سلام المسيح ليكم يا اصحابي سلسله
صوره مع حكايه للتلوين
والنهارده القصه عن
القديس يوحنا ذهبي الفم
لتحميل الصوره بحجم اكبر
اضغط هنا
القديس البابا يوحنا ذهبى الفم (يوحنا فم الذهب) ، بطريرك القسطنطينية الذى يوصف بذهبى الفم لشدة ذكائه وعلمه وقوة عظاته وتعليمه . ولد بين سنة 345 _ 349 م. ثم حدث أن توفى والده بعد مولده. ولما كانت والدته أنثوزا على إيمان عميق جداً. وكانت فى سن العشرين ففضلت البقاء أرملة مع ابنتها وإبنها فلم تتزوج. ثم ماتت الابنة بعد فترة من الزمن، فنذرت أنثوزا نفسها لتربية ابنها يوحنا .
وعاشت أنثوزا أرملة تخدم ابنها والنساء الأرامل وقضت حياتها بينهنَّ كما كانت تقضى إحتياج الفقراء منهن لأنها كانت ذات ثروة واسعة. كما إهتمت بتربية ولدها على الأخلاق الحسنة منذ حداثته ، فتعلم الفضائل المسيحية منها ، أما تعليمه العلوم العالمية فى ذلك الوقت فقد كانت العادة جارية بين أغنياء أنطاكيا أن يودعوا اولادهم إلى معلمين وثنيين. فشغف يوحنا بأشعار الأقدمين. ولشدة وَلعه بايقاع الأصوات والأشعار ملأ ذاكرته من أشعار اليونانيين وأقاصيصهم. ولما رأى الفيلسوف ليبانيوس الوثنى تضحية أنثوزا Anthusa أم يوحنا ذهبى الفم لتنشأته طبقاً لتعاليم المسيحية فغرست فيه أصول الفضائل أرضعته لبن الإيمان منذ نعومة أظافرة ، إنكب على دراسة الكتاب المقدس مارس الأصوام والصلوات حينئذ فلم يخفى الفيلسوف ليبانيوس إنبهاره بتربيتها لأبنها فصاح متعجباً قائلاً: ” يا لنساء المسيحيين “.
وبعد أن اتم يوحنا تعليمه في مدرسة الفليسوف ليبانيوس، أصبح محامياً بارعاً، رافضاً الرشوة، ومدافعاً عن الحق وطالباً للعدالة .
وأراد يوحنا أن يخرج للصحراء للرهبنة و الصلاة. إلا أن أمه طلبت منه أن يؤجل هذا حتى ترقد بالرب إذ لم يكن لها معيل غيره. فرضخ لطلبها.
فلما توفيت (أنثوسا) أمه,رأي (يوحنا) أن يغادر العالم نهائيا إلي حياة النسك والوحدة,فاعتزل في دير (كاسوس) علي إحدي الروابي المحيطة بأنطاكية,منصرفا إلي الصلاة والدرس والعمل اليدوي لمدة أربع سنوات,فأحبه الرهبان,وأرادوه رئيسا عليهم,فلم يقبل,وهرب منزويا في مغارة منفردا.
ورآه راهب عابد حبيس اسمه أنسوسينوس,في أحدي الليالي,وقد دخل عليه الرسولان بطرس ويوحنا,فتقدم الرسول يوحنا ودفع إلي ذهبي الفم إنجيلا,وقال له:لا تخف:من ربطته يكون مربوطا,ومن حللته يكون محلولا,ففهم الشيخ الحبيس من هذه الرؤيا,أن ذهبي الفم سيصير راعيا أمينا. ومع أن ذهبي الفم كان في بدء حياته الرهبانية متخوفا من نفسه ومن عدم قدرته علي ممارسة النسك,إلا أنه بعد قليل تمرس بحياة النسك,وأحب الحياة الرهبانية حبا كاملا,واعتبرها هي الحياة المسيحية المثلي,وأخذ يتغني بنعيمها وجمال التعزيات الإلهية فيها.
ويبدو أن صحته ضعفت,فنزل إلي أنطاكية للعلاج,فرآه البطريرك (ملاتيوس),فتعلق به ورسمه شماسا كاملا في درجة (دياكون) ووكل إليه مهمة الوعظ,وظل كذلك لمدة خمس سنوات,حتي رسمه البطريرك (فلافيانوس) الذي جاء بعد ملاتيوس,قسيسا.
