كان الأسقف الذي خلف الأسقف أمونيوس ( أسقف بيليوزيوم ) واسمه يوسابيوس ، شغوفاً ببناء أفخر الكنائس ، وكان القديس إيسيذوروس البيليوزومي يعتبر ذلك سبب عثرة ، وظل بالنسبة له سبب حزن وألم شديدين . وعن شغف الأسقف ببناء الكاتدرائيات الضخمة كتب يقول :
[ إن ملك السماء أتى لافتقادنا ليس من أجل الجدران والحوائط ، بل من أجل النفوس ]
[ وإن أُتيح لي الاختيار ، لاخترت العيش في أيام الرسل ، حينما كانت مباني الكنائس لا تُزيَّن هكذا ، بل كانت الكنيسة مكسوَّة بالنعمة وليس مثل هذه الأيام ، حينما تُغطى المباني بكل أنواع الرخام ، بينما الكنيسة عريانة وخالية من المواهب الروحية ]
[ وقديماً كان الرعاة يموتون عن رعيتهم ؛ والآن يهلكون الغنمة إذ يضعون أمام النفس عثرة ... قديماً كانوا يوزعون متاعهم للمحتاجين ، واليوم يقتنون ما هو مخصص للفقراء . قديماً كانوا يُمارسون الفضيلة ؛ واليوم ينفون الذين يفعلون ذلك بدون محاكمة أو بدون تهمة محددة ... ولكني لا أتهم الكل . ]
[ قديماً كان الناس يهربون من الأسقفية ، بسبب عظم مسئوليتها ؛ والآن يتكالبون عليها بسبب عظم بذخها ... الكرامة هربت من الكهنوت لتصير طغياناً ، ومن الخدمة لتصير سيادة ، لأنهم لم يعودوا يخدمون كوكلاء بل يتسلطون كسادة ]
__________
أنظر دراسات في آباء الكنيسة ص 568 - 569