إن كنت أحب الله لفكرت باستمرار فيه بسرور عميق وكانت كل فكرة بالله تعطيني لذة وسعادة ولكن على العكس فأنا أفكر بصورة دائمة وبحرارة في أمور الدنيا، والتفكير بالله هو مجهود مضاعف بلا لذة أوتشويق،
لو كنت أحب الله لكان الكلام إليه في الصلاة غذائي وسروري، وكان جذبني معه إلى شركة لا تنقطع ولكني بالعكس ليس فقط أني لا أجد في الصلاة أية متعة
، بل أنا أجد أنها مجهود وأنا أكافح بنفور وقد أضعفني الكسل، وأنا مستعد لأن أسارع إلى أي أمر تافه بلا أهمية إن كان فيه تقصير لفترة الصلاة وصرف عنها، ويطير وقتي في مشاغل تافهة ولكني إذ انشغل مع الله وأضع نفسي في حضرته تبدو لي كل ساعة سنة، إن من يحب أحداً يفكر فيه طوال اليوم دون توقف ويتخيل صورته،
يعتني به ولا يغيب المحبوب عن أفكاره في أي من الأحوال أما أنا فأني أكاد لا أخصص حتى ساعة لاستغرقها في ذكر الله،
لألهب قلبي لأجله فيما أنا أبقى بانهماك ثلاثاً وعشرين ساعة في قرابين حارة لأصنام أهوائي. وحتى فيما لو قادني آخرون - بصورة لا إرادية - إلى موضوع روحاني، فأني أسعى بسرعة إلى تغيير مجرى
الحديث بحيث توافق رغباتي، إن بي فضولاً لا يشبع إزاء الطرائف والأحداث السياسية، وأسعى بقوة
إلى ارواء حبي للمعرفة العلمية والفنية، لكن درس ناموس الله ومعرفة الله والإيمان قليلة الجاذبية لي
ولا توافق حاجة في نفسي.
وفي النهاية إن كان مقياس حب الله هو العمل بوصاياه كما قال ربنا يسوع المسيح "إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي" (يو 15:14) فأني لا أقتصر على عدم المعرفة بها، بل أني لا أسعى جاداً إلا قليلاً ها والحق أنه يظهر من هذا بالنتيجة، أني لا أحب الله هذا ما يقوله القديس باسيليوس الكبير: إن الدليل
على أن إنساناً لا يحب الله ومسيحه يكمن في أنه لا يعمل بوصاياه
يا ليتني أعرف كيف أحب الله.
منقول