وكانت أنطاكية مدينة المدنية الإغريقية,ومركزا للثقافة العالية,وكان أهلها يتمتعون بالرخاء والغني,وكان فيها الكثير من الأندية والمسارح والملاهي,فأخذ يوحنا ذهبي الفم يقاوم شرور عصره,ويعظ ويعلم ويرشد,منددا بالخلاعة والفجور,داعيا إلي حياة القداسة,والصدوف عن اللذات,العزوف عن الشهوات,فأقبل علي مواعظه الدسمة الكثيرون من الشعب,وأحبوه وتعلقوا به,وجعل يشرح أسفار الكتاب المقدس مستخرجا منها المعاني الروحية بفصاحته المعهودة وبلاغته المأثورة.ومع ذلك كان الأغنياء يبغضونه لتبكيته لهم علي قساوة قلوبهم.
وتقدم يوحنا ذهبي الفم,ونما في الفضيلة والمعرفة,ملتهبا غيرة وقداسة وروحانية,وزانه الكهنوت,ورفعه علما علي رابية عالية في كل ما ينبغي أن يتحلي به الكاهن القديس من أمانة لسيده المسيح,واشتدت مواعظه حرارة وقوة,وازدادت نقاوة. واحبه الناس وظل قسيسا يعظ ويعلم في أنطاكية لمدة اثنتي عشرة سنة.
نتيجة مرسوم إمبراطوري بفرض ضرائب إضافية اهتاج الشعب في إنطاكية وحطم كثيرا من تماثيل الأسرة الحاكمة الأمر الذي كان يعاقب عليه بالموت. يوحنا برز في هذه المحنة كبطل محام عن الشعب ورافع لمعنوياته إذ وقف إلى جانب المؤمنين حتى تبددت هذه السحابة الثقيلة التي كانت قد جثمت على صدورهم لأسابيع طوال. . لقد تجلت في هذه الظروف الصعبة مقدرته على الوعظ والتهدئة والإرشاد كما وأقنع البطريرك فلابيانوس بطريرك أنطاكية بأن يسافر إلى القسطنطينية لجلب العفو عن الشعب بعد ان كان قد زوده بالكلمات التي سيقولها في حضرة الإمبراطور ليحنن قلبه ويستعطفه. وبقي يوحنا في انطاكية يقوي الشعب ويعزيهم ويزرع في نفوسهم الأمل حتى عاد البطريرك مع الإعفاء ولكن هذه الأزمة أنهكت يوحنا وجعلته يلازم الفراش طويلا.
وذاع اسمه,وعلا نجمه,وبلغ صيته مسامع الإمبراطور وبلاطه في القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية الرومانية الشرقية,بينما كان يوحنا لايزال قسيسا في أنطاكية,وتمناه أهل القسطنطينية أن يكون كاهنهم وراعيهم.
فلما رقد في الرب (نكتاريوس) بطريرك القسطنطينية (381-397) رأي الإمبراطور (أركاديوس) (377-408) وكل الشعب معه اختيار ذهبي الفم خلفا للبطريرك الراحل.ولما كانوا يعلمون بزهد الرجل عن قبول مثل هذا المنصب العالي,ورهبته من تحمل هذه المسئولية الثقيلة,فضلا عن تعلق الشعب الأنطاكي به,لجأوا إلي حيلة ماكرة:ذلك أن الإمبراطور أرسل إلي (إستيريوس) قائد جيوش الشرق رسلا,وطلب أن يأتوه بيوحنا,فذهب إليه قائد الجيوش,ولم يعلمه بالأمر,لكنه استدرجه لزيارة ضريح أحد الشهداء خارج أنطاكية,وهناك وجد الذهبي فمه رسل الإمبراطور الذين حملوه قهرا في المركبة الملكية إلي العاصمة,فلم يجد يوحنا مفرا من النزول علي رغبة الإمبراطور والوزراء والإكليروس والشعب القسطنطيني,في البقاء.
