بصبركم تقتنون انفسكم "ونحن نطوب الصابرين.." (يع 5: 11)
القمص يوسف حنا كاهن كنيسة ابو سفين المهندسين
الاربعاء 03 يوليو 2013 - 10:26 صالصبر هو سلعة نادرة في هذه الأيام - والمرادف للصبر هو الاحتمال لا إلى سبع مرات بل سبعين مرة سبع مرات.
لو صبر القاتل على المقتول كان مات لوحده - لأننا جميعا سوف نموت لكن القاتل يتسرع في تنفيذ هذا الأمر - لذلك القانون يحاكم أولئك القتلة.
- لو صبر الزوج على الزوجة لما قتلها - ولو لم يتشاجر المتخاصمون لما مات أحدهم ودخل الثاني إلى السجن..
- لو صبر المريض النفسي على مرضه وتشدد بالإيمان والثقة بالله لما أقدم على الانتحار في بعض الأمراض المزمنة أو المستعصية.
عزيزي أين أنت من الصبر
- دخلت الشيوعية إلى الإتحاد السوفيتي - وصبر المؤمنون لمدة سبعين سنة وانحدرت الشيوعية وعاد الإيمان يرفع رأسه بين ربوع الإتحاد السوفيتي.
- صبر يوسف على زوجة فوطيفار وزوجها (الظالم) لكن الله تحنن عليه وعوض صبره خيرا، فخرج إلى قصر فوطيفار ملك مصر.
ومما يدل على نبل يوسف أنه لم يقدم لا فوطيفار ولا زوجته إلى المحاكمة أو لم يلفق لهم تهم كما يفعل الكثيرون للإنتقام..
- أن أسوار أريحا سقطت بالصبر المصحوب بالإيمان في زمن يشوع بن نون.
- وانشق البحر الأحمر في زمن موسى بالصبر مع اللجاجة في الصلاة - وقفوا انتظروا خلاص الرب.
- لقد انتظر زكريا الكاهن أن يحقق له نسلا حوالي 70 سنة، أما أبونا ابراهيم فتسرع بحسب مشورة سارة لتحقيق نسل بشري بحيلة بشرية جرت له متاعب كثيرة..
- القديسة مونيكا صبرت صبرا مصحوب بالدموع فسمعت أن إبن هذه الدموع لن يهلك - وكان القديس اغسطينوس هو ثمرة هذا الصبر المصحوب بالدموع.
عزيزي أرجوك أن تتعلم فضيلة الصبر لكي تقتني نفسك.. أى تدخر لنفسك مكانة عند الله وفي ملكوته.
أيوب الصديق استطاع بصبره على الضيق والتجربة والألام أن يكون مثالا للصبر للعالم كله - رغم أنه لم يكن من التلاميذ أو الرسل.. بل كان شخصيه استطاعت أن تدرك معنى النظر إلى السماء وإلى فوق - وأن يكون لديها العين الروحية التي تدرك ما لا يدرك وترى ما لا يرى. فكل ما عمله هو أنه سلك كما يصنع خالقه وهو أن لا يؤذي من آساء إليه مهما كان. وكان يدرك أن الذي يسىء إلى الآخرين هو مريض يحتاج إلى شفقة وليس مجرم يحتاج إلى العقاب أو الانتقام.
كان يدرك أيضا أن الذي لا يسامح ولا يغفر، لا يعرف الله، لأن الله يسامح ويدعونا إلى الغفران بعضنا لبعض، فإن لم تغفروا بعضكم لبعض لا يغفر لكم أبوكم السماوي..
احيانا الانسان يصبر على من يحبه ولا يصبر على من لا يرتاح له.. والوصية تدعوك أن تحب الجميع أى تسامح وتغفر للآخرين مهما كان، لأن الجميع هم صورة الله ومثاله. ولا تنسى أن معلمك على الصليب سامح وغفر بقوله "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" لقد غفر لليهود وللرومان ولبيلاطس ولهيرودس.. لقد غفر لمن جدف عليه عبر العصور، فمن يجدف على الابن يغفر له.. وعليك أن تتمثل به لأنه أمرك قائلا "تعلموا مني لأني وديع متواضع القلب" فسر وداعته هو أنه غفر للآخرين وأنه صبر على المسيئين إليه - فإما تابوا بإرادتهم أو هلكوا بإرادتهم..