عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
Smi45 غاية التعليم المسيحي وهدفه الحقيقي

كُتب : [ 09-04-2010 - 07:59 AM ]


للأسف الشديد يظن البعض [ وهم أصبحوا كثيرين اليوم ] أن هدف التعليم المسيحي هو الجدال وإقناع العقل بالمنطق والفلسفة عن وجود الله وطبيعته، ويتم شرح العقيدة على مستوى المعرفة العقلانية وقناعة الفكر البشري الذي دائماً ما يختلف من شخص لآخر وحسب الذكاء العقلي لكل واحد !!!

ففي الحقيقة أن أي تعليم حقيقي وجاد عن الله : له غاية وهدف واضح من خلال الكتاب المقدس وكل كتابات آباء الكنيسة، وهي العبادة الحسنة بالروح والحق بالإيمان والثقة في الله القدوس الحي، الذي يُرى ويُسمع ونتلامس معه وننال منه قوة الحياة، ومهما قلنا وتكلمنا عن الله، فهذا ليس بهدف قائم بذاته، لأن غاية التعليم ليس التكلم عن الله وإقناع العقل أو حتى الآخرين بوجوده وطبيعته وصفاته، لأن غاية التعليم هو شركة في الحياة الإلهية. وهذا واضح من الإنجيل نفسه، لأنه يبشر بالحياة الأبدية : [ لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية (يو 3 : 16) - و هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك و يسوع المسيح الذي أرسلته (يو 17 : 3) - و هذا هو الوعد الذي وعدنا هو به الحياة الأبدية (1يو 2 : 25) - و نعلم أن ابن الله قد جاء و أعطانا بصيرة لنعرف الحق و نحن في الحق في ابنه يسوع المسيح هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية (1يو 5 : 20) - فان الحياة أُظهرت و قد رأينا و نشهد و نخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب و أُظهرت لنا (1يو 1 : 2) ]

ولنا أن نعلم يقيناً أن الإيمان بالآب والابن والروح القدس هو توحيد وشركة وحياة أبدية ، وبالطبع التوحيد ليس على المستوى العددي وبحسب فكر وظن البشر، بل حسب الإعلان الإلهي في يقين الإيمان باستعلان الابن ذاته في القلب ليعلن الثالوث القدوس بالروح القدس سراً، لا بإيضاحات كلامية إنما بروح التقوى والوقار في دائرة المحبة حينما يدخلنا فيها بنفسه فنرى ونبصر وحدانية الله رغم من أننا لا نقدر أن نعبر عنها بدقة إنما نستوعب السر على مستوى الخبرة ورؤية الله حسب قدرته وإعلانه عن ذاته في قلب كل واحد فينا !!!

ويقول الأب صفرونيوس : [
ما هي منفعة الجدل حول طبيعة الله، إذا كان التعليم عن طبيعة الله لا ينتهي بالسجود؟ لأننا نحن المسيحيين ... نعبد الله الواحد الذي لا آخر معه ولا شريك له في جوهره، ونسجد للآب في ابنه الوحيد ربنا يسوع المسيح بنعمة الروح القدس حسب كلمات الرب المُحيية " الله روح والذين يسجدون له، فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا " (يو4: 24). وحسب كلمات الرب نفسه نحن نسجد لمن أعلن عن ذاته في جوهر واحد ولاهوت واحد وربوبية واحدة، وهكذا نحن لا نسجد لإله مجهول، بل لمن أرسل ابنه الوحيد وأنار عقولنا بتجسده ونقلنا من موت الخطية وعبادة الأوثان وحررنا من رباطات العبودية بموته المُحيي بالصليب المكرم، وثبَّت فينا هبة الحياة الأبدية بالقيامة، ثم فتح لنا كنوز حياة الحق بروح الحق المعزي الذي يقودنا نحو حق الله في ابنه يسوع المسيح ويغرس فينا كلمة الحق وشهادة الحق. ] (من رسائل الأب صفرونيوس – الثالوث القدوس توحيد وشركة وحياة – الطبعة الأولى أبريل 2010م؛ من صفحة20 إلى 21)

فهذا هو غاية التعليم الحقيقي
هو معرفة الله، ومعرفة الله تعني استعلانه في داخل القلب بالروح، أي يمتلئ الإنسان من حياة الله كل يوم، إذ ينظر للرب كما في مرآة ويتغير لتلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح فعلياً، فتنطبع صورة الله على النفس وتكتب سيرة يسوع في القلب وينفتح الذهن بالنور الإلهي فيبصر بالإيمان الله ويعكس نوره وسط العالم كله ليتمجد اسمه كل حين !!!

فيا أحبائي الله ليس نظرية تُشرح أو عقيدة معقده في بنودها لا تُفهم، أو جدل لاهوتي وفكري حول طبيعته، أو فلسفة وبنود فكرية وألفاظ صعبة للحفظ والاستذكار، أو وضع نظريات والتكلم عن لاهوت نظري ولا هوت عملي ولاهوت تحريري، الله شخص حي بذاته يعلن نفسه ويعطي حياة أبدية لمن يريد، ويحرر الإنسان من سلطان الخطية ويعتقه من الموت، ويعطيه حياة نصره فعلياً ليرتفع فوق كل ضعف وقصور الجسد بالروح، ويُعطى هذا كله فقط للذين يتوبون ويعودون إليه ليطلبونه إله حي وحضور محيي وقوة شفاء لنفوسهم ...

أقبلوا مني كل تقدير يا أروع إخوة أحباء
النعمة معكم



رد مع إقتباس
Sponsored Links