الجزر اليتيمة
بقلم بنت السريان
سعاد اسطيفان
أحببتُ الكلمة وعانقتها
تفاعلتُ مع كينونتها
وحِكْتُ من نبض حروفها
جلبابا إتّشحتُ به
واعتليتُ منبر الشعر والأدب
نكرني أدباء اللغة
وأهملني الشعراء
ما بين الوزن والقافية
لملمتُ أشلائي المهانة
ودخلتُ صومعتي
أرتّق أوراقي العتيقة
وأجمعُ قصاصات
قصائدي الجريحة
تلك التي
من سعير قلبها
بكتْ ,بين يديّ شاكية
ملأتُ كأسي من دموعها
شربته حتّى الثمالة
وكسرتُ الكأس
أمهلتها قليلا
وقد عقد لساني الصمت
حملتُ أوراقي الصفراء
أجول بين الجزر اليتيمة
خافق الأحشاء
فرشتُ قصاصات قصائدي
على رمال شواطئها
مطأطأ الرأس
وبعمق أحاكي السماء
هاجتْ بي الأشجان
ودبّت حرارة في بدني
لم أعهدها من قبل
باغتتني عاصفةٌ
حملتْ ماتبقى من أوراقي
نثرت قصاصاتها
في الفضاء
توجّع قلبي
وبكيت
لقد أضعتُ كل َّ شيء
وقصائدي
ذهبت أدراج الرياح
وفي زحمة ذهولي
سرتْ في الجوِّأنغامٌ
تهادت كقطرات الندى
فوق أشجار السنديان
تسربلت كلٌّ منها بنشوة
وشرعت ْ
تتغنّى وتبعث اللحن بلسماّ
على أوتار شقّ صداها
لحف الغمام
اهتزّت لها الأطيار
وتراقصت أمواج الأثير
ترشق قلوب
الشعراء والأدباء
بنفحات من حروف قصائدي
تلك التي حملتها الرياح
تحدثهم وتتغنّى بأهزوجةً
يسمع صداها
من هم وراء البحار