تغذية – في مجتمعنا – الكتب والمجلات والأفلام السينمائية والفيديو كليب والتربية القمعية وقانون العيب الأسري الذي يطلق على آذان الأولاد ، ونرى صعوبة بل واستحالة وجود العفة في حياتنا بل وممكن أن نعتبره درب من الخيال!! لذلك لا بد لنا من أن نبحث هذا الموضوع بصراحة ونحدد معنى الجسد والعفة والحب!!
( وسنتكلم عن الجسد والروح ، مركز الوظيفة الجنسية، الحب الحقيقي، معطيات الحب الإنساني الأصيل، انحرافات الحب، الحب الملتزم، العفة كاستعداد للحب الحقيقي، العفة الحقيقية والعفة الزائفة، تربية العفة، العفة في الزواج، العفة المكرسة )

*مقدمة لا بد منها:

1- العفة ليس لها قيمة في حد ذاتها، إنما تستمد قيمتها من كونها مظهراً من مظاهر المحبة الخالصة الحقيقية الصادقة ، فالعفة في حد ذاتها فضيلة سلبية، فمعنى العفة: (عفّ عن الشيء = امتنع عنه ، العفاف = الامتناع عمّا لا يحسن قولاً أو فعلاً) والمسيحية إيجابية في كل أفعالها وتعاليمها كلها.

والطبيعة الأساسية الغالبة في المسيحية، طبيعة المحبة. والعفة دون المحبة لا تُجدي نفعاً بل وليس لها قيمة: فالعذارى الجاهلات اللواتي تكلّم عنهم الرب يسوع كنّ حافظات للبتولية ولكنهم لم يزينوا مصابيح نفوسهم بزيت الروح القدس زيت المحبة، لذلك لم يدخلوا الملكوت، ملكوت الله الذي هوَّ محبة. والمحبة مظهرها العفة لأن من يحب يختار، وفي الاختيار تخلِ عن أشياء كثيرة، ومن يحب يُخلص، وفي الإخلاص تضحية ونكران الذات.

2- العفة ليست وصية تُفرض على الإنسان من الخارج بصورة اعتباطية سطحية أو شكل من أشكال القداسة للقبول في الكنيسة والمجتمع الذي نعيشه، هذه قداسة مزيفة لا تتعدى الشكل والصورة أمام المجتمع والناس ، أما من الداخل فليس لها أصل ، فالعفة هيَّ حاجة عميقة في الإنسان، تتلاءم مع طبيعته الأساسية وتساعده على تحقيق ملء إنسانيته التي لا تُكتمل إلا في جو من الشركة والعطاء.

3- العفة إذاً، بعكس ما يبدو لنا إذا ألقينا نظرة سطحية للأمور، فالعفة تتفق كلياً وحاجتنا الإنسانية العميقة، أي أننا من الداخل نسعى سعياً صادقاً بشوق ولهفة شديدة إليها، وهذا ليس بغريب عنا، فالطبيعة البشرية أي طبعنا الخاص - وإن شوهته الخطية - فلا نزال نحمل في أعماقنا صورة ذاك الذي أبدعنا على صورته، فالله خلقنا على صورته ومثاله ((نحن صورة الله))، ولا يزال يدفعنا حنين قوي وخفي إلى الله والفردوس المفقود بالسقوط، وكما قال العلامة ترتوليانوس " النفس مسيحية بطبيعتها"

إذن النفس ، مهما ان كانت ، كانت ولا تزال مهيأة لقبول عمل الله الذي أتى به الرب يسوع المسيح الذي تجسد ومات وقام ليُجدد الصورة التي تشوهت بالسقوط منذ القديم ويُعيدنا للحضن الإلهي، حيث يستعيد الإنسان وحدته الممزقة بينه وبين أخيه الإنسان وبينه وبين الله مصدر وجوده وسعادته الحقيقية، فيزول كل ما هوَّ سلبي وتذوب العفة في المحبة وفي فرح لقاء المحبوب ومشاهدته بعين الإيمان والشركة معه بالصلاة والإفخارستيا.


وهبنا الله عمق العفة وقوتها
غنى النعمة ووافر السلام معكم جميعاً يا أحباء ربنا يسوع
وللحديث بقية



رد مع إقتباس
Sponsored Links