عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
افتراضي سلسلة مصادر شرح الكتاب المقدس (جأ2)

كُتب : [ 07-08-2007 - 03:18 PM ]


ثانياً: طبيعة فكره
1
نستطيع أن نقول – على حد تعبير برييه – كان يهودياً حار الإيمان يُحافظ على كل الشعائر والتقاليد الدينية لشعبه، وكان نشاطه وقفاً – كله تقريباً – على شرح الشريعة.
ويرى ريتشارد باير Richard Baer أن اهتمام فيلون الأول لم يكن إبداع فلسفة جديدة، بل كان تفسير الكتاب المقدس؛ فقد أراد في الأساس صياغة الحقائق الدينية للتوراة في إطار أفضل ما في العصر من مصطلحات وقضايا فلسفية.
لقد كانت مهمة الفلسفة عند فيلون تنحصر في البرهنة على أن حقائق الكتاب المقدس والحقائق الفلسفية متوافقة؛ فمنبعيهما واحد وهوَّ الله (مصدر الحق كله).
وفي ضوء ذلك يُحدد فيلون – كما يرى ريتشارد – معنى الفيلسوف الحقيقي بأنه هوَّ الذي يسير في طريق المعرفة الروحية لله (الحق المطلق)، كما يُحدد معنى الفلسفة الحقيقية بأنها مسعى حماسي لإدراك الحقيقة النهائية لله نفسه، بالإضافة إلى أن هذا الطريق الملكي للفلسفة متماثل في النهاية مع كلمة الله.

على هذا النهج التوفيقي جاء الربط الفيلوني (منهج فيلون) بين الفلسفة والدين،( بين دور الفيلسوف الذي هو المتصوف الساعي إلى إدراك الحقيقة الإلهية وبين رجل الدين الذي يسعى إلى تفسير النص الديني ليكشف عمق الحق الذي فيه ).

ولعل هذا النهج التوفيقي عند فيلون يقوم في الأساس على اعتقاده بأن الحقيقة واحدة، وهو في بحثه عن الحقيقة الواحدة لا يرى فرقاً جوهرياً بين الطريق الديني والطريق الفلسفي و إن كان يعتقد أن الدين هو الأصل وأن الفلسفة ينبغي أن تكون شارحة ومفسرة لهُ !

باختصار فيلون – على حد تعبير يوسف كرم (في كتاب: تاريخ الفلسفة اليونانية ص248) – لا يفصل بين الفلسفة والدين، ولكنه يتخذ من الدين أصلاً ويشرحه بالفلسفة.

2 منهج التأويل الرمزي The Allegorical Method:
المقصود به التفسير الرمزي، وهذا الأسلوب كان شائعاً في عصر فيلون. و لفيلون منهجه الرمزي الذي اختلف عن سابقيه لمن لهم هذا المنهج، وهذا الاختلاف في التزام فيلون في كثير من الأحيان بالمعنى الحرفي (الغير قابل للترميز) ووقوفه عن التمادي في التفسير الرمزي و التزامه بالتقليد. إنما كان استخدامه للتفسير الرمزي في كثير من المواضع حتى يتخلص من صعوبات التفسير الحرفي. وطبعاً كان يهدف في الأساس الدفاع عن العقيدة الموسوية ضد من اتهموها بأنها كتابة أساطير. [ فهو حينما كتب مؤلفاته " كان يُتابع منذ زمن طويل عملاً من أعمال التلفيق، هذا العمل الذي كان يوحد أحداث التوراة و الأساطير الإغريقية "]، ولقد كان اتجاهه العام في شرحه للشريعة هو وضع المعنى الخلقي بإزاء المعنى الحرفي؛ فقد كان يرى في الطقوس الدينية علامات على الشروط الخلقية اللازمة للعبادة، كما كان يرى في تحريم الحيوانات النجسة دلالة على وجوب قمع الشهوات الرديئة.

ولقد حاول فيلون – من جانب آخر – تخليص الشريعة اليهودية من كل طابع سياسي وتحويلها إلى شريعة أخلاقية؛ فقد كان يرى أن كل يهودي أسكندري إنما هوَّ يهودي بالدين فقط وليس يهوديا بالجنسية. كما كان يرى أن كل يهودي بعد التشتت يجب أن يكون مواطناً في البلد الذي يُقيم فيه. ولذلك فلم يكن فيلون ينتقد مطلقاً – من الناحية النظرية على الأقل – أي وضع من الأوضاع التي يمكن أن تكون عليها الحكومة، وكان كل هاجسه هوَّ الرغبة في حكومة قوية إلى درجة تستطيع بها حماية حقوق اليهود.



رد مع إقتباس
Sponsored Links