وفي يوم الأحد الموافق 26 السادس والعشرين من شهر فبراير لسنة 398,وضع الأنبا ثيئوفيلوس بابا الإسكندرية الثالث والعشرون يده الرسولية عليه,ومعه سائر أساقفة الكرسي القسطنطيني لسيامته بطريركا ورئيسا لأساقفة القسطنطينية.كان يكره أن يكون في موقع سلطة بات الآن في سدة السلطة الأولى. ذاك الذي كان يكره الترف وجد نفسه محاطا بمظاهر الفخامة وسكن قصرا. ذاك الذي كان نصير الفقراء وراعيهم وجد نفسه محاطا بالأغنياء وعلية القوم. فماذا كان يمكن أن تكون النتيجة؟ صراع مرير وسيرة واستشهاد. فهو ما لبث أن حمل على حياة البذخ والترف وتقوى الأغنياء المصطنعة المرائية. وقد التزم الفقر الإنجيلي وأخذ يزيل معالم الترف من المقر الأسقفي. باع ما كان داخله وحول الأموال لبناء المستشفيات ومضافات الغرباء ومآوٍ للفقراء. ولما كان الذهبي الفم رجل الله، وخادم المسيح بالحقيقة، وكان يفهم مهمته البطريركية جيدا، ولم ينحرف عن هذا الفهم متمثلا بسميه القديس يوحنا المعمدان الذي ظل طوال حياته أمينا لرسالته حريصا علي أن يقنع لنفسه بدور صديق العريس، ولم يطمع في أن يختار العروس لشخصه، لذلك كان على ذهبي الفم أن يختار الاختيار الصعب: أن يكون كسيده المسيح إلي جانب الفقير واليتيم والمظلوم وقد كلفه ذلك ثمنا باهظا. فكان عليه أن يقف ضد الملك والإمبراطورة الطاغية الظالمة المستبدة، وكل أجهزة المملكة وسطوتها وقدرتها الساحقة…وهذه المواجهة لم تتأخر ومما سرع فيها تصرفاته وعظاته التي أدت إلى تباين المواقف بشأنه وكثر الحاسدون له والمنافقون ضده وخاصة بين صفوف الأغنياء وجماعة القصر الملكي وهذا اثر كثيرا على علاقة يوحنا بهم وخاصة علاقته بالإمبراطورة افدوكسيا التي في أول مرة وافقت على نفيه هز المدينة زلزالا جعلها تشعر بأن الله غاضب عليها فأقنعت زوجها الإمبراطور باستعادة يوحنا.
أمضى وقتا طويلا في أعمال الإحسان ونظم و المحبة وخدمة المستشفيات والملاجئ وكان يقول: “لا أحد سيبقى وثنيا إذا كنا مسيحيين حقا”.
له الكثير من الكتب والعظات والمقولات الرائعة ولم يهتم قديسنا بمواضيع مجردة بل حاول تركيز تعليمه على التجربة الفعلية والعملية ليكون حيا فاعلا طالما هو موجه لأناس أحياء. هدفه الأساسي كان أن يعلم المحبة بالإضافة للنزاهة والمسؤولية. كلامه كان بسلطة وسلطته كانت مستندة على إيمانه. كان يؤكد أن التحول الشخصي للإنسان يتم من خلال قوة الروح الفاعلة بمحبة. وهذه هي المحبة التي أبقت الذهبي الفم مع قطيعه.
كان بالمدينة ساحة فسيحة بجوار كنيسة أجيا صوفيا، أقيم فيها تمثال من الفضة للملكة اوذوكسيا، وحدث يوم تركيبه أن قام بعض العامة بالألعاب المجونية والرقص الخليع، ودفعهم تيار اللهو إلى الفجور والأثم. فغار القديس يوحنا على الفضيلة التى امتهنت وانبري فى عظاته يقبح هذه الأعمال بشجاعة نادرة. فانتهز أعداؤه غيرته هذه ووشوا به لدي الملكة التى سبق لها ان نفته مرة من قبل وقالوا لها بأنه قال عنها” قد قامت هيروديا ورقصت وطلبت رأس يوحنا المعمدان على طبق” فكانت هذه الوشاية الدنيئة سببا قويا لدى الملكة للحكم عليه بالنفي، والتشديد على الجند الموكلين بحراسته بعدم توفير الراحة له فى سفره. فكانوا يسرعون به من مكان إلى أخر حتى انتهى بهم السفر إلى بلدة يقال لها (كومانا) وهناك ساءت صحته وتنيح بسلام سنة 407 ميلادية. تم
هذه الخدمه منقوله من موسوعه صور القدسين للتلوين
ربنا يبارك خدمتهم