[ابانوب وجدى]

دم ضيعه اهله



دخل الى كنيسة السيدة العذراء بالزيتون شاب مثقف درس بمدارس اللغات ويجيد اللغة الانجليزية والفرنسية يشكو من سوء تفاهم حاد بينه وبين افراد اسرته الامر الذى دفعه الى ترك المنزل منذ شهور واردف قائلا : انه تأكد ان وجوده فى البيت امر غير مرغوب فيه وان والديه لا يرحبان بوجوده

فنصحناه ان يعود ويستسمح والديه وان لا غنى له عن رضاء الوالدين
قال: معذرة يا ابى اريد ان اتحمل المسئولية وامارس عملا انجح فيه وهذا هو الطريق لكسب رضاء الوالدين
وطلب ان نعاونه برأس مال بسيط يكون نقطة البدء واستقر رأيه ان يجرب حظه فى بنى سويف فلديه هناك بعض المعارف والاهل فرحبنا بالفكرة وقدمنا له ثياب لائقة ورصيدا من المال كنواة

وبعد شهرين عاد الشاب كاسف البال مر النفس لقد تحطمت اماله فى بنى سويف ويريد ان يعيد الكرة فى المنيا وقدم لنا خطابات لاشخاص معروفين فاسرعنا نمد له يد العون عل وعسى

عاد الشاب مهموما يقول معذرة يا ابى لقد فشلت مرتين فهل تمد لى حبل الصبر وتمنحنى فرصة ثالثة اجرب حظى فى اسوان لاننى متأثر بشخصية الانبا هدرا اسقف اسوان
وبعد رحلة اسوان عاد الشاب ينزف دما لقد عاد من رحلة طويلة لم تكن الرحلة الى بنى سويف او الى المنيا او اسوان كانت الرحلة من المخدرات

لقد ادمن هذا الشاب المخدرات حتى اخذ ينزف دما ولقد حولناه الى احدى المستشفيات واخذنا ننفق عليه فى سعة واعددنا له غذاء خاصا ورعاية كاملة
ولقد وصلنى تقرير من الطبيب المعالج ان الشاب غادر فراش المستشفى ذات يوم وتناول جرعة من هذا السم الاصفر وعاد الى المستشفى فاقد الوعى
وقد عرفنا فيما بعد سر الجفاء بينه وبين اسرته وهى اسرة كريمة انه كلما زار المنزل كان يسطو على اى قطعة ثمينة ثم يبيعها بابخس الاثمان ثم ينفق الثمن فى سبيل الحصول على قطعة من المخدرات ثم يعود وينزف دما
هذا الشاب ضيع نفسه وهذا دم ضيعه اهله فهل يوفقنا الله وننجح فى انقاذه من نفسه ونرده الى اهله ؟ غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله



الضالعون والضائعون



هذه الفتاة كانت شبه غرقى فى بحر متلاطم الامواج كانت اشبه تائهة فى بيداء لاتجد منفذا او بصيص رجاء حدث هذا منذ سنوات كان ابوها تاجرا ثم كسدت تجارته وتراكمت عليه الديون واخذ الدائنون بخناقه فكان يتوارى كلما قرع طارق الباب يهرب من هذا ويختفى من ذاك

وتقول الفتاة انه فى ذات ليلة جلس ابوها مسهدا لم يزر النوم جفنيه اطلاقا وكانت هى قلقة لقلقه وكانت كلما قامت من نومها وجدت اباها على هذا الحال كان يحمل هما كثيرا وقد احنى رأسه من ثقل الايام والافكار

ولم تنسى هذه الليلة ابدا لان اباها غادر البيت فى الصباح ولم يعد ابدا الى البيت وظل الاولاد يترقبون حضوره ويتنسمون اخباره مع كل اشراقة شمس فتبددت امالهم وذهبت احلامهم سدى اما الدائنون فلما عجزوا عن العثور عليه انفضوا تقول ترك الوالد البيت ولم يكن فيه قرشا واحدا ثم تداركتهم عناية الله واحس بهم الخيرون
قلت للفتاة يوما عسى يا ابنتى ان تقع مجلة الكرازة فى يد ابيك وهذا عهد ان تسدد لجنة البر كل ما على ابيك من ديون مهما بلغت لاشىء يساوى بسمة تعلو الوجوه وسعادة تغمر قلوب الابناء بعودة ابيهم