عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 3 )
elphilasouf
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 15515
تاريخ التسجيل : Feb 2008
مكان الإقامة : ismailia , egypt
عدد المشاركات : 12,328
عدد النقاط : 81

elphilasouf غير متواجد حالياً

رد: تفسير وشرح رسالة يعقوب

كُتب : [ 03-02-2009 - 05:35 PM ]


أية 1 : يَعْقُوبُ، عَبْدُ الله وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، يُهْدِي السَّلاَمَ إِلَى الاِثْنَيْ عَشَرَ سِبْطاً الَّذِينَ فِي الشَّتَاتِ.

عبد : تعنى خادم بلا حقوق، معتمدأً إعتماداً كلياً على سيده فى طاعة كاملة ولم يذكر الرسول نسبه حسب الجسد للرب يسوع بل يدعو نفسه عبداً له. مع أنه كان من حقه أن يقول "يعقوب أخو الرب" وهكذا فعلت العذراء حين قالت "هوذا أنا أمة الرب" بعد أن قال لها الملاك أنها أم الرب.

والعبد كان بحسب الناموس يحصل على حريته بعد سبع سنين عبودية، ولكن إن أحب سيده الذى وجده يعطف عليه يقول لسيده سأستمر عبداً لك بحريتى أنا وزوجتى وأولادى العمر كله فلن أجد من يعطف على مثلك. وبهذا المفهوم يستعبد يعقوب نفسه للرب فليس أحن منه ولا من يعوله سواه. هذا لمن إكتشف شخص الرب فهو بحريته يستعبد نفسه له.

ومن عرف الرب حقيقة سيعرف أن العبودية له تحرر أما العبودية لأى شخص آخر فهى تذل (المال والجنس...الخ)، فمن يستعبد لأى شئ آخر لا يستطيع أن يتحرر منه، أما من يُستعبد للرب فهو حر، وبحريته يستطيع أن يترك الرب وقتما يشاء.

من إكتشف شخص الرب ومحبته يترك له حرية التصرف فى نفسه وزوجته وفى أولاده وفى كل ماله. كيف لا يحب لهذه الدرجة من رأى الآب يفتح أحضانه له كإبن، والإبن يعطيه نفسه على الصليب ويقبله كعروس والروح القدس يجعله هيكلاً يسكن فيه.

فيعقوب احب الرب لدرجة أنه يستعبد نفسه له أى يترك للرب كل التصرف فى حياته وكل ماله. ولكن كم أقرباء بالجسد للمسيح وقد رفضوه وأهانوه (مر3: 21). لذلك فإن إفتخرنا فلا نفتخر بالجسد والقرابة الجسدية بل بعبوديتنا للمسيح (2كو5: 15،16)

عبدالله والرب يسوع = هنا يساوى يعقوب بين الله والرب يسوع

الرب يسوع = الرب فى السبعينية هو يهوة.


أية 2 :- اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَّوِعَةٍ،
تجارب متنوعة = مرض / موت / خسائر مادية / فشل دنيوى / إضطهاد...
وكان المسيحيون حينئذ يعانون من إضطهاد اليهود الذى بدأ بإستشهاد إسطفانوس وهكذا قال السيد المسيح "طوبى للمطرودين من أجل البر".

كل فرح = أى النهاية القصوى للفرح أو عدم تقبل أى شئ غير الفرح فلا مكان سوى للفرح، أى لاشئ يفرحنى سوى ذلك. ولاحظ تطابق هذه الاية الإنجيلية مع طقس الكنيسة. فالكنيسة تصلى بالطقس الفرايحى إبتداء من أول توت، عيد الشهداء حتى عيد الصليب. فالإستشهاد والصليب كله فرح فى طقس الكنيسة.

تقعون = فى اليونانية لا تعنى السقوط أو الدخول فى تجارب وإنما تعنى حلول التجارب وإحاطتها بالإنسان من الخارج مثل رجل وقع بين لصوص. كأن التجارب تحاصر هذا الإنسان من كل ناحية (فى العمل والأسرة والجيران...). فالرسول لا يتكلم عن التجارب التى تنبع من داخل النفس (أى الخطايا) بل التى تحل بنا من الخارج.

ومايدفعنا للفرح أنها شركة صليب مع المسيح، ومن يشترك فى الألم والصليب يشترك معه فى مجده (2كو 6: 9) + (رو8: 17) + (كو1 :24) + (2كو1: 5) + (فى 3: 12).

ياإخوتى = فهم عائلة واحدة، عائلة الله، وكلنا أعضاء فيها، نلنا البنوة والإتحاد بالمسيح فى المعمودية، ورأس العائلة هو المسيح المتألم، مما يجعلنا نقبل الألم فى تسليم بل بكل فرح، لإذ نشترك مع من أحبنا فى ألامه.

وهناك فرق كبير بين التسليم والإستسلام. فالإستسلام هو كمن وقع فى يد أسد فهو يستسلم لأنه غير قادر على المقاومة، أما التسليم فهو أننى أضع حياتى فى يد من يحبنى ولا يصنع لى سوى الخير.
هو إله حنون يخطط لخلاص نفسى وكل مايصنعه هو لهذا الهدف.

لماذا نفرح فى التجارب

1. عادة ما يأتى الشيطان ليهمس فى أذاننا وقت التجارب بأن الله قاسى، لا يحبنا إذ سمح بهذه الألام لنا، ولكن الشيطان كذاب وأبو الكذاب يو8: 44 ولنعلم أن :-

2. الله إستمر فى خلقة العالم ألاف الملايين من السنين ليجد آدم جنة يحيا فيها.

3. الألم دخل للعالم بسبب خطية آدم وليس بسبب قسوة الله "أنا إختطفت لى قضية الموت... وطبعاً إختطفت لى قضية الألم".
4. إذاً الآلم ليس غضب من الله وكراهية وإلا فهل كان الله غاضباً على المسيح وعلى بولس وعلى الطفل أبانوب.

5. قيل عن المسيح أن الله يكمل رئيس خلاصهم بالألام (عب 2: 10) ومن هنا نفهم أن الألم صار وسيلة للكمال. ولكن الألم يكمل المسيح أى ليصير المسيح مثلى فى كل شئ مختبراً الألم، أما الألم لى أنا فيكملنى لأننى ناقص وخاطئ.

6. المسيح جاء ليتألم معى ويشترك معى فى الألم علامة محبة منه. والمسيح كإله قدير "حول العقوبة لى خلاصاً" فصار الألم طريق الكمال وبالتالى طريق السماء. ببساطة صار الألم لإصلاح العيوب التى فى فأكمل.

7. الله إستخدم الألم مع أيوب لينزع من داخله خطية كانت ستحرمه من السماء والله إستخدم الألم مع بولس ليحميه من الكبرياء، حتى لا يسقط فيه.

8. صار الألم (والتجارب) كمشرط الجراح الذى ينزع من داخلنا حب الخطايا والميول المنحرفة، فكل منا تسكن الخطية فيه، لذلك ترك المسيح الألم لنا بعد الفداء (رو 7).

9. الشيطان فى كذبه يستغل معاناتى من الألم ويشتكى الله بأنه قاس، ويخفى عن عينى محبته فى تكوين العالم لأجلى، ولا يذكرنى سوى بالألم.

10. هناك تعليم خاطئ، أن الله يجربنى ليعلم ما فى قلبى !! ولكن هذا خطأ. فالله فاحص القلوب والكلى ولا يحتاج لأن يجربنى حتى يعرف ما فى داخلى. بل هو يسمح بالتجارب لأكمل، فهو صانع خيرات "من تألم فى الجسد كف عن الخطية" (1بط 4: 1)، "وبضيقات كثيرة ينبغى أن ندخل ملكوت الله" (أع 14: 22).
وهذا التعليم الخاطئ كم سبب من ألام لأناس ظنوا أن الله يجربهم ليعرف ما فى قلوبهم.

11. الله له أدوات يكمل بها الإنسان فهو يعطى عطايا مادية وبركات مادية وروحية تفرح الإنسان ويسمح فى نفس الوقت بألام فهى طريق الكمال. وكلاهما (العطايا والألام) هى طريق السماء. فكل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله (رو8 : 28).

12. المشكلة الأساسية هى أننا مولودين بالخطية "بالخطية ولدتنى أمى"، "والخطية ساكنة فى جسدى" (رو 7 : 17) وفى داخلنا عصيان وتمرد على الله. وأشهر إنحراف فى داخلنا هو محبة العالم والتلذذ به ونسيان الله وتركه.
بل تحول العالم بدلاً من أن يكون أداة نحيا بها ليكون إله نسعى وراءه. لذلك فمحبة العالم عداوة لله (يع 4 : 4) صرنا نتعبد للعالم، ولا نعرف طريقاً للذة سوى العالم وشهواته، ولم نعد نعرف أن الله قادر أن يشبعنا ويعطينا لذات روحية تسمو على اللذات العالمية. بل نسينا الله فصارت محبة العالم عداوة لله.

ولذلك سمح الله بالألام أن تستمر... ولكن هل الألام تنقى ؟ حاشا بل التنقية هى بدم المسيح "دم يسوع المسيح إبنه يطهرنا من كل خطية" (1 يو 1 : 7)، "والمتسربلون بثياب بيض فى السماء غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم فى دم الخروف" (رؤ 7 : 14)

باقى تفسير الايه غدااا لنجاوب ع الاسئله التاليه
إذا ما فائدة الضيقة :
لماذا نفرح فى التجارب :
ولكن لماذا لا نتعزى ؟
والحل

غدا..... فتابع

رد مع إقتباس