عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
Baptist تابع تعليقات على سفر التكوين المرحلة الأولى [الكتاب الأول: ملحوظة 14 راحة الله] (7)

كُتب : [ 07-09-2011 - 07:48 PM ]


[ الجزء السابع من التعليقات ]
تابع بعض الملاحظات على سفر التكوين – سفر البدايات

بيراشيت = בּֽרֵאשִׁית = Bereshith = في البدء
المرحلة الأولى [ الكتاب الأول : بداية الكون والإنسان ]
تابع الملحوظة [2] معنى بعض الألفاظ الغامضة

ملحوظة 14 واستراح الله - السبت - שׇׁבַת - الراحة
للعودة للجزء العاشر : بعض الملاحظات على سفر التكوين – سفر البدايات
أضغط
هُنــــــــــا



[14] وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل ، فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل . وبارك الله اليوم السابع وقدسه ، لأنه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقاً (تك2: 2و 3) ، نجد هنا كلمة استراح الله ، ولكنها تُحيرنا وتجعلنا نطرح السؤال القائل : هل الله يتعب لكي يستريح ، وما معنى الراحة هُنا ، هل انه كف عن العمل وتوقف وأخذ قسطاً من الراحة في سكون وصمت لا يفعل شيئاً ، مثلما ننام نحن ولا نفعل شيئاً !!!

بالطبع توجد هناك بعض الكلمات في اللغة العبرية تُعبرّ عن الراحة ، مثل كلمة [ דמה - Dmah ] بمعنى ينتهي ، يستريح ، يصمت ، وأيضاً كلمة [ דמם dmm ] بمعنى يثبت ، يبقى بلا حراك ، صامت ... وعموماً توجد كلمات كثيرة تعبر عن الراحة وتأتي بمعنى يثبت في مكانه ، لا يسمع لأنه في حالة صمت للراحة ، يبقى ثابت بلا حراك متوقفاً عن كل شيء ، وهذا بالطبع لا يتفق مع طبيعة الله الذي لا يمكن أن يكف عن أن يعمل وكما قال الرب يسوع نفسه [ ولهذا كان اليهود يطردون يسوع ويطلبون أن يقتلوه لأنه عمل هذا في سبت ، فأجابهم يسوع أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل ] (يو 5 : 17) ...

عموماً نجد أن هذه المعاني [ الراحة ] أتت بألفاظ مختلفة كثيرة عن اللفظة الموجودة في سفر التكوين والتي تعبر عن راحة الله وهي أتت بهذه اللفظة [ שׇׁבַת Sabbat شافات ] ، وهي تعني راحة ، ولكنها ليست راحة بالمعنى العام للكلمة بل تحوي معنى خاصاً جداً يتعلق بجزئين أولاً : راحة الله في أتمام عمله ، وثانياً : راحة الله الموهوبة للإنسان ، والراحة الحقيقية هي في الله ، فالله بارك اليوم السابع بركة خاصة وهو سبتاً مكرساً لراحة ، وهذا يعني أن الله خص ذلك اليوم بنعمة خاصة لخير الإنسان ، لكي يدخل نفس ذات الراحة التي استراح بها الله من جميع عمله الذي عمل خالقاً ، وما هي راحة الله سوى ملكوته الذي أعده لمختاريه حسب تدبيره الأزلي للإنسان قبل تأسيس العالم ، الذي رتب لمختاريه أن يشاركوه في مجده وملكوته : [ أيها الآب أُريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا لينظروا مجدي الذي أعطيتني ، لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم ] (يوحنا17: 24)

فلله راحة حقيقية ليست على مستوى فهم اليهود الذين رأوا الرب يعمل في ذلك اليوم فاعتبروه مخالفاً للناموس مضاداً ليوم الراحة أي السبت ، لأن راحة الله الحقيقية أن يُكمل فينا مشيئته وقصده من خلقتنا ويشركنا مجده وحبه العظيم . لذلك لما عصاه بنو إسرائيل وأقاموا لهم آلهة أخرى غيره أقسم في غضبه أن لا يدخلوا راحته [ لذلك كما يقول الروح القدس اليوم أن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم كما في الإسخاط يوم التجربة في القفر. حيث جربني آباؤكم اختبروني وأبصروا أعمالي أربعين سنة. لذلك مقت ذلك الجيل وقلت أنهم دائما يضلون في قلوبهم ولكنهم لم يعرفوا سبلي. حتى أقسمت في غضبي لن يدخلوا راحتي. أنظروا أيها الإخوة أن لا يكون في أحدكم قلب شرير بعدم إيمان في الارتداد عن الله الحي. بل عظوا أنفسكم كل يوم ما دام الوقت يدعى اليوم لكي لا يُقصى أحد منكم بغرور الخطية. لأننا قد صرنا شركاء المسيح إن تمسكنا ببداءة الثقة ثابتة إلى النهاية. إذ قيل اليوم أن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم كما في الإسخاط. فمن هم الذين إذ سمعوا اسخطوا أليس جميع الذين خرجوا من مصر بواسطة موسى. ومن مقت أربعين سنة أليس الذين أخطأوا الذين جثثهم سقطت في القفر. ولمن اقسم لن يدخلوا راحته إلا للذين لم يطيعوا. فنرى أنهم لم يقدروا أن يدخلوا لعدم الإيمان ] (عبرانيين 3: 7 – 19)

فقد أعطى الله وصية حفظ السبت لليهود رمزاً للراحة الأبدية في ملكوت الله ، ولكن اليهود بالطبع فهموها فرضاً – كما للأسف نحن أيضاً اليوم حينما نفهم وصية الإنجيل وطقس الكنيسة فرضاً – واعتبروها قيداً جعلتهم عبيداً للسبت ، مع أن السبت جُعل لأجل الإنسان وليس الإنسان لأجل السبت (مرقس 2: 27) ، فالسبت كان يعتبر يوم تكريسي لتخصيص العبادة لله الحي ، لذلك نجد عند فيلو العلامة اليهودي مفهوم السبت بأنه اليوم المخصص للدراسة الروحية والعبادة ، وعموماً نجد عند اليهود الأتقياء أن هذا اليوم مميز وينبغي أن يُستعد له حسب الشريعة للتفرغ للعابدة والتكريس لله الحي وتذكر كل أعماله مع شعبه ، وكان يوم السبت يُستعد له بالفرح كعيد ، ويحتفل به في المنزل باعتباره يوم راحة من كل الأعمال والتفرغ لله الحي ، يوم مشاركة في العبادة العامة كل واحد في منزله الخاص مع أسرته . واليوم السابق للسبت كان يُسمى يوم الاستعداد ، حيث ينبغي إعداد كل شيء استعداداً لهذا اليوم العظيم ، وتُعد المصابيح وتُلمَع جيداً لتُضاء بتوهج ، والسبت كان يبدأ عند غروب الشمس من يوم الجمعة ، كما كانت تُضاف وجبه إلى الوجبتين العاديتين ، ويُلبس فيه هذا اليوم أفضل الملابس ، وغالباً ما كان يُدعى الضيوف في هذا اليوم للشركة في الوجبات كاحتفال خاص بذلك اليوم ...

عموماً اليهود ظنوا أن السبت رمزاً لراحتهم المنشودة في امتلاك أرض الميعاد ، ولكن [ لو كان يشوع قد أراحهم لما تكلم (داود) عن يومٍ آخر ، ... إذاً بقيت راحة لشعب الله ] (عبرانيين 4: 8و 9) ، فالراحة الحقيقية التي تكلم عنها القديس بولس الرسول في العبرانيين التي بقيت هي الخلاص من الخطية والانتصار النهائي على الموت ، والحياة الأبدية مع الله وفي الله ، وهي التي أراحنا بها المسيح ، لأننا دخلنا عهد الراحة الحقيقي :
[ تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أُريحكم ... أحلموا نيري عليكم وتعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم ] (متى 11: 28 – 30)

[ لأن الذي دخل لراحته استراح هو أيضاً من أعماله كما الله من أعماله . فلنجتهد أن ندخل تلك الراحة لئلا يسقط أحد في غيرة العصيان هذه عينها ] (عبرانيين 4: 10و 11)


لقد أكمل الرب يسوع فداءنا على الصليب يوم الجمعة واستراح في القبر في اليوم السابع يوم السبت لخلاص الذين قبض عليهم في الجحيم ليدخلهم راحته الحقيقية اليوم الثامن يوم الأحد يوم فجر القيامة المجيد ، وهو اليوم الأول من الأسبوع الجديد ، أسبوع الخليقة الجديدة والحياة الأبدية ، حياة الراحة الأبدية في المسيح يسوع التي لا تنتهي ، والتي ليست من هذا الدهر ، والتي يستريح فيها القديسون من أتعابهم وأعمالهم تتبعهم (رؤية 14: 13) ، وهذه هي راحتنا ...

_____يتبـــــع____




التعديل الأخير تم بواسطة aymonded ; 07-15-2011 الساعة 10:32 AM
رد مع إقتباس
Sponsored Links