الموضوع: القُصر خيبة
عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 2 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القُصر خيبة

كُتب : [ 03-24-2012 - 09:03 AM ]


سلام لنفسك يا محبوب الله الحلو
حينما ينظر الإنسان لنفسه ويركز على نقائصة تتوه منه ذاته ويرى نفسه بعيون الناس الذين حُرموا من الحرية الداخلية ولم يروا أنفسهم في مجد الله الظاهر في الصليب، لأن ليس يوجد أحد يستحق الحياة بسبب سلطان الموت الذي تسلط علينا بالخطية فدخلنا في خبرة الموت التي جعلتنا نُصاب بحول في عيوننا الداخلية فلا نرى مجد الله المخبوء فينا ومجد خلاص الرب الذي صنعه لنا، لأنه أتى من أجل الإنسان المائت الضعيف، واختار المزدرى وغير الموجود، وأحب العشارين والخطاة لا لكي يشجعهم نفسياً ولا لكي يُغير نظرة الناس لهم، ولكن لكي يعطي حياة جديدة بروح القوة والنصح والإرشاد، لأن كل من يقرب من حمل الله رافع خطية العالم ويمتلئ بالروح القدس تتحول حياته كلها من السلبية للإيجابية، لا بقدرة تفكيرة وقناعته بنفسه بالعافية، أنه إنسان كويس وسوي، كما يفعل الناس ويقولون اقنع نفسك أنك إنسان مميز واقبل نفسك عندك، وهذا كلام نظري يزول بزوال المؤثر، فهو حل مؤقت لا يعين النفس سوى ان تضع نفسها في قالب شكلي سيسقط فجأة أمام اي مواجهة مع الناس، قد تطور أو تقصُر...

فالمشكلة في تغيير القلب من الداخل وقوة الإيمان بالمسيح الرب أنه رأسنا الحي الذي منه تنساب النعمة وتفيض في داخلنا وتصير كساءنا الخاص، فزكا العشار كان قصير القامة، وبسبب هذا صعد على شجرة ليرى الرب، ولم يعلم أن الرب أتى إليه على الأخص ورأى اشتياق قلبه قبل صعودة على الشجرة ليراه من وسط الزحام، وصار قديس عظيم مخصص للرب وسكناه فيه، ولم يعد القصر عنده مشكلة ولم نسمع بعد منه أو من غيره كلمة قصير، لأنه وان كان قصير القامة في الجسد صار عظيم القامة جداً في الروح بقوة الله التي سكنته، وهكذا ينتهي أي تعيير من الناس عند الإنسان الذي عنده مشكلة ما من اي نوع، لا لأنه بطل أو لأنه يرى نفسه مميز ويقبلها وانتهى الأمر، بل لأنه رأى نفسه في المسيح، صار حبيبه الخاص فسقط كل ضعف وكل فكر لا يتفق مع حياة الشركة مع الله في المسيح ...

فما أروع أن نُلقي أنفسنا على المسيح الرب بكل ما فينا من عيوب على أي مستوى أو شكل، سواء وراثية أو نفسيه او خَلقية أو أي شيء حتى لو كانت خطايانا، وفي تلك الساعة وبثقة الإيمان الحي تتغير قلوبنا من الداخل وننظر المسيح الرب برؤية إيمان حي فنرتفع بالروح فوق كل ضعف من أي نوع أو شكل، فنفرح لأننا في شركة الثالوث القدوس وهذا هو سرّ غلبتنا ونُصرتنا على كل شيء وفي كل شيء.... فثقتنا لابد من ان تكون في المسيح لا في أنفسنا، وأن نقبل عمل الله فينا بالروح القدس، أي نقبل أنفسنا في المسيح الرب فقط وليس في سواه ... النعمة معك يا أروع أخ حلو محبوب يسوع والقديسين، كن معافي في روح وداعة يسوع آمين