السلام لكم
قد يعتقد البعض ان دراسة اللاهوت متخصصة لمن هم في مستوى كهنوتي أو من هم لهم القدرة على التفكير والحوار والهدف منه إثبات لاهوت المسيح أو المجادلة مع من ليسوا في الإيمان ، وهذه مغالطة عظيمة ، لأننا لا ندرس اللاهوت لنتفلسف أو نقاوم أحد أو نثبت لأحد اننا على صواب وهو على خطأ ، بل الهدف الحقيقي هو أن نعرف الله وتسري فينا حياته ونعرف كيف نقيم علاقة معه بالصدق والحق ونستوعب سر التجسد والفداء ، ولكي يكون إيماننا إيمان حي كواقع نحياة بكل صدق القلب بكامل المحبة ، واترككم مع مقدمة رسالة القديس كيرلس الكبير الذي يشرح أهمية دراسة اللاهوت :
[ تحية في الرب من كيرلس إلى الأعزاء والمحبوبين القساوسة : أنسطاسيوس ، ألكسندر مارتينيان ، يوحنا ، باريجوريوس وإلى الشماس مكسيموس ، ورؤساء الأديرة وأخوتهم في الحياة الرهبانية من الأرثوذكسيين الثابتين في إيمان الله .
يجب علي أن أستخدم أفضل الكلمات عندما أخاطب محبتكم لأنكم حارين جداً ومثابرين على الدراسة الشاقة ...
وكيف لا نلاحظ وكيف لا نُعجب باشتياقكم إلى علم اللاهوت ورغبتكم في أن تسلكوا طريق الأرثوذكسية لفهم العقائد المقدسة ؟ وكل الذين يفعلون ذلك إنما ينالون حياة بلا نهاية والغبطة مع اليقظة الروحية التي تنمو هنا في حياتنا الأرضية . وهذا ما عبرَّ ربنا يسوع المسيح عندما كان يخاطب الله الآب السماوي بقوله : " هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته ]
( رسالة القديس كيرلس الكبير في شرح قانون الإيمان فقرة 1 )
( وقد نشر النص اليوناني مع الترجمة الإنجليزية في أكسفورد 1983 )