يبدأ اختيار الإنسان بالعودة إلى نفسه عندما يكتشف الزيف والوهم والألوهية الكاذبة التي فيه . وإذا سألنا عن الألوهية الكاذبة يكون جوابنا من عبارة واحدة : وهي أن الإنسان صار شريعة لنفسه واختار الخير وميَّز الشرّ بدون الله ، وبدون شركة ، فوقع في الموت .
كيف جلب الشرُّ الموت الروحي !! ومن بعده الموت الطبيعي ؟
الجواب هو : إن تعدَّي الإنسان الأول حوَّله من كائن حسب الله ، أي حسب صورة الله التي تأخذ كيانها وحريتها وحياتها كلها من الله ، إلى كائن حسب الذات الإنسانية التي خُلقت من العدم ، والتي لا يوجد فيها ينبوع حياة . ولما جفَّت الحياة مات الإنسان روحياً ، وحفظته نعمة الله وحدها من العودة إلى العدم .
رسالة الأب صفرونيوس إلى تلميذه تادرس – المئوية الثانية في التوبة مترجم عن المخطوطة القبطية تحت عنوان
التوبة وعمل الروح القدس في القلب