عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية dody2885
dody2885
ارثوذكسي مكافح
dody2885 غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 1674
تاريخ التسجيل : Aug 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 110
عدد النقاط : 10
قوة التقييم : dody2885 is on a distinguished road
لنستسلم لإرادة الله في اللحظة الحاضرة

كُتب : [ 11-15-2007 - 12:21 AM ]


لنستسلم لإرادة الله في اللحظة الحاضرة
في التحدي كما في السباقات الرياضية نجد من ينتصر، ومن يستسلم عندما يجد أن لا فائدة من الاستمرار بما هو عليه من وضع لا يقدمه إلى أمام، وفي مثل هذه الحالات قد تكون العاقبة بسيطة، لأن الروح الرياضية هي التي تسود ويكون دائما من هو غالب ومن هو خاسر. لكن في ظروف أخرى فالإستسلام له عواقب وخيمة خاصة في مسألة الحروب؛ حيث لا يتم الاستسلام إلا بشروط المنتصر، هذا إذا سادت الروح الحضارية والتزم جميع الأطراف بالمعاهدات الدولية، أما بخلاف ذلك فإن الاستسلام قد يقود إلى الموت أو القتل والدمار وخسارة كل شيء، التي هي أيضا النتيجة التي يصل إليها الطرف الخاسر لعدم قدرته في المقاومة، فعدم الاستسلام أيضا نتيجته القتل والدمار والموت الحتمي.
لكن العمل مع الله مخالف تماما، فإن كنا نحن البشر لا نرحم بعضنا بعضا بل نتمادى كثيرا لحين يركع منافسنا ونقوم بإذلاله أشد إذلال، لكن ربنا ليس كذلك بل هو الرحوم والغفور والعظيم أسمه الذي لا يرغب بأن يهان أي إنسان أو يذل أو تنتهك حرمته أو كرامته، وإرادته هي أن يكون الإنسان مرفوع القامة، حرا .. مفكرا .. ومبدعا، يحترم القوانين الاجتماعية والإلهية، ليعيش بسلام ومحبة مع كل من هم حواليه، يُكرم من أحسن إليه؛ أباه وأمه، ويحب قريبه كنفسه، ولا يصنع مع قريبه شيئا لا يرضاه لنفسه ويسلك مع الله بسبل مستقيمة، لا يغش ولا يقتل ولا يشتهي شهوة غير مشروعة، يستمع لما قالته الكتب ولما نطق به الأنبياء، بذلك يكون الإنسان الذي يجسد الإرادة الإلهية خيراً لنفسه ولخير كل البشر.
فالعمل بكل ما أشرنا إليه يكون بالمحصلة هو الاستسلام للإرادة الخيّرة التي تسندنا وتقوينا وتكون دائما إلى جنبنا في الأحداث الجسام لتعضدنا في تجاوز المحن، فهي التي تفعل من خلالنا ونحن بخضوعنا لها لن نكون الخاسرين، بل بالعكس لأن العلاقة مع الله ليست مطلقاً كالعلاقة مع البشر، والاستسلام هنا ليس كما يحدث في ممارسات البشر، فمع الله نكون أحراراً حتى لو كنا مستسلمين لإرادته، معه نكون أقوياء .. نكون رحماء .. نكون محبين .. نكون مضحين .. فنكون مع كل ذلك، النور الذي يضيء في ظلمة الحياة حيث تسود كلمة العنف والقتل والدمار والإرهاب في كل مكان.
فما أجمل أن تكون الصورة الإلهية هي التي تؤطر صورتنا، وما أسعدنا عندما نكون قد نلنا رضاه، فالجهد والتعب الأرضي وحتى المعاناة مهما كبرت واشتد أوارها تكون في عمر الزمن لا تذكر أمام السعادة الأبدية وفي الزمن اللامحدود، إننا في استسلامنا للإرادة الإلهية في كل لحظة من عمرنا نكون قد وضعنا الأسس الصحيحة للمسيرة الإنسانية التي نحن أعضاء فيها وربنا يكون بثقل نعمته وقدرته إلى جانبنا يقوينا ويدعمنا.



رد مع إقتباس
Sponsored Links