عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
Baptist الكتاب المقدس والتقليد الأرثوذكسي الحي (1)

كُتب : [ 09-22-2010 - 09:14 AM ]


+ الكتاب المقدس كتاب حي نابض بالحياة ، وليس مستقل بذاته حتى أننا نفهمه على ضوء معرفتنا بألفاظه الحرفية ، وعن طريق عقلية كل واحد فينا وفحصه على ضوء القواميس والفهارس وحدها والعلم الذي استقيناه من الكتب ، والذي تتوقف على فهم واستيعاب كل شخص له القدرة على أن يتأمل ويربط الآيات ببعضها كما يراها مناسبة ليرد بها على كل شك الآخرين ومقاومتهم للكتاب المقدس ، أو حتى ليفسره ويشرحه للآخرين حسب ما يظن أنه صحيحاً !!! ويتوقف على ذكاء كل شخص أو قدراته العقلية !!!


+ الكتاب المقدس كلمة الله النابضة بالحياة ، هو ينبوع الخلاص الذي يروي كل عطش النفس ، وهو مربوط ارتباط وثيق بالكنيسة أي أعضاء ربنا يسوع ، لأن الكتاب المقدس والكنيسة ليسوا مختلفين ، أو منفصلين على الإطلاق ، فلا وجود للعهد الجديد بلا كنيسة ، ولا توجد كنيسة بدون وحي الإنجيل وإعلانه ، والتقليد الكنسي ما هو سوى تطبيق للكتاب المقدس في حياة الكنيسة الواحدة الوحيدة الجامعة الرسولية .

الكتاب المقدس يحيا في التقليد ، وفيه يظهر معناه الحقيقي بكل اتساعه حسب مقاصد الله ، لأن من المستحيل فصل الإنجيل عن حياة الكنيسة ، ومستحيل يوجد تقليد بلا كتاب مقدس ، ولا كتاب مقدس بلا تقليد حي مستمد من الرأس أي ربنا يسوع والعهد الرسولي إلى هذا اليوم الذي نعيش فيه !!!

ونمو الكنيسة بالعقيدة والليتوروجيا يأتي من جذور الإنجيل ذاته ، لأن الرب يسوع أسس الكنيسة في العهد الجديد وأعطاها غنى الأسرار المحيية والشافية ، والرسل بدورهم سلمونا ما استلموه من الرب بكل دقة ، واستمرت الكنيسة تنمو وترتفع بروح الإنجيل في سر التقليد لتبث الروح الواحد بغذاء حي لتشبع كل نفس في سر الجماعة في الإفخارستيا والصلاة الجماعية الدائمة ، لذلك لا يستقيم شرح أو تفسير للكتاب المقدس إلا في شركة الكنيسة في سر الإفخارستيا ، مع شركة القديسين ، لذلك تذكر الكنيسة الآباء في المجمع المقدس لأننا معهم مرتبطين بسر الجسد الواحد !!!

ونرى أن القديس إيريناوس ( إيرينيئوس ) اعتبر أن الهراطقة قد بشروا بآرائهم الخاصة فأفسدوا بذلك " قانون الإيمان " . فلم يكن لهم بشارة خلاصية فعارضوا التقليد واعتبروا ذواتهم أكثر حكمة من شيوخ الكنيسة الروحانيين ومن الرسل أنفسهم !!!

وفي الحقيقة الهراطقة أو أي إنسان يخرج عن التقليد الرسولي المستمد من رب المجد نفسه ، فهو عادة يعتمد على قص ولصق الآيات في ضوء فهمه حتى يلويها ويطوعها ليظهر فكره الخاص ، حسب فهمه هو للأمور بدون احتياجه للكنيسة الجامعة التي سلمت الإيمان من جيل لجيل ، حاسباً نفسه أعلى من روح الله الذي يعمل في الكنيسة منذ العهد الرسولي لهذا اليوم بروح التقوى وسر المحبة ووحدة الجسد الواحد !!!


فمن أخطر ما يكون أننا نفصل الكتاب المقدس عن التقليد ، ونستقل بشرحه ونفصله عن الكنيسة والإفخارستيا والتسليم الرسولي ، ونحوله لشرح مجرد أو للرد على الآخرين بدون إظهار قوة الحياة التي ينبض بها والتي هي حياة النفس ، فتخرج الكلمة نظرية وميتة لأنها لا تُشرح في سر التقوى ومحبة الله التي نعيشها في الكنيسة ونشهد لها لأننا رأينا ولمسنا :
" الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه و لمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة " (1يو 1 : 1)
" الذي رأيناه و سمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا و أما شركتنا نحن فهي مع الآب و مع ابنه يسوع المسيح " (1يو 1 : 3)


فالهدف الحقيقي من كلمة الخبر ، أي كلمة الإنجيل النابضة بالحياة هي أن يكون لنا شركة مع الله ، وشركة مع بعضنا البعض في النور بروح التقوى والمحبة : " إن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض و دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية " (1يو 1 : 7)


إذن الكتاب المقدس ليس بمجرد قراءته وفهمه العقلي المجرد للرد على المقاومين ، أو حتى للخدمة به ، وكأن مجرد الخدمة أو معرفة الرد على الناس أو لكي نلبس الشكل الديني يجعل الضمير مرتاح ونبصر أنفسنا مقبولين عند الله !!!

لكن الكتاب المقدس ليس بفهمه فقط ، بل ما نستمده من حياة فينا ، بما نعيشه ونحياه في سر الكنيسة ، ووحدتنا مع الجماعة برباط السلام والمحبة :
" فاطلب إليكم أنا الأسير في الرب أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم بها .
بكل تواضع و وداعة و بطول أناة محتملين بعضكم بعضا في المحبة .
مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام .
جسد واحد و روح واحد كما دعيتم أيضاً في رجاء دعوتكم الواحد .
رب واحد إيمان واحد معمودية واحدة .
اله و آب واحد للكل الذي على الكل و بالكل و في كلكم . " ( أفسس 4: 1 – 6 )
وعلى ما يبدو أن القديس بولس الرسول في هذه الفقرة وضح السر كله ، سر الكنيسة التي فيها يتجلى الإنجيل كقوة حياة معاشة ، تظهر حياة ربنا يسوع وعمله في القلب بقوة تفوق كل النظريات والأفكار العقلية التي شبعنا منها هذه الأيام ، والتي صورت الإنجيل على أنه مجرد كلمات تقال بلا حياة ...



+ + + وسوف نستكمل الموضوع لنصل للشرح الآبائي الأصيل للكتاب المقدس ، وكيفية فهمة على ضوء التقليد وحياة الروح القدس في كنيسة الله الحية ، لكم مني كل تقدير يا أحباء ربنا يسوع ؛ صلوا من أجلي ؛ النعمة معكم



رد مع إقتباس
Sponsored Links