عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 19 )
elphilasouf
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 15515
تاريخ التسجيل : Feb 2008
مكان الإقامة : ismailia , egypt
عدد المشاركات : 12,328
عدد النقاط : 81

elphilasouf غير متواجد حالياً

Rose رد: تفسير وشرح رسالة يعقوب

كُتب : [ 03-11-2009 - 04:58 PM ]


أية 25 :- وَلَكِنْ مَنِ اطَّلَعَ عَلَى النَّامُوسِ الْكَامِلِ - نَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ - وَثَبَتَ، وَصَارَ لَيْسَ سَامِعاً نَاسِياً بَلْ عَامِلاً بِالْكَلِمَةِ، فَهَذَا يَكُونُ مَغْبُوطاً فِي عَمَلِهِ.

نظر بتفرس وتأمل وبحث وإجتهاد، ليس كمن ينظر فى مرآة بطريقة سطحية ويمضى وللوقت ينسى ماهو. بل ينظر ويدقق ليرى عيوبه ويستمع للوصايا وينفذها ليصلح من عيوبه.
الناموس الكامل = بالمقارنة مع ناموس موسى الذى كان ناقصاً ولم يصل بأى أحد للكمال، مثلاً كل ما وصل إليه "لا تزن". لذلك جاء المسيح "لا لينقض الناموس بل ليكمل" ويقول من نظر لإمرأة ليشتهيها فقد زنى بها فى قلبه.
ناموس الحرية = بالمقارنة مع ناموس موسى الذى كان مؤد بنا إلى المسيح (غل 3: 24) هو إذن كان للتأديب أى يفرض على ما لا أريد أن أعمله. هو أوامر على من يسمعها أن ينفذها وإلا يعاقب فهو ناموس عبودية. اما ناموس المسيح فهو وصايا مكتوبة بالروح القدس على القلوب، ومن كتبت على قلبه ينفذها عن حب سكبه الروح القدس فى قلبه (رو5: 5) + (يو14: 23) + (أر31: 33) أما ناموس موسى فكان مكتوباً على ألواح حجرية خارج القلب. اما الروح القدس فحول القلب الحجرى إلى قلب لحم (حز 11 : 19). والمحبة التى يسكبها الروح القدس تحول القلب الحجرى إلى قلب لحم فيطيع الوصية لا عن خوف بل عن حرية، حباً فى المسيح، لذلك هو ناموس كامل يخاطب من ولد من الله بطبيعة جديدة تشتمل على رغبات وأشواق بحسب كلمة الله. هذه الولادة ترقى طبيعة الإنسان وتنميها وتكملها. بل أن الإنسان الداخلى فينا والذى هو على صورة المسيح بحريته يختار طريق المسيح فالمسيح داخلنا. وبهذه الطبيعة نعمل الأعمال الصالحة ومشيئة الله ونتشبه به فى صفاته لأننا صرنا أبناءه. لقد حررنا المسيح بقوة الدم من سلطان الخطية ووهبنا حرية الأبناء. بهذا تصير كلمة الله بالنسبة لنا عملية فلا يكون الواحد منا بعد ذلك
سامعاً ناسياً بل كلمة الله ثابته فيه. فى أعماق نفسه الداخلية. هذا العمل يهب لنا عذوبة رغم صعوبة الوصية، إذ نحمل نيرها لا بتذمر كعبيد أذلاء، ولا من أجل المنفعة كأجراء، بل نفرح بها كأبناء يتقبلون وصية أبيهم. ومن هو هكذا أى يفعل هذا العمل يكون مغبوطاً فى عمله هذا.

أية 26 :- إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِيكُمْ يَظُنُّ أَنَّهُ دَيِّنٌ، وَهُوَ لَيْسَ يُلْجِمُ لِسَانَهُ، بَلْ يَخْدَعُ قَلْبَهُ، فَدِيَانَةُ هَذَا بَاطِلَةٌ.
ظهرت هرطقة فى أيام يعقوب، غالباً كانت بسبب فهم خاطئ لرسالة رومية كما قال بطرس الرسول (2بط3: 15، 16). وهذه الهرطقة قالت أنه طالما نحن قد أمنا بالمسيح فلنفعل ما يحلو لنا، وسنناقش هذا فى الإصحاح التالى. ولكن فى هذه الأية والأية التالية يعلمنا الرسول يعقوب أن الإيمان وحده لا يكفى بل يظهر أهمية أعمالنا وأن أعمالنا تظهر نوعية إيماننا. وهنا يقدم يعقوب صورة للتدين الحقيقى والتدين الظاهرى الكاذب.

والله الذى يكشف أعماق القلب يعرف الحقيقة. فالبعض ظنوا أنه لا حاحجة لضبط لسانهم بدعوى أن القلب طيب وأن العبادة بالروح وليس باللسان. والرسول يقول لا فبداية كل شئ هو اللسان وقارن مع إصحاح (3) فاللسان هو الدفة التى تقود السفينة أى الحياة كلها ولكن السيد المسيح يقول من فضلة القلب يتكلم اللسان (مت12: 34).

ولنفهم هذا فلنتصور أن القلب هو خزان يمتلئ بكل ما يوضع فيه عن طريق فتحاته. وفتحات هذا الخزان (العيون /الأذان / اللسان / الأفكار) وتصور معى أنسان كل كلامه بطال (نجاسه مثلاً) فالقلب سيمتلئ نجاسة، ومن فضلة القلب يتكلم اللسان، وحينما يتكلم بكلام نجاسة يزداد القلب إمتلاء بالنجاسة. لذلك نسمع هنا أن من يعمل هذا يخدع قلبه. فمن يتكلم كلام بطال ملأ قلبه كلام بطال.

إذن من لا يضبط لسانه يخدع قلبه فبينما يظن أنه دين إلا أن ديانته باطلة، وقد لوث حياته كلها وقاد السفينة للخطر، لذلك فنحن سوف نعطى حساباً عن كل كلمة بطالة نقولها (بطالة أى فارغة بلا معنى). فالكلام البطال يملأ القلب بكلام بطال فتصير حياتنا باطلة. وكلام التذمر يملأ الحياة مراراً وتصير الحياة كلها فى تصادم مع الله. إذن الكلام البطال خداع للقلب.


والقلب المقصود به ينبوع الأفكار والعين الداخلية المدركة للأمور وموضع الفرح والحزن الداخلى وكل المشاعر والعواطف، وأهداف الإنسان وإتجاهاته وتصميماته (مز 33 : 11) + (إش 6 : 10) + (نش 3 : 11) + (حز 11 : 21). إذن من الواجب أن ألجم لسانى ولا أنطق بأى كلمة لا معنى لها وليس لها هدف مهم بناء. والعكس فمن يعلم نفسه لغة التسبيح والشكر تصبح حياته كلها سلام وفرح.
سأل أخ شيخاً "يا أبى إنى أشتهى أن أحفظ قلبى" فقال له الشيخ "كيف يمكنك أن تحفظ قلبك وفمك الذى هو باب القلب مفتوح سايب".


أية 27 : - اَلدِّيَانَةُ الطَّاهِرَةُ النَّقِيَّةُ عِنْدَ اللَّهِ الآبِ هِيَ هَذِهِ: افْتِقَادُ الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ فِي ضِيقَتِهِمْ، وَحِفْظُ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ بِلاَ دَنَسٍ مِنَ الْعَالَمِ.
الديانة الطاهرة هى... إفتقاد اليتامى = ولم يقل إنها الإيمان أى الإيمان النظرى، أو بعض الممارسات الطقسية دون أعمال. وهذا ليس إستهتاراً بالإيمان لكن كشف للجانب العملى للإيمان وتأكيداً للأعمال المرتبطة بالإيمان. والله أقام نفسه أباً للأيتام وقاضى للأرامل (مز 68 : 5) فمن كانت ديانته طاهرة يلزمه أن يمتثل بأبيه.
إفتقاد = زيارة ومعونة وتعزية.
حفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم = دنس العالم أى عاداته الخاطئة.
ولكى يحدث هذا فلابد من عمل نعمة الله فينا. ولكى تعمل فينا نعمة الله علينا أن نرحم الآخرين (إفتقاد اليتامى) ليرحمنا الله. لذلك هو بدأ بإفتقاد اليتامى والأرامل ثم تحدث عن حفظ الإنسان نفسه بلا دنس. إذن فلنرحم المحتاج حتى لو كان هذا ضد رغبتنا. لنرحم فيما هو قليل فيرحمنا الله فى الكثير. وإذ يحفظ الإنسان نفسه بلا دنس لا يعطى لإبليس أى حق ملكية فيه وبهذا تبقى النفس مقدسة للرب وحده.
ونلاحظ أننا لن نستطيع أن نعمل هذا ولا ذاك سوى بإيمان حى. فالمؤمن الحيقى سيرحم أخوه ولا يبخل عليه. وهو حركة الرحمة ستأتى من الإيمان الداخلى.


رد مع إقتباس