عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية ريم الخوري
ريم الخوري
ارثوذكسي فضى
ريم الخوري غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 39544
تاريخ التسجيل : Nov 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 3,805
عدد النقاط : 65
قوة التقييم : ريم الخوري will become famous soon enough
Heartcross الافكار ....والخيال

كُتب : [ 05-01-2010 - 03:55 PM ]


من نعم الله على الانسان سعة الخيال وامتداده حتى إلى ما فوق حدود العالم المادي يقول القديس غريغوريوس بالماس ان الخيال هو خريطة الذهن فالفكر البشري يستطيع أن يحيط بكل ما على الأرض ويمتد بجموح خيالة ليتصورالسماء
وقد وهبنا الله هذا الخيال الحي لنتصور به حوادث الماضي لنحيا فيهاونشترك في بركتها ونتعلم من اخطائنا وبذلك نستطيع أن نستمد من حياة المسيح والأنبياءوالقديسين صورا حية نطبعها في حياتنا
فالخيال هو الحاسة السادسة الداخلية التي ترتبط بشكل وثيق بكل الحواس الخارجية لذلك فما قيمة حراسة الحواس الخارجية إن كنا لا نحرس الخيال ايضا
يقول احد الاباء القديسين الخطيئة بالفكر تكون اكثر سهولة منها بالفعل وبالمثل ايضا فان شن حرب حقيقية اكثر صعوبة من البدء بالفكر وذلك لان اعمال الذهن يتم انجازها في لمح البصر وبدون تعب تمام لو قلنا مثلا الملكوت والجحيم أي امر لم يسبق وان رايتة فانك ترسخ تحت ضغط الخيال وتبادر إلى اعطاء الفكرة او العبارة هيئة حسية او صورة في الخيال فينجذب الفكر إلى تصوراتها
اما كيف يمكن للخيال إن يشوش الفكر وذلك
*الانشغال بتاليف مواقف الإنتصار العظمة والوقوف موقف في البر والقداسة ذلك دليلا على كبرياء كامن في النفس وعدم الرضى بالواقع
وهذا ما اوقع الشيطان في كبرياء النفس عندما حاول إن يرفع من نفسه لدرجة التأله في مكانة الله وجوهرة لذلك الشيطان وثيق الصلة بالخيال وكثيرا ما يلجا إلية للإيقاع بالمؤمنين من خلال جذب الأفكار بالخيال

وهكذا نرى أن الفكر فيما يجول فيه من صور ومدخلات من الحواس له أهميةعظمى في الكشف عن العلة الأصلية التي طوحت بالخيال هكذا بعيدا عن الواقع ، سيما إذاكان الفكر كثير التردد في موضوع واحد .
ومن العبث أن نحاول ضبط الفكر بالقوة إذأن ذلك من المحال فالعقل لابد أن يشتغل والفكر لابد أن يمتد طالما في الإنسان نسمةحياة سواء كان في اليقظة أو النوم
إنما العلاج يكون بمعرفة سبب شرود الفكر في الباطل ثم العمل عل قضاء علل الكبت كذلك لابد أن نهيئ مجالا للفكر ليمتد فيه لنشبع من غريزة حب التأمل والخيال ، بأن نتدرب على التأمل واسترجاع حوادث الكتاب المقدس وقصص الآباء كتدريب يومي منظم .
ولكن بالرغم مما يقال وما يعمل لضبط الفكر وخصوصا أثناء الصلاة ، فالحقيقة أنه لايوجد أمام الإنسان لبلوغ الهدوء الداخلي بما فيه السكينة الفكرية إلا طريق واحد :
وهو الحب . الحب المنبثق من الأمانة في الله وتصور جمالة
لأن الطرق الإرادية فقط قد تنجح في السيطرة جزئيا على الأفكار و التصورات ، ولكن يستحيل أن تنجح في ربط الفكر بالله مدام التفكير لا يتعدي سطحية الأمور وتصوراتها الحسية
أما المحبة فعندما تتفجر في القلب نحو الله فهي تحاصر ليس العقل فقط بل وجميع الحواس الأخرى فيصير الإنسان كله فماً يتكلم وأذناًتسمع ولا تعود أية قوة قادرة أن تفصل الإنسان عن وقفة الحب المتكلم والمستمع لله .
ولهذا فإن استعداد المحب للبذل وإنكاره ذاته هو أقوى درع يحمي الإنسان من كل المفاجآت والتهديدات والمقلقات التي تعتبر أشد العوامل المشتتة للفكر أثناء الصلاة والخدمة
.
وفيما يلي بعض أقوال الآباء في ضبط الفكر :
اسحق السرياني :
-
لاتطلب في البدء أن تكون صلاتك بلا تشتت فتتوقف عن الصلاة حتى تنقي أفكارك بل داوم على الصلاة ومن كثرة المداومة والتعب في الصلاة تنتقى أفكارك.
-
إذا صممت أن لا تصلي حتى تبتعد عنك الأفكار فلن تصلي أبدا لأن الأفكار تضعف وتتلاشى من كثرةالصلاة ذاتها ، ومن يطلب الكمال من قبل التعب والعمل لن ينال شيئا.
-
حينمايكون عقلك مشتتا توافقه في هذه الأوقات كثرة القراءة بفهم ، ولكن ليست كل الكتب تنفع لتركيز العقل .
-
بقدر الإمكان أكرم القراءة أكثر من الصلاة لأنها سوف توصلك إلى الصلاة النقية التي بلا طياشة
الأب يوحنا الدرجي :
-
داوم الجهاد مع الفكر وكلما شرد منك هناوهناك رده واجمعه والله لايتطلب من الذين لا زالوا تحت الطاعة أن يقدموا صلاة خاليةمن كل شرود أو تردد فلا تيأس حينما ينخطف منك الفكر ويشرد بعيدا بل اثبت هادئاواستدعه بإلحاح ليعود إلى ذاته أما انتباه العقل التام الذي لاينقطع قط عن تمجيدالله فهو يليق بالملائكة .
-
كما أنه يكون مرفوضا عند الملك الأرضي من يكون واقفا بحضرته ويحول وجهه عنه ليتحدث مع أعدائه ، هكذاربنا يرفض من يكون واقفا في صلاته وهو منهمك بافكار خبيثة .
الأب يوحنا كاسيان :
-
هل تريد أن تنهي قانون صلاتك عاجلا لكي تعطي جسدك راحة ؟
صل بحرارة فتنام في أعظم حالة من راحةوسلامة الضمير وهدوء وصحة
لاتتسرع وتتلو صلاتك كيفما اتفق ، فنصف ساعة صلاةتعطيك الليل كله نوما هادئا جميلا .
-
هل تتسرع لكي تلحق بمواعيد عملك أو خدمتك؟
استيقظ مبكرا قليلا ولا تتمادى في نومك واعط فسحة لصلاة طويلة قبل عملك فتحصل على نشاط وسلام في عملك جميعه .
-
هل يلح قلبك عليك لتترك الصلاة من أجل أمر عالمي باطل ؟
أقمعه وسد عليه ولاتجعل كنزك في الأرضيات واصرف اهتمامك كله فيماسيدوم ويبقى لك في السماء .
أثناء تلاوة صلاتك يقف العدو ليعض على كلماتك حتى تخرج محرفة أو مغلوطة إنتبه وقل هذا : (قوة المخلص في كل كلمة وفي كل صوت(
باسيليوس الكبير :
-
سئل القديس باسيليوس الكبير كيف يستطيع الإنسان وقت الصلاةأن لاتتشتت أفكاره ؟ أجاب :
إذا تيقن أن الله دائما في كل مكان وأنه أمام عينيه، وكما لوكان واقفا قدام ملك أرضي ولا يجرو أن يميل بنظره إلى أحد غيره ويكلمه فيحضرته بل يبقى ناظرا إلى جهته منصتا لما عساه يقوله له هكذا أمام الله لأنه فاحصالقلوب فواجب أن لايميل الإنسان بفكر قلبه عنه إلى شيئ آخر .

وأخيرا علينا أن نذكر أنه يستحيل علينا أن نقوم بالأعمال الصالحة دون جهاد لأنه منذ أن سقطنا في الخطيئة بإرادتنا صار ملكوت الله ليس سهلا إنما يغصب بالتعب والغاصبون يختطفونه بشدة


ملخص جزء من كتاب
نصائح وارشادات روحية
في حفظ الحواس الخمس




التعديل الأخير تم بواسطة ريم الخوري ; 05-01-2010 الساعة 10:21 PM
رد مع إقتباس
Sponsored Links