[ الذي يمتلك حقيقةً تفكيراً حكيماً ، ويوجه دفة حياته على رجاء الخيرات العتيدة ، فإنه عندما يرى أمامه شخصًا مائتاً ، فهو لن يعتبر الموت أنه موت حقًا (أي نهاية كل شيء) ، ولن يحزن على مَنْ يموتون في ظروفٍ مشابهة ؛ لأنه يفكر في الأكاليل التي يمنحها الله .
وإذا كان الزارع لا يأسف ولا يتجهم إذا ما رأى القمح منتشراً في حقله ، هكذا أيضاً البار الذي ينجح في تحقيق مفاخر الفضيلة ويحيا يومياً متطلعاً باشتياق إلى ملكوت الله ، لن يُصاب بالضيق مثل معظم البشر إذا ما أتاه الموت ، ولن ينزعج أو يضطرب لأنه يعرف أن الموت بالنسبة لأولئك الذين عاشوا حياة الفضيلة هو انتقالٌ ورحلة إلى مكان أفضل وحياة أرقى ، وطريقٌ يقود إلى الأكاليل التي يمنحها الله ]
القديس يوحنا ذهبي الفم
النص اليونانى لهذه العظة جاء فى المجلد63 لمجموعة باترولوجيا "مينى": P.g. 63, 801-812
ترجمة : د. جورج عوض إبراهيم
مراجعة : د. نصحي عبد الشهيد
نوفمبر 2004م