أقوال الآباء عن الصليب
القديس أثناسيوس الرسولي:
[إن كان موت الرب قد صار كفَّارةً عن الجميع، وبموته نقض حائط السياج المتوسط، وصارت الدعوة لجميع الأُمم؛ فكيف كان مُمكناً أن يدعونا إليه لو لم يُصلَب؟ لأنه لا يمكن أن يموت إنسان وهو باسط ذراعيه إلاَّ على الصليب. لهذا لاق بالرب أن يحتمل هذا الموت ويبسط يديه؛ حتى باليد الواحدة يجتذب الشعب القديم، وبالأخرى يجتذب الذين هم من الأُمم، ويُوحِّد الاثنين في شخصه. فإنَّ هذا هو ما قاله بنفسه، مُشيراً إلى أية ميتة كان مزمعاً أن يفدي بها الجميع: «وأنا إن ارتفعت عن الأرض، أجذب إليَّ الجميع» (يو 12: 32)
(القديس غريغوريوس النيصي)
[الصليب ينبثق من نقطة واحدة نحو أربع جهات، لأن عليه تمدَّد مَن جمع كل شيء في نفسه: كل ما هو فوق، وما هو تحت، وما هو ممتدٌّ على جانبيه... فكل الخليقة تتطلَّع إليه وتلتصق وتتوافق معاً بواسطته... الخليقة العُليا تلتحم بالسُّفلَى وبنفسها. وهكذا ينطق بولس الرسول مُعلِّماً أهل أفسس أسرار المعرفة: «حتى تستطيعوا أن تُدركوا مع جميع القدِّيسين، ما هو العرض والطول والعمق والعلو» (أف 3: 18)، التي تُمثِّل في الحقيقة انبثاقات الصليب]