عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 15 )
elphilasouf
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 15515
تاريخ التسجيل : Feb 2008
مكان الإقامة : ismailia , egypt
عدد المشاركات : 12,328
عدد النقاط : 81

elphilasouf غير متواجد حالياً

Rose رد: تفسير وشرح رسالة يعقوب

كُتب : [ 03-09-2009 - 11:39 AM ]


الأيات 16، 17 : - لاَ تَضِلُّوا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ.، كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ.
لا تضلوا = أى لا تصدقوا الهرطقة المنتشرة بأن الله مجرب بالشرور. بل علينا أن ننسب لله كل خير يأتى علينا، فهو صانع خيرات. فهو أبى الأنوار = الأنوار هى كلمة فلكية تشير للكواكب المنيرة. فالله لا يخلق سوى النور، أما الظلمة فالله لم يخلقها بل هى إنعدام النور. والنور هنا إشارة لصلاح الله وخيريته، وأنه المصدر الوحيد لكل نور طبيعى أو أخلاقى. إذا الله ليس مصدراً للشرور ولا يعرف كيف يصنع شراً فى قلب أحد.

وإذا كان الله هو مصدر كل نور وكل صلاح وكل خير، فعلينا أن لا ننسب لأنفسنا أى خير أو صلاح نحن فيه، فكل عطية صالحة مصدرها الله. وهذا ما قاله بولس الرسول " إذا كنت قد أخذت فلماذا تفتخر كأنك لم تأخذ " (1 كو 4 : 7).

وليس عنده تغيير أو ظل دروان = وهذا أيضاً تعبير فلكى. ففى الفلك هناك تغيير ناشىء عن دوران الكواكب، فيحدث ليل ونهار، شتاء وصيف أما الله فلا يتغير أبداً ولا يبدل مشيئته ومخططاته التى هى نور وصلاح دائم. أما الدوران والتردد فهو فينا نحن. الله لا يتغير بمعنى أن إرادته نحونا دائماً مقدسة. لا نرى منه سوى إرادة مقدسة وخير وحب وصلاح وطهارة. إذا لا يعقل أن نرى منه تجارب شريرة. وخلال أشعة محبته المعلنة فى عطاياه الروحية والزمنية يجذب أنظارنا وينير عقولنا فنراه ونحبه.

أية 18 : - شَاءَ فَوَلَدَنَا بِكَلِمَةِ الْحَقِّ لِكَيْ نَكُونَ بَاكُورَةً مِنْ خَلاَئِقِهِ.
شاء = إرادة الله أن الجميع يخلصون (1 تى 2: 4). والله صنع هذا الخلاص أولاً بأنه خلقنا ولما سقطنا فدانا وصرنا نولد ولادة ثانية =

شاء فولدنا بكلمة الحق إن أشرف عطية حازها الإنسان أننا بالرب يسوع كلمة الحق الذى مات عنا بالجسد وقام ووهبنا بروحه القدوس أن نولد لله ولادة جديدة روحية بالمعمودية. فهل بعد كل هذا الحب والإرادة الخيرة نحونا يقول إنسان أن الله مجرب بالشرور.

وبهذه الولادة التى بها نتحد بالرب يسوع (رو 6 : 5) نصير باكورة من خلائقة والباكورة مقدسة لله أى مكرسة له ومخصصة له. إذا فنحن نصيب الله المكرس له. كما كانت الباكورات تقدس للهيكل، هكذا نحن صرنا قدساً للرب. وهذا تم بالمعمودية والميرون. وهذا يعنى أنه طالما صار الجسد مقدساً فليس من حقى أن أخطىء به.

والمسيح هو باكورتنا، ونحن المسيحيين باكورة العالم كله. كان المسيح باكورة إذ قدم قرباناَ وذبيحة، فهل نقبل أن نكون ذبائح حية وقدوة للعالم.

إنتقل الرسول من الحديث عن التجارب الخارجية كمصدر فرح وتطويب للصابرين إلى الجهاد ضد التجارب الداخلية أى التحفظ من الخطية، ثم عناية الله بنا وتقديم كل إمكانية لنا معلناً حبه فيما وهبنا إياه أن نكون أولاداً له... لكن ما موقفنا الآن نحن كأولاد الله... هذا ما يحدثنا عنه الرسول بصورة عملية فيما يأتى. والرسول يستعرض هنا بعض صور التجارب المختلفة :-
1. التسرع فى الكلام.
2. الغضب.
3. النجاسة.
4. خداع النفس.
5. نسيان الكلمة.
6. إنفلات اللسان.
ثم يستعرض العلاج :-
1. الشبع بالإنجيل ليصير مغروساً فى القلب.
2. العمل بالإنجيل وتنفيذ وصاياه الحية.
3. إفتقاد اليتامى والأرامل والتحفظ من الدنس الموجود فى العالم.

أية 19 : - إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعاً فِي الاِسْتِمَاعِ، مُبْطِئاً فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئاً فِي الْغَضَبِ،
هنا نرى وصايا خاصة بالتعامل مع الناس.
مسرعاً فى الإستماع. مبطئاً فى التكلم = هنا يعالج الرسول عيب خطير فى حوارنا مع بعضنا البعض. فنحن لا نعطى فرصة لمن يريد أن يتكلم حتى يعبر عن نفسه، بل نقاطعه لنعلن رأينا نحن، كأن الجميع لا يفهمون شيئاً وأنا وحدى الذى أفهم فهناك من يريد أن يثبت ذاته فى أى حديث ويتكلم كمن لا يوجد غيره.

وهنا نسمع الطريقة الصحيحة للحوار. أن نعطى للمتكلم فرصة كافية ولا نقاطع المتكلم، عموماً من يسمع للناس بهدوء لن يخطئ فى الرد عليهم.

ويقصد ايضاً الرسول أن نستمع لشكوى الناس من ألامهم. فهناك من يتألم ولا يجد من يستمع إليه، فلنستمع لمن يتكلم بوداعة، ونفتح قلوبنا للناس. عموماُ فالذى تعلم من المسيح تجده لا يتكلم كثيراً بل يعمل كثيراً.

ولنبطئ الحديث عن حقائق الإيمان خصوصاً وسط من يعلمون. فمن يتكلم كثيراً يخطئ، ومن يتسرع فى الكلام يخطئ (أم 29: 20). وقال القديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك " كثيراً ما تكلمت وندمت وأما عن الصمت فلم أندم قط ".

حسن للإنسان أن يشهد للحق لكن كثرة الكلام والتسرع فيه يكشفان عن نفس خائرة ضعيفة تخفى ضعفها وراء المظهر. لكن الكتاب يعلمنا أنه " للسكوت وقت وللتكلم وقت (جا3: 7). ومارإسحق يحدثنا عن الصمت بأنه ليس هو عدم الكلام بل إنشغال القلب فى حديث سرى مع الرب يسوع لذلك هناك :-
1. صمت مقدس فيه يصمت الفم ليتكلم القلب مع الله. هذا معنى "صلوا بلا إنقطاع".
2. صمت باطل فيه من يصمت الفم دون أن ينشغل القلب بالله.
3. صمت شرير فيه يصمت الفم وينشغل الداخل بالشر.

والأهم من كل هذا أن نكون مستعدين لسماع كلمات الرب يسوع فى إنجيله. فهل يمكن أن نهرب من إنشغالات العالم، ونخصص كل يوم وقتاً لنسمع فيه كلمة الله ونجلس عند قدميه كما فعلت مريم. ونسمع عظات تتكلم عن المسيح.

مبطئأً فى الغضب = الله طويل الأناة بطئ الغضب، وعلى أولاده أن يتشبهوا به. فهل يستطيع إنسان غضوب أن يبشر ويكون سبباً فى إنتشار إسم المسيح.

أية 20 :- لأَنَّ غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللَّهِ.
الإنسان الغضوب يعطل عمل الله الذى كله بر، سواء مع نفسه أو مع الآخرين وهذا معنى لايصنع بر الله. فهو لا يقدر فى لحظات غضبه أن يقف للصلاة ولا أن يسبح الله كما قال القديس أغسطينوس. بل يسبب أحقاد الآخرين ضد المسيحية. راجع (أم 22 :24+ 29: 22 + 15: 18). عموماً فألتأنى أحسن علاج للغضب.


رد مع إقتباس