سلسلة 100 آية للخدام
(2)
"لا تقتنوا .. ولا أحذية" (مت9:10)
هذا العصر الذى تقاس فيه قوة الكنيسة بما تملكه من أبنية وأجهزة ومؤسسات.
نحن نحتفل بعيد كاروزنا يوم 8 مايو. هذا الرسول الذى نقتفى إثر خطواته الأولى فى شوارع الأسكندرية. ماذا لو كان يملك حذاء آخر، كاسراً وصية المسيح؟ هل كان سيذهب لإصلاح حذائه الأول الذى انقطع؟ وبالتالى هل كن سيدخل بإيمانه الجديد إلى قلب ذاك الإسكافى انيانوس وعائلته، باكورة المسيحيين فى أرض مصر؟
لقد كان الحذاء الواحد المقطوع هو المفتاح الذى فتح به الإسكندرية. كان الحذاء ممثلاً ثمرة طاعته المطلقة لوصية المسيح.
آخرون فتحوا بلادنا ولكن بما هو مختلف. أما هو فقد فتحها بقلبه المؤمن أن الله سيتكفل بأمر الحذاء طالما أوصاه بألا يحمل حذاء آخر.
كان مارمرقس يمتلك ماهو أهم من حذاء آخر. كان يمتلك إسم المسيح الذى به شفى يد انيانوس. كان يمتلك قوة الكلمة الشافية لا لجرح فى اليد فقط إنما جرح فى القلب أيضاً.
نحن مدعوون أن نستخدم كل آلة وكل جهاز فى خدمتنا، من أجهزة وأدوات هذا العصر، ولكن دون أن نظن أنها كافية للإنتصار على تحديات روح العالم فى هذا الزمان.
ستظل قوانين الله سارية فى كل العصور. إننا لا نستطيع أن نغلب العالم إلا إذا وضعنا هذه الإمكانيات بين يدى خداماً مؤمنين بقدرة الله فخضعوا لوصاياه، وقد تسلحوا أولاً بالكلمة القوية الشافية.
حتى لو أدى الأمر ألا يملكوا سوى حذاء واحد!!