عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
الله يبغض الشر وليس الإنسان الذي فعل الشر - عمل التوبة وجهاد الإنسان

كُتب : [ 06-01-2008 - 06:09 PM ]


الله يبغض الشر وليس الإنسان الذي فعل الشر - عمل التوبة وجهاد الإنسان

أولاً : هناك حنين وشوق في قلب كل إنسان إلى الله وحياة الخلود
ثانياً : دائماً يسعى الإنسان إلى الله بحنين يشده إليه وإحساس الاحتياج

أحياناً كثيرة ننظر لله بمنظرنا الخاص ونحط قانون من عندنا لطريق الله ، بحيث نشعر بسبب خبرة الشر وما تعلمناه من آباءنا على مر السنين ، أن الله مثل الإنسان بل وأكثر ، ونضع في أفكارنا أنه غضوب ينتقم من الشرير ، ونأتي بآيات تؤيد فكرتنا ونضع الله في مكان غير ما هو عليه بل حسب تصوراتنا الخاصة وما عرفناه من حسابات عقلية حسب قانون الإنسان وفكره الخاص ، مركزين على المفهوم القضائي والدينونة ، ونسقط أحاسيسنا من واقع خبرتنا اليومية المعاشة على الله !!!

ولكن لابد أن نكون فكرة صحيحة عن الله :

الله يبغض الشر وليس الإنسان الذي فعل الشر ، يبغض الشرور وأفعالها المقيتة ولا يمكن أن يبغض الإنسان نفسه !!!
فالإنسان هو موضوع حب الله وشغله الشاغل ، فهو الذي يشرق شمسه على الأشرار والأبرار ويدعو الخاطئ للتوبة ، والسماء تفرح بخاطئ واحد يتوب أكثر من 99 باراً لا يحتاجون إلى توبة ، مع ملحوظة أن الإنسان هو من يجلب الدينونة على نفسه بعناد قلبه وتمسكه بحياة الموت ، وليس الله هو من يفعل ذلك لأنه لا يريد أن محبوبة الإنسان يهلك وينطرح بعيداً عنه .

والإنسان يسير في الطريق الإلهي ويطلب الله ليس على حساب بره الذاتي بل على حساب عطية الله ومحبته المتسعة ، ولكن الإنسان الذي لا يكمل الطريق ظناً منه : أن لما يبقى كويس وقادر أن يعمل أعمال صالحة يستطيع أن يمشي في طريق الله ، هذا هو عينه كبرياء الإنسان وعمل الشرير في إقناع كل إنسان بالمنطق العقلي وهو مقبول عندنا جداً ، وهذه هيَّ عينها سقطة آدم في الفردوس الذي أقنعه الشيطان أنه يصير إله ذاته حينما يأكل من الشجرة مخالفاً وصية الله ....

وأفضل مثل وببساطة شديدة هو مثل : الفريسي والعشار
الفريسي كان قائم بواجبه تماماً وفعلاً على أكمل وجه ظناً منه أن أعماله تؤهله للحياة مع الله بلا ملامة ، وهو مستحق عطايا الله لأن دفع ثمنها من أعماله وبمجهوده الشخصي ؛ والعشار ليس له أي أعمال أو حتى مجهود شخصي أو ما يستطيع أن يقدمه ليأخذ مقابله شيئاً ، بل يلجأ لبرّ الله كي ما يكون كسائه ورداءه الخاص

هكذا كل نفس لا ينبغي أن تعمل عمل كي ما تكون مؤهلة للحياة مع الله بل ليس لها إلا أن تطلب الثوب السماوي أي ثوب النعمة وعمل الروح القدس ؛ لأن ليست أعملنا هي التي تؤهلنا أن نحيا مع الله ؛ بل ما يملئنا به الله ويثمر به فينا أعمال تليق بالتوبة !!! ، لأن الأعمال الصالحة التي تجلب رضا الله هي ثمرة الإيمان والمحبة وعمل الروح القدس في القلب الذي يطيع الوصية ويحيا لله بتلقائية !!!

وعلامة عمل الله في القلب هي حياة التقوى وقوة التوبة وحب الصلاة وطاعة الوصية وعمل المحبة وقوة الإيمان وفرح الرجاء ...

____________
+ وجهاد الإنسان كله أنه يتخلى عن ذاته وكبرياؤه وأنه يعرف أن أعماله كلها لا تؤهله لنعمة الله التي تفوق كل إمكانياته وأعماله ؛ بل الذي يؤهله هو التوبة آي تغيير القلب كفعل نعمة من الله بقوة الروح القدس

وعمل التوبة له شقين :
+ شق سلبي على الإنسان وهو بعده عن الخطية وطلب الله ...
+ شق إيجابي فهو عمل الله بالروح القدس في قلب الإنسان بالتغيير : [ ناظرين الرب بوجه مكشوف كما في مرآة نتغير لتلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح ] وهذا هو عمل الله بالروح القدس في قلب الإنسان أن يغيرنا إلى صورة المسيح الرب !!!

+ وإنكار الذات هو أن يلقي الإنسان نفسه على الله طالباً منه أن يعطيه قوة الموت والصلب معه حتى يموت كليهً عن الشر والفساد ، وعمل الإنسان هنا الصلاة المتواصلة لله وعمل الله أن يذبح الإنسان بقوته ويعطيه موت الصليب كي ما يحيا فيه :
مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ




التعديل الأخير تم بواسطة aymonded ; 02-09-2011 الساعة 05:01 PM
رد مع إقتباس
Sponsored Links