عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
Pray01 سرّ أقوله لكم : الصلاة وأعمالنا اليومية

كُتب : [ 12-16-2008 - 08:22 PM ]


الصلاة وأعمالنا اليومية

ساد اعتقاد عند البعض أن الصلاة لا تتفق مع الأعمال اليومية التي تُلبي حاجات الإنسان معتقدين أن الالتزام بالحياة الأبدية يعوقها العمل في وسط هذا العالم ، معتمدين على موقف مريم ومرثا ، فمنهم من فضلت أن تجلس عند قدمي الرب يسوع ومنهم من ظلت تعمل على إطعام الآخرين ، وقد مال معظم الشراح لتفضيل مريم عن مرثا !!!



كان يوجد بين الرهبان في القرون الأولى جماعة تُسمى الميشيليان Messalians وهي سريانية الأصل بمعنى ( جماعة المصلين Praying Ones ) فقد أخذوا آية " صلوا بلا انقطاع " شعاراً لهم ، بمفهوم حرفي إلزامي ، فقالوا :

صلّوا معناها أن تُردد الصلوات سواء كان بصوت عالي أو بالعقل . أما كلمة بلا انقطاع فهي تُفيد عدم القيام بأي عملٍ آخر غير الصلاة .


وقد أدخلوا في وصية الصلاة كل عمل روحي ، مثل القراءة ، ولم يرفضوا الأكل أو النوم ، ولكنهم رفضوا كل الأعمال الخاصة بالجسد والتي هي في العالم ، خصوصاً الأعمال اليدوية ، واعتقدوا أن الله قد شجب العمل اليدوي حينما قال : " أعملوا لا لطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الأبدية " ( يو6: 27 )


وحينما اقتنعوا بذلك شعروا أنهم كمسيحيين كاملين لهم الحق أن يأخذوا احتياجاتهم الضرورية من المسيحيين الآخرين الذين أطلقوا عليهم الأبرار The Just ، ولنا أن نعرف حكمة آباء البرية الذين ردوا على هذا الأمر بموقف في منتهى الروعة كما جاء في كتاب ابوفثجماتا Apophtegmata الذي يحتوي على أقوال الآباء وإلكم هذا الحدث الرائع :

[ حضر أخ إلى دير آبا سلوانس وحينما رأى كل الأخوة ( الرهبان ) في العمل قال للشيخ ( الأب الروحي للرهبان ) لا تعملوا للطعام البائد لأن مريم قد اختارت النصيب الصالح . وعندئذٍ استدعى الشيخ تلميذه وقال له : يا زكريا خذ هذا الأخ وأعطه كتاباً واجعله يسكن في قلاية بمفرده .

ولما جاءت الساعة التاسعة ( الثالثة بعد الظهر ) حيث وقت الأكل ، ومرت أيضاً دون حضور أحد ليقرع على الباب ليقود الضيف للطعام . وعندئذٍ ذهب لكي يتقابل مع الشيخ ويسأله :

* يا أبي هل الإخوة صائمون اليوم ؟

+ فـأجابه الشيخ : لأنك إنسان روحي ولا تحتاج للطعام الجسدي . ولكن لأننا أشخاص جسديين فإننا مضطرون أن نأكل . ولذلك نحن نعمل ونشتغل . ولكن لأنك اخترت النصيب الصالح فإنك تقضي كل وقتك في القراءة ولا رغبة لك في الطعام الجسدي .

* وعندئذٍ ( أعطى ميطانيا ) هذا الأخ للشيخ وطلب منه أن يُسامحه . فغفر له الشيخ وأختتم الدرس بهذه الكلمات :

وهكذا فإن مريم كانت محتاجه إلى مرثا . وبسبب مرثا فإن مريم قد اُمتدحت ]



من هنا يا أحبائي لابد أن نتيقن : أنه لا خلاف بين الصلاة والعمل اليومي من أمور تبدو جسدية ، من ناحية الحرف والصناعات أو حتى الاستذكار ، أو اي عمل جسدي آخر مهما على شأنه او ضعف ، بل العمل هو من يكشف عن وجود الله فينا أو يكشف عن غيابه تماماً . ومن هنا يظهر سرّ الصبر في العمل ، وسرّ احتمال المصاعب الذي أحياناً تفوق احتمال الإنسان العادي ، والإنسان الروحي فعلاً يتمجد الله في يده العاملة ويرتفع فوق هذه الصعوبات متحملاً المشقات بصبر عظيم بل ويجتازها ويتمجد أسم الله في النهاية ...

النعمة معكم




التعديل الأخير تم بواسطة aymonded ; 12-17-2008 الساعة 12:17 AM
رد مع إقتباس
Sponsored Links