عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
youssefsamier
ارثوذكسي شغال
youssefsamier غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 9373
تاريخ التسجيل : Dec 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 80
عدد النقاط : 21
قوة التقييم : youssefsamier is on a distinguished road
إعداد القادة وأزمة التفكير في الكنيسة القبطية

كُتب : [ 07-08-2010 - 05:28 PM ]


إعداد القادة وأزمة التفكير في الكنيسة القبطية

مشكلة إعداد القادة والكوادر في كنيستنا القبطية من المشاكل الخطيرة التي تهدد مستقبل الكنيسة حيث أصبحنا نعاني من السطحية في كتابتنا وأفكارنا وخدمتنا واسلوب إدارتنا لهذه الخدمة ، وفي احتكاكنا بالشباب الذي يبحث عن إجابات لتساؤلاته وحلول لمشاكله نجدهم قد فقدوا الثقة في كهنتهم وخدامهم ، حيث لا الكاهن دارس ولا الخادم فاهم ، والنتيجة جيل من الشباب الذي لا يعرف شيء عن دينه ولا كتابه المقدس ، وهذه حقيقة لا يستطيع أحد أن ينكرها ، ولذلك لم يكن غريباً أن نجد داخل المنتديات المسيحية الأرثوذكسية على شبكة الإنترنت مقالات لبعض الهراطقة المعاصرين وتعليقات من الأعضاء تمدح في هذه المقالات دون أي وعي من المشرفين على هذه المنتديات أو من أعضائها ، ولكي لا نطيل في المقدمة نتناول الموقف في نقاط محددة ....

1 من هم الذين يخدمون مرحلة ابتدائي ؟

لا يوجد شك في أن مرحلة ابتدائي هي أهم مرحلة لتكوين العقلية الدينية والحياة الروحية لدى الإنسان المسيحي ، فالتعليم فيها كالنقش على الحجر ، والمبادئ التي تلقن فيها تنعكس على أفكار ونفسية المخدوم بقية حياته ويكون من الصعب تغييرها بسهولة ...
ومع أهمية هذه المرحلة نجد أن الكنيسة تترك أطفال ابتدائي ( في إيد شوية عيال بيجروا ورا بعض في حوش الكنيسة !! )
كل طالب جامعة أو أي شخص مستجد في الخدمة عايز يخدم أو عايز " يظهر " في الكنيسة ينزل خدمة ابتدائي وكأن خدمة ابتدائي هي حقل للتجارب وتدريب للخدام !!! وهذا خطر كبير على الكنيسة ...
ونحن نقول أنه لا مانع من أن ينزل طالب الجامعة أو غيره من المستجدين في خدمة مرحلة ابتدائي ولكن مع خادم كبير دارس وفاهم ويجيد التعامل مع الأطفال و تحت إشرافه ، وإلا ستكون النتيجة جيل – بل أجيال - من مرحلة إعدادي وثانوي وبالتالي أجيال من الأسر المسيحية مش فاهمين أي حاجة ، ورافضين للوجود في الكنيسة نحن لا ننكر أن لكل إنسان موهبته فهناك من لا يستطيع القيام بالبحث والدراسة المتعمقة وهذا يكفيه أن يحيا ببساطة الإيمان وبالخبرة الشخصية مع السيد المسيح ، ولكن أن يتحول هذا الشخص إلى محارباً لدراسة العقيدة والعلوم الدينية فهذا هو المرفوض .

هذا غير أننا نعاني من تمركز الدراسات العليا في القاهرة فنحن في اكليريكية الإسكندرية مثلاً لا يوجد عندنا دراسات عليا ويجب علينا الذهاب للقاهرة مما يكلفنا الكثير من الأعباء المالية والوقت والمجهود ( يعني بصراحة بيقفلوا الأبواب في وجوهنا وبيعجزونا) وكل هذا بحجة أنه لا يوجد هنا أساتذة ودكاترة تشرف على الدراسات العليا !! ومن الذي صنع هذا الوضع ؟؟ ما الذي صنع هذا سوي عدم الاهتمام بإعداد القادة والكوادر ؟ ده إحنا وصلنا لدرجة إنه عندما يتوفي مدرس أو يتنحي عن التدريس ولم يوجد بديل لتدريس مادته تلغي هذه المادة !!
نحن نحتاج إلى أسقف مساعد لقداسة البابا للاهتمام بالدراسات العليا والبحث العلمي وشئون الإكليريكيات .

3- ضعف مناهج إعداد الخدام والإكليريكيات :

سألت إحدى الخادمات الحاصلات على دورة إعداد الخدام – متوقعاً الإجابة – من كانت قبل الأخرى العذراء أم حواء ؟ فأجابت على الفور : العدرا طبعاً !!!
ودخلت الكنيسة المرقسية ذات مرة لأجد شباب يصل عددهم لعدد الذين يحضرون محاضرة الأربعاء لسيدنا البابا ، وكانوا إعداد خدام ، فاندهشت إذا كان الشعب كله إعداد خدام فمن سيكون المخدوم ؟! فالمسألة ليست بكثرة العدد حيث تنتشر السطحية بين الغالبية ...
وإن كنا لا نستطيع أن ننكر الجهود التي تبذلها أسقفية الشباب في هذا المجال ومجالات أخري ، إلا أننا نتمنى أن يكون هناك انتقاء لبعض الشخصيات من كل كنيسة وإحاطتها بالرعاية وإعدادها بالمناهج القوية ، من أجل تخريج كوادر قادرة على حمل مسئولية التعليم في الكنيسة .
والوضع في الإكليريكية - على الأقل اكليريكية إسكندرية التي تخرجنا منها وأعرف أوضاعها – لا يقل سوءاً عن الوضع في إعداد الخدام فعدم تخريج كوادر قادرة على العطاء في مجال التعليم الكنسي هو واقع ملموس ، فعدوي طريقة التعليم المصري قد انتقلت للتعليم الكنسي ، فالطالب يحفظ المذكرات ليفرغها في ورقة الامتحان أما عن قدرته على البحث أو حل المشاكل اللاهوتية والكتابية فغير موجودة ، والمهزلة أن هناك من ينجح بالغش وهناك من يكتب الإجابات على تختة الامتحان !! ثم يتخرج حاملاً لقب اكليريكي ثم يسعى للكهنوت ...
ثم أن هناك مناهج يتم تدريسها تشبه مسابقات أتوبيسات الرحلات ولا ترقى بأي حال من الأحوال للمناهج التي تدرّس في الكليات الكاثوليكية والإنجيلية ، وأغلب المواد لا يوجد لها كتب بل عبارة عن مذكرات لا يتم الاحتفاظ بها غالباً بعد الامتحان ...
ومن المهازل التعليمية التي اذكرها انه في بعض المواد كان الذي يقوم بتصحيح الامتحان مجموعة من الخريجين ( ماسكين في
ايديهم نموذج إجابة !! ) وطبعاً لو كان الذي سيُقَيّم فكري اللاهوتي خريج و نموذج إجابة يبقى على التعليم اللاهوتي السلام .
أيها الأخوة يجب أن يتغير هذا الوضع ويجب أن يُفحص المدرس وتُفحص طريقته في التدريس وتُفحص مناهجه وامتحاناته وطريقة تصحيحه ولا يترك الطالب تحت رحمة فكر كل مدرس وتحت سلطة مزاجه الخاص في وضع الامتحانات وطريقة تصحيحها .

4- سياسة عدم الاختلاف وتقييد حرية الفكر :

الكنيسة القبطية ناجحة جداً في تهميش وتحجيم دور كل من يختلف مع الرئاسة الكنسية ، نحن لا نتكلم عن ثوابت الإيمان فالاختلاف فيها هرطقة ، ولكن نتكلم عن طريقة شرح هذا الإيمان وتفسير الكتاب المقدس ، فالكنيسة الكاثوليكية في العالم العربي مثلاً يوجد بها علماء وأقطاب كثيرين في اللاهوت وكل عالم له مدرسته الخاصة في شرح وفهم العقيدة وتفسير الكتاب المقدس ومع ذلك فهي تحافظ على وحدتها ، أما نحن إن كان عندنا عالم كبير وأخطأ ننسى كل علمه ونتناوب في غمره بالتراب حتى يختفي تماماً ( وأيضاً أكرر أنني لا أتكلم عن الأخطاء التي تُخرج الشخص عن الإيمان ) ، فالأب متى المسكين مثلاً لو كان ينتمي للكنيسة الكاثوليكية ما كانت مُنعت كتبه على الإطلاق من المكتبات بالرغم من الأخطاء التي وردت في بعضها ، فكل عالم معرض أن يخطئ لأن الآباء أنفسهم أخطئوا لأنهم اختلفوا مع بعضهم البعض ولا يمكن مع اختلافهم أن يكونوا جميعاً على صواب ...
والأكثر من هذا ... التجرؤ على إصدار أحكام على بعض الأشخاص تُدخلهم أو تُخرجهم من الملكوت ، أو الخدام الجهلاء الذين كانوا يقولون لنا في مدارس الأحد أن أي زواج غير أرثوذكسي يعتبر زنا حتى لو كان زواجاً كاثوليكياً أو بروتستانتياً !!
وبالمناسبة أذكر لكم شيئاً ذكره معلمنا نيافة الأنبا غريغوريوس عن سبب عدم تبادل الأسرار بين الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية ، فقال أنه منذ مجمع خلقيدونية " أمست الكنيستان دائرتين مغلقتين إحداهما عن الأخرى ولا شركة بينهما ، فعمل الروح القدس في داخل كل كنيسة يجعل الأسرار ذات فاعلية في دائرة كل كنيسة على حدة بدون شركة أو اتصال بين الدائرتين أو بين الكنيستين وبلغة الكهرباء التيار سار في كل دائرة ، ولكن غير موصول بين الدائرتين " ( موسوعة الأنبا غريغوريوس ج8 ، ص 126 )
يا سيدي نيافة الأنبا غريغوريوس مادمت تعترف أن الروح القدس يعمل في أسرار الكنيسة الكاثوليكية فكيف لا تقبل الشركة في أسرارهم ؟! فهل الروح العامل عندهم غير الروح الذي يعمل عندنا وهل الكهرباء في الدائرة الأولى غير التي في الثانية ؟! فإن كان الروح القدس نفسه لم يرفض أن يعمل في أسرار الكنيسة الكاثوليكية بالرغم من الحرومات والاختلافات فهل نرفض نحن شركة أسرارهم ؟؟!!
نحن نريد أن نتخلى عن سياسة أنك مادم تتختلف معي فأنت ضدي ، فيجب أن نتعلم أن أكون مختلف معك وهذا لا يمنع أن أحبك
،لأن هذه السياسة تُخرج لنا كنيسة ضعيفة ومجمع مقدس ضعيف حيث يخشى كل شخص أن يخالف الرئاسة الكنسية لئلا يصبح منبوذا ومهمشاً ويظهر كأنه عدو للكنيسة وهذا إن لم يحدث بالكلام لكنه يحدث بالأفعال ، كما حدث مثلاً في تهميش نيافة الأنبا غريغوريوس والأب متى المسكين عن المشاركات والقرارات الكنسية والحوارات المسكونية ، وإن كانا هما لم يخسرا لكن الكنيسة هى التي خسرت علماؤها .
وأخيراً أقول أن إدعاء أي فرد بأنه يملك الصواب المطلق أو الحقيقة المطلقة وأنه يقدم الفهم والشرح السليم هو تأخر فكري رهيب للكنيسة.

5 شعب انفعالي :

من سمات شعبنا القبطي أنه شعب شديد الانفعالية دون فهم ، فهو يصفق لأي كلمة تقال بغض النظر إذا كان يفهم معناها أم لا ، فذات مرة وجدت على أحد المنتديات المسيحية على شبكة الإنترنت موضوع عنوانه " لا توجد توبة للزاني" وكان هذا الموضوع تعليقاٌ على كلام قداسة البابا شنودة بمنع الطرف الزاني من الزواج مرة أخرى ، وطبعاً البابا لم يقل أنه لا توجد توبة للزاني ولكن صاحب الموضوع فهم ذلك وكان فرحان ومبسوط دون أدنى فهم لما يقوله ، وأصبح الشعب يصفق ويزغرد لأي كلمة يقولها البطريرك أو الكاهن في الكنيسة دون أن يفهم معنى ما يقال ومدي صحته من خطأه ، وكثيراً ما نسمع عبارة " هو إنت هتعرف أكتر من أبونا " ، وهذه الظاهرة لا تخص الأقباط فقط ولكنها ملحوظة في معظم الشعب المصري ، فالشعب المصري نصفه لا يعرف القراءة والكتابة والباقي أنصاف متعلمين وقليل جداً مثقفين ، ولذلك أصبح معظم الشعب لا رأي له تقول له " شمال يبقى شمال ويمين يبقى يمين" ، نحن نريد أن يتعلم الشعب كيف يدرس ويبحث ويختلف مع الأخر ويتعلم أن يستقي معلوماته من أكثر من مصدر وأن لا يكرر كلمة " آمين " وراء شخص واحد ، ولا نريد أن يكون هتاف الشعب وتهليله لموضوع معين مقياساً لصحة قضية معينة وإن كان دليلاً على محبته لرؤسائه الدينيين ، إلى أن يصبح الشعب واعياً بالكتاب المقدس وبمبادئه اللاهوتية .

6 هناك من يستحق الإعجاب والتكريم :

ومع هذا كله ينبغي أن نعطي كل ذي حق حقه ، وأن نعترف بأن هناك أساقفة ورهبان في غاية العلم والثقافة والتقوى وهناك كهنة وأساتذة ومعلمين في قمة الاستنارة وعلى مستوى عالي من البحث والدراسة ، ولا نريد أن نذكر أسماء لأن الذاكرة أضيق من أن تحصرهم ، ونحن نتمنى أن يسود في كنيستنا جو المعرفة والثقافة والتقوى وأن ننفتح على الآخر مع اعتزازنا بتراثنا وحفاظنا على إيماننا ، وهذا من أجل مستقبل أفضل لكنيستنا وسط تطورات العالم الصعبة والمتلاحقة .

إكليريكي / يوسف سمير خليل




التعديل الأخير تم بواسطة Team Work® ; 07-10-2010 الساعة 12:03 PM
Sponsored